أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف عودة - لنتعلم الصبر منهم














المزيد.....

لنتعلم الصبر منهم


يوسف عودة
(Yousef Odeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 14:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


الصبر عبادة يمتحن فيها العبد لتظهر قدراته وإمكانياته، والتي هي ضعيفة جدا بكينونتها البدينة والبيولوجية، وقوية جدا بإيمانها بالله وقضائه وحكمه، أي أن صبر الإنسان على الأذى بكافة أشكاله وصوره، سواء كان أذى نفسي أم جسمي له بالطبع تأثيرات سلبية جمه عليه، الأمر الذي يزعزع من إستقراره البنيوي ويفقده القدرة على التحمل، وبالتالي فإن الإستمرار في وضع كهذا يحتم عليه تسخير كل طاقاته والعمل على إرفادها بمعنويات تقاوم الأذى الذي يتعرض له، وهنا يأتي السؤال الذي يطرح نفسه، إلى متى تستطيع هذه البنية الإنسانية "الجسمانية" في الإستمرار والصبر على الأذى مهما كان شكله؟
وهنا؛ وفي المقام الأول نستطيع التأكيد على أن ما يهُمنا ليس السؤال والذي أكد العلم على إجاباته، بقدر ما يهمنا الصابرين، وبالطبع لا أحد أكثر صبرا من الأسرى الذين سطروا بإرادتهم وإيمانهم الكبير أعظم ملاحم البطولة في التاريخ الحديث "فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ"، أي أن ما يقوم به الأسرى من إضرابٍ عن الطعام والذي تجاوز اليوم السادس عشر في سجون الظلم والقهر لهو أقوى دليل على قدرة هؤلاء الأسرى، والتي تنبثق في أساسها من إيمانهم العميق بالله أولاً وبعدالة قضيتهم ثانياً، فرغم الإعياء الذي يصيبهم والمرض الذي يشتد عليهم ترى بإن إرادتهم صلبة كالحديد لا تلين ولا تحيد عن الحق، متسلحين في ذلك بأوامر الله الحامي لهم "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"، نعم؛ هذا هو البلاء والنتيجة حتما ستكون مع الصابرين المناضلين الذين ضحوا بحريتهم من أجل وطنهم "الأرض المقدسة".
وفي ظل الأوضاع التي يمر بها ويعيشها الأسرى، وكنتيجة لصبرهم اللامحدود وقدرتهم التي فاقت التوقعات، لا يسعنا في هذه الظروف إلا التضامن معهم، عسى أن يقوي تضامننا معهم من عزيمتهم ويبعث في قلوبهم التحدي والإصرار ويرفع من معنوياتهم، فالحديث عن الأسرى وإضرابهم كأولوية هو بمثابة دعم مباشر لهم في معركتهم، عدا عن أن كافة أشكال التضامن التي يقوم بها البعض، تمدهم بروح المقاومة والتمترس على الحق حتى بلوغ الهدف المنشود، فلنكثف من دعواتنا وصلواتنا لهم بالصمود في مسعاهم، فهذا أقل ما يُمكننا فعله.



#يوسف_عودة (هاشتاغ)       Yousef_Odeh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكل فعل رد فعل
- بدائل غير واقعية
- أولى خطوات النجاح
- مواقع التواصل سلاح ذو حدي
- إنتصار جديد للمرأة الفلسطينية
- العبرة بالفكرة
- نظرة على بعض قضايا المرأة
- التغيير بمناهج الحياة
- مراهنات
- عادة يجب دثرها
- إغتيال الأمل
- من صور الإنتخابات المحلية
- خربشات (11)
- خربشات 10...
- سِجَال...
- أسس حياتُنا...
- يُحكى أن...
- الحاجة للآخر
- تعددت الأصوات والهدف واحد
- حتى يلج الجمل في سم الخياط


المزيد.....




- مصدران: أمريكا لا تعتقد أن -حماس- انتهكت اتفاق غزة.. وتدرس ت ...
- جندي إسرائيلي: حماس سمحت لي بالصلاة في الأسر ووفرت لي التورا ...
- الفرق بين ترامب الأول والثاني في الشرق الأوسط
- مصادر: قوة فلسطينية من غزة ستدير معبر رفح تحت إشراف إسرائيلي ...
- حماس: جثث الرهائن المتبقية تحتاج معدات خاصة للبحث عنها
- أزمة سد النهضة.. ما الذي يعيق الاتفاق بين مصر وإثيوبيا؟
- ترامب يهدد حماس مجددا: خرق اتفاق غزة يعني عودة الحرب فورا
- أول تعليق روسي على طلب الشرع -تسليم الأسد-
- بعد -الانقلاب-.. الاتحاد الإفريقي يعلق عضوية مدغشقر
- إسرائيل تتسلم رفات رهينتين جديدتين عبر الصليب الأحمر


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف عودة - لنتعلم الصبر منهم