أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - هل يمكن للمرأة السّورية أن تتحدّث علانية عن الاعتداء الجنسي عليها؟














المزيد.....

هل يمكن للمرأة السّورية أن تتحدّث علانية عن الاعتداء الجنسي عليها؟


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5651 - 2017 / 9 / 26 - 15:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا زال الغرب غرباً، والشرق شرقاً، لكن هناك تشابه ما في بعض الأحيان.
يعجبني ما تقوم به النّساء في السويد، كما يعجبني ذلك الكمّ من الكاتبات اللواتي يعالجن قضايا المرأة، ومن السّياسيات المتمرسات، وفي إحدى المحاضرات التي حضرتها. قلّدت المحاضرة تصرّف الرّجال في بعض الحالات، واعتبرته تقليلاً من قيمة المرأة فقالت: عندما يلقي أحدهم طرفة، وتشعرين أن لها مغزى جنسي تعتبر تحرشاً. لا تسكتي. استديري، أعيدي كلمات النكتة، وقولي: أعتقد أنّني سمعت هذا. ماذا كنت تعني؟
في الاجتماعات الحزبية لا يبحثون في السياسة، يبحثون في مطالب وحاجات جماهيرهم، أو احتياجات المجتمع. مادامت الحكومة منتخبة، فالسياسة من اختصاصها.
في أي مكان ولدنا أو رحلنا إليه علينا أن نفهم المجتمع، ونصغي إلى ما يعتبره قيمة مجتمعيّة.
تصعد الآن الأحزاب القوميّة الشعبوية في أوروبا بعد نجاح ترامب، فقد أصبحت الثالثة في ألمانيا، وحتى الآن هي الثالثة في السّويد. وتصنف تلك الأحزاب بالذّكورية، بينما الأحزاب الأخرى تكتب في أدبها أنها " نسائية"
وهناك حزب قومي سويدي اسمه" ديمقراطيو السويد" وحدث منذ يومين أن غادرته بسبب الاعتداء الجنسي "حانا ويغ" عضوة عن الحزب في البرلمان السويدي ، وقد قالت أمام التلفزيون كيف تعامل معها زميلها في الحزب:

