أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الولايات المُتحدة والميدان السوري .... هواجس الصراع وموازين القوى














المزيد.....

الولايات المُتحدة والميدان السوري .... هواجس الصراع وموازين القوى


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5670 - 2017 / 10 / 15 - 01:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دخلت المعارك الميدانية في سوريا مرحلة الاقتراب من الحسم العسكري من قبل الجيش السوري وحلفائه وإحكام السيطرة على مُعظم مناطق الجغرافيا السورية ولاسيما في المنطقة الشرقية والحدودية بين سوريا والعراق وهي المنطقة التي تُشكل قلقاً وهاجساً مُتصاعداً لتحالف الغرب بقيادة الولايات المُتحدة, لا سيما بعد نجاح تحالف المُقاومة بقيادة الجيش السوري والدعم الجوي الروسي بالاقتحام العسكري لمحافظة دير الزور وفك الحصار عن المدينة ومطارها العسكري ... ثم نقل المعركة مع داعش الى أخر معاقلها الحصينة في الاحياء الشرقية للمدينة والارياف الشرقية والجنوبية الشرقية لدير الزور بهدف السيطرة على مدينة الميادين ومن ثم الاتجاه جنوباً للامساك بمعبر أبو كمال الرئيسي بين سوريا والعراق بالتنسيق مع القوات العراقية التي تتقدم غربا في محافظة الانبار نحو القائم والحدود السورية العراقية في أبو كمال .
ومن هنا يبدو أن الولايات المُتحدة وتحالف الغرب الذي يسعى باستماتة في مواجهة الجيش السوري وحلفائه لابقاء سيطرته بكافة الوسائل على كامل المنطقة الحدودية الشرقية بين سوريا والعراق ولو اقتضى الامر الدعم المكشوف لداعش .. لتُشكل هذه السيطرة تواصلاً جغرافياً مع الحدود الشمالية الشرقية التي تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وتحالف الغرب ... وقد ازداد هذا الهاجس بشدة مع اكتمال سيطرة الجيش السوري على كافة المناطق والمخافر الحدودية بين سوريا والاردن (باستثناء قاعدة التنف) .... وبالتالي فنجاح الجيش السوري بالسيطرة على كامل محافظة دير الزور والحدود الشرقية مع العراق سيُشكل ليس فقط كابوساً حقيقياًُ لاستراتيجية الولايات المُتحدة وتحالف الغرب في منع التواصل الجغرافي بين دول محور المقاومة , بل أيضاً هزيمة عسكرية كبرى لهذا التحالف .... وهنا فمن المُؤكد أن الولايات المُحتدة لن تُسلم بسهولة بهذه الهزيمة وتراجع نفوذها في المنطقة لصالح روسيا وأيران ومحور المقاومة .. لذا ستلