أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - القوّة- س-














المزيد.....

القوّة- س-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5670 - 2017 / 10 / 15 - 13:38
المحور: الادب والفن
    


تقول الرّاوية
كنت أحسدهم. لا تسألوا من هم. سوف آتيكم بالشّرح:
أتت إليّ بهيّة بنت أحمد عيسى عبد الحسين عبد النبي عبد المسيح، وهو تسلسل لقب عائلتها المنحدرة من بلاد يقال أنّها تقع على حدود الشّمس، وعندما حصل الانفجار الكبير كان يسبحون بين الدّخان، ويمرحون. بهيّة أرادت تذهب إلى طبيب نفسي، فهي تعاني بعد مقتل حبيبها حمود حبيب أبو الرّمح ، وأبو الرّمح هو لقب العائلة، فهم يستعملون الرّمح أباً عن جد. يستعيرهم من يحتاج لهم لدقّتهم في التّصويب. سوف نختصر اسم الحبيب لأبو الرّمح، وأبو الرّمح هذا يخافه الأطفال، لكن الحبّ أعمى لا يعرف الحدود.
تقول بهيّة متفاخرة: الحبّ يلزمه المال، والقوة كي يستمر، وأبو الرّمح يملكهما، فرمحه هو القوة، وهو الذي يجلب المال، ولطالما شرح لي عن انتصاراته، لكنّه في هذه المرّة قتل على يد حمد أبو الرّمح وهو من نفس العائلة.
كان حبيبي يعمل عند أشرف بن شريف، والرمح الآخر يعمل عند أمجد بن مجيد، واختلفوا على الحق-أي تقاسم الغلّة- ولم يتوصلا إلى حل، فاستعمل كلّ منهما موظّفه أبو الرّمح من أجل الاحتجاج السّلمي.
سوف أكمل فيما بعد الحكاية، لكن قبل ذلك سوف أشرح لكم موقفي ليس من القصّة بل من المحتجين:
نظرت إليهم: لباس مهندم، عطور، كاميرات، يتحدثون بنبرة ثورية.
ما أجبنني!
جميع من أعرفهم ساروا على الطّريق المستقيم. نظرت إلى ثيابي. إنّها نظيفة لكنها تبدو من عصور سابقة. سارت فتاة نظيفة ترتدي غطاء رأس جديد، وثياب من ماركة عالمية قرب صديقي أبو غرّة المعمدان. يا للجمال! يتعانق هنا الحبّ مع الحبّ. كان هذا في الاحتجاجات التي تخص شرف بن شريف، ولكن ما فاجأني أكثر في اليوم الثاني أنّني رأيتهم أنفسهم في احتجاجات أمجد بن مجيد.
قد تعتقدون أنّني حسدتهم على ثيابهم. لا. لا أهتم لذلك. صحيح أنني أقف أمام عروض الأزياء، أتوعدها بأنني سوف أشتري هذا النمط عندما يكون لديّ المال، أمد يدي على جيبي، وأعرف أنه لن يكون لدي مال لذا أحضّر لسهرة أروي فيها عن أهميّة أن يكون المرء ذاته، ولا ينجرف خلف الموضة، وفي إحدى المرات سألتني شابة: هل الموضة حرام؟
قلت لها: الجمال، والحبّ حلال، لكن يلزمهما المال. قالت: هل أشتري ثياباً حديثة؟
أجبتها: بالطّبع، نحن نعيش الحياة مرّة واحدة، لكن مكانك ليس هنا أيتها الشّابة. في هذا النادي يأتي بشر محرومين ليعوضوا الحرمان بالكلام، وثمن الدخول يكاد يكون مجاناً.
لا زلتم بانتظار أن تعرفوا لماذا أحسدهم؟
باختصار: أحسدهم على قدرتهم على القفز بمرونة من ظل إلى ظل. أغلبهم أصدقائي. عندما يعبرون إلى الجهة الأخرى يكون تصريحهم ناري. أترك الباقي لفهمكم.
أعود إلى بهيّة التي قتل حبيبها" الرّماح"
لم تعد بهيّة تعرف أهلها فقد انقسموا إلى مجموعات عبد النبي، وعبد الحسين، وعبد المسيح، وهم جميعاً أهلها، وبما أن حبيبها قد قتل، وسرق ماله، فقد حكم على حبيبته بالطّرد من العائلة، وكما تعلمون فإنّ نادي الرّاوية لا يكلّف الدخول إليه الكثير، بعضهم يدفع بيضة، والآخر رغيف خبز، فقد دفعت بهية قطعة بسكويت، وطلبت مني طبياً، وعلاجاً.
كان بين الحضور طبيب سحبت منه شهادته الطّبية ، وأصبح يتسوّل. يدخل مجاناً إلى النادي، أطعمه بعض الخبز. أحلت بهيّة إليه، أمسكها من يدها، وإلى المسرح مباشرة. وقفا قربي قال:
سوف أكون أنا الرّاوي لخمسة دقائق. هذه الفتاة ضحيّة مثلي.
تعلمت الطّب النفسي بعد أن أخذوا شهادتي. طلبوا مني أن أخدّر شخصاً حتى الموت. كي يتمتّع بلحظاته الأخيرة. قد تظنون أنني بطل رفض القتل. لا . فقط عندما بدأت أرتجف خوفاً من المهمّة لم ينتظروا. كنت سوف أخدره في النهاية.
سوف أقول لكم سرّاً. هناك شخص ما أو قوة ما. ترانا ولا نراها. لا يذهب ذهنكم بعيداً، فأنا لا أتحدّث عن الله. هي قوة بشرية تحبّ أن نتمتّع بلحظاتنا الأخيرة عن طريق التخدير، أو التشريد كما في حال بهية. عرفتها، لكنّني لا أعرف كيف أشرح سرها. سميتها : القوة "س" وهي التي تتحكم بمصيرنا.
ثم عزف الطبيب أنغاماً بلسانه العصفوري. أضحكت الحضور، ثم أبكتهم، ومن ثمّ ناموا جميعاً ، وحتى هذه اللحظة هم نائمون. . . .
بهيّة لم تحتمل الهراء، فوهبت نفسها إلى الرّمح الآخر، فلا فرق بين رمح ورمح، وهي ليست موجودة في النادي بين النائمين.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يحدث في كاتلونيا الآن؟
- الهروب إلى جزيرة القرود
- التشدّد القومي هو السّبب الأوّل للحروب
- شارع الحريّة-ابراهيم يوسف-
- الغزو المسلّح، والتّعفيش
- المغناطيس-في السجن-3- الجزء الأخير
- المغناطيس-في السّجن-2-
- المغناطيس-في السّجن-1-
- حول جائزة نوبل للأدب-فنّان اللغة مع نمطه الخاص-
- المغناطيس -في المزرعة -3
- قد تكون العزلة الاجتماعية خياراً
- البيئة التي نعيش فيها تدفعنا لليأس
- العنف في برشلونة يرتدّ إلى مدريد
- المغناطيس-في المزرعة-2
- لا نازيين في مدينتنا غوتنبرغ
- هل يؤثر اللون حقا على العقل والجسم؟ أستاذ علم الألوان يوضّح ...
- هل يمكن للمرأة السّورية أن تتحدّث علانية عن الاعتداء الجنسي ...
- اللهجة الحماسية، ومصطلحات سورية
- المغناطيس-في المزرعة-1-
- لماذا تشاركون الكثير من المعلومات؟ أكثر من 80٪من الأطف ...


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - القوّة- س-