"وضع يده على رقبتي ودفعني إلى الجدار . ثم وضع يده الأخرى داخل سروالي ودفع بإصبعه"
وتعقيباً على الحادث تقول الصحافية كارين بيترسون في افتتاحية أفتون بلادت:
"يهدف الديمقراطيون السويديون، كجزء من فكرتهم التجارية، إلى استهداف الرجال الذين لا يولدون في السويد كمُغتَصبين محتملين" ثم تكمل :
"في الواقع، يهيمن الرجال على قيادة الحزب حيث يؤمنون بشرف الذكور، والذي لا يزال من المتوقع أن تظل المرأة تتعرض من خلاله للاعتداءات" كما أن الفكر الذكوري لا يختلف بين مجتمع وآخر حيث تقول:
"يمكن للقمع البطريركي أن يتخذ أشكالا عديدة. في بعض الأحيان يتطلب من النساء ارتداء الحجاب. في بعض يتطلب تتكتم على التحرش الجنسي"
وهنا لا أرغب في الحديث عن الغرب. أرغب في بعض المقارنة فقط في أمور متشابهة بمن يؤمنون بثقافة شرف الرجل.
عندما عملت محام كان هناك امرأة تحدّثت لي عن قضيّة زوجها الذي اعتدى على ابنتها، ولآنّها تحدثت أمام القس عن الموضوع، وأمام ألأقارب. أصبح الموضوع علنياً، وعلى الرّجل الدّفاع عن نفسه، وحصلت على الطلاق من الكنيسة، واتهمها زوجها بالجنون، وبعد فترة تزوج بأخرى، وفعلاً أصبحت المرأة شبه مختلة من الصّدمة حيث حاصرها المجتمع، وكذّبها.
إحدى صديقاتي قالت لي: بأنّ زوجها قال لها: إن سمحت له بجلب عشيقته لن يتزوج بأخرى. صديقتي ليست أمّية، لكنّها تركت الزوج للعشيقة دون أن تغادر المنزل، ودون أن تستمرّ معه، فالأمر ليس بطولة منها. لو تركت المنزل ربما اتهمت بالجنون أو الزنا . أنت في سورية، وعليك إن كنت امرأة أن تدفع دائماً ثمن أخطاء الآخر ولا تتوقف عن الدّفع. في سورية موضوع الاعتداء الجنسي ليس مثل الغرب. يتم أغلبه ضمن المحيط الضيق بين العائلة، والأصدقاء، وفي البيوت التي تحتوي أكثر من عائلة داخل المنزل يمرّ الأمر بسهولة، وثقافة شرف الرجل تجعل النساء يتعرضن للاغتصاب دون البوح بما تعرّضن له. يتعرضن له أيضاً في السجون، ومن قبل المجموعات المسلحة، ومن تتعرض للاغتصاب حتى لو كانت سجينة سوف ينبذها المجتمع عندما تخرج من السّجن . هذا إن لم يتمّ التخلص منها.
على المرأة أن تدفع ثمن إنسانيتها، وتتحدى العرف، وتتحدث بصراحة عن الموضوع. طبعاً المحاكم والتلفزة في سورية غير مفيدة، فأكبر قاض يمكن شراؤه، ولن يقف مع المرأة، فتلك المرأة التي قطّعها زوجها السوري هي وأولادها في الدّانمارك ، ووضعها في الثلاجة، ورغم أنها كانت قد طلّقته، لا زال طليقاً في سورية. بل إنني قرأت تعليقات على الفيس بوك قالوا: أنها تستحق لأنها أحبت شخصاً آخر. ودون أن يتأثر الكثيرون حول مصير الأولاد، وتلك الفتاة التي اغتصبت فهربت إلى ألمانيا، وتبعتها أمها مع أحد أقاربها كي يغسلوا الشّرف، وقتلت رغم أنها كانت محميّة. بل إنّ الأمر أخطر من ذلك في موضوع الشرف حيث أن هناك قاعدة في محكمة النقض بأن الشرف لا يغسل إلا بالدّم.
وفي الختام أقول: أنّ النساء هنّ من يحرّر المجتمع إذا تحرّرن، وهنّ من يربي الرّجل على مفاهيم الحرّية.
.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللهجة الحماسية، ومصطلحات سورية
- المغناطيس-في المزرعة-1-
- لماذا تشاركون الكثير من المعلومات؟ أكثر من 80٪من الأطف ...
- المغناطيس -في المعبد-3-
- إسقاط الكتّاب قبل إسقاط الدكتاتور
- المغناطيس-في المعبد- 2-
- البطل ماكوما
- قد أخسر الأصدقاء عندما أقول الحقيقة
- خبير التّغذية:الأطباء بحاجة إلى إخبار الناس أنه يمكنهم التّخ ...
- المغناطيس-في المعبد-1-
- سوريّة بلد الدّكاترة، والمقتولين
- المغناطيس-في الدّرب-3-
- من الدّاخل: ستستمر أزمة السجن حتى نسمع قصص السّجناء
- أنا المريض المتعب من كوني متعباً
- متلازمة الانتحار- السّوريّة-
- المغناطيس-في الدّرب-2-
- عنتريات
- مذكّرات متسوّل من الشّام
- المغناطيس-في الدّرب-1-
- المغناطيس-في القصر-3-


المزيد.....




- قبل الأوان … قتل العاملات بين تواطؤ الدولة واستغلال السوق
- “7000 دج تنتظرك!” تعرفي على تفاصيل منحة المرأة الماكثة بالجز ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر.. سجلي ...
- تأويلات العدالة: قراءة في مآلات التقاضي في قضايا العنف ضد ال ...
- موسيقى كناوة، عندما تكسر النساء القاعدة
- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق ...
- تواصل العصابات تجنيد الاطفال رغم الأساليب الجديدة للشرطة
- المرأة التي ترعى 98 طفلا من ذوي الإعاقة
- “رابط فعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 ...
- سحر دليجاني المعارضة الإيرانية: الحرب على إيران ليست دفاعًا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - هل يمكن للمرأة السّورية أن تتحدّث علانية عن الاعتداء الجنسي عليها؟