أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف عودة - يُحكى أن...














المزيد.....

يُحكى أن...


يوسف عودة
(Yousef Odeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5158 - 2016 / 5 / 10 - 13:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


يُحكى أن عجوزاً كان ينقل الماء من البئر في دلوين يحملهما بعصا على الكتفين، وكان أحدهما مشقوق والآخر سليم، وبالطبع يصل الماء إلى البيت كاملاً في الدلو السليم، وناقصاً حتى النصف في الدلو المشقوق، وفي ذات يوم اعتذر الدلو المشقوق للعجوز لأنه يفقد نصف مائه، فقال له العجوز: هل تَرى الأزهار الجميلة على الجانب الأيمن من الطريق؟ هذه الأزهار نبتت بفضل مائك الذي يتسرب على طول الطريق. هذه قصةٌ تُحكى وربما مشهوره في العديد من أماكن المعمورة، وبالطبع تحمل في طياتها أروع معاني الحياة، إنطلاقاً من تضحية العجوز في نقل الماء، الى مبدأ الاعتذار رغم النتائج الايجابية التي حدثت بسببه، وأخيراً ما وصلنا إليه من تشبيه الأزهار بالحياة الجميلة الخالية من المنغصات رغم وجودها، وأن كل شيء في هذه الحياة هو مُقدر مهما صغر حجمه وقل شأنه.
لكن قليلون هم اليوم من يَتحلون بهذه الصفات، أي وكأن الحياة أصبحت غير الحياة والناس كذلك، فبدأت بعض المفاهيم بالتلاشي والاختفاء، وحلت مكانها مفاهيم الجشع والتسلط والكسب غير المشروع، فلم تعد هنالك تضحية من أجل أحد ولا لأي أحد، فالتضحية الموجودة هي فقط تضحية الذات من أجل الذات، وربما يحدث خلاف بين الذات ونفسها، لانه بالأصل حدث هنالك خلل بالتربية أدى إلى نقص ديني وعقائدي وخُلقي وحتى حسب العادات المتعارف عليها في تنظيم علاقات الناس فيما بينهم، وهذا النقص أيضا جعل من مبدأ الإعتذار والتسامح عملة نادرة لا وجود لها، فكثرت الإشكاليات وتعددت المسببات حتى وصلنا الى ان كل يوم لا بد من سماع خبر مشؤوم، كحالات القتل التي تحدث وبكثرة، والتي هي بالأصل من الحالات أو القضايا الغريبة على مجتمعنا، والتي لم تكن لتحدث لو ببدايتها تم النطق بكلمة الاعتذار. وحتى حالات النصب والكذب وغيرها الكثير من القضايا التي أصبحت تعج بها المحاكم، كلها لم تكن لتحدث لو لم يكن هنالك النقص في النفس.
لا شك بأن لكل قاعدة إستثناءاتُها وهنالك الكثيرون من الذين يراعون الله في تعاملاتهم وحياتهم، ولكن السائد أن الطالح يطغى على الصالح هذا من جانب، ومن جانب أخر البعض يعقتد بأنه على صواب وأن ما يفعله صحيح ولا يقبل الشك والريبة، رغم أنه ولا مرة جلس مع ذاته يُقييم نفسه، ليستمر في صوابه ويُحيد عن خطأه، وهذه القضية بحد ذاتها تُمثل مأساتُنا التي أصبحت تحاصرنا وتتغلغل فينا، الكل يرى نفسه على صواب الآخرون يرون ظلمه، وبين هذا وذاك ضاعت أمة وبلد وأرض مقدسة.



#يوسف_عودة (هاشتاغ)       Yousef_Odeh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاجة للآخر
- تعددت الأصوات والهدف واحد
- حتى يلج الجمل في سم الخياط
- بإنتظار الثامن من آذار العام القادم
- ترتيب الأوراق بعد خلطها
- يوسف عودة
- ثغرات بحاجة لحل
- أين المرأة من إنهاء الإنقسام
- إنحراف البوصلة
- مُتنكرين
- قرار مجلس الأمن 1325 والحالة الفلسطينية
- حكاية مواطن
- خربشات 9
- خربشات 8
- خربشات 7
- المرأة ودورها بإنهاء الإنقسام
- مرحلة إستثنائية
- خربشات (6)
- ركود
- خربشات (5)


المزيد.....




- كيف علّقت وسائل إعلام روسية على محادثات ترامب وبوتين؟
- ترامب يكشف شروط بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا بعد قمة ألاسك ...
- سماع دوي انفجار في منطقة المزة بدمشق ناجم عن انفجار عبوة ناس ...
- ألمانيا تقترح عقد قمة ثلاثية في أوروبا بين ترامب وبوتين وزيل ...
- يفهين ميكيتينكو لفرانس 24: العرض الروسي بالانسحاب من دونيتسك ...
- فرنسا تعلن تواصلها مع مالي للإفراج عن موظف سفارتها المعتقل ه ...
- ما هي أهم ردود فعل القادة الأوروبيين بعد قمة بوتين-ترامب في ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن عن تحضيرات لنقل السكان المدنيين من منا ...
- وفاة شابة من غزة جوعا بعدما وصلت إلى مستشفى في إيطاليا
- ماذا يعني استبعاد أكثر من 400 مرشح للانتخابات البرلمانية الع ...


المزيد.....

- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف عودة - يُحكى أن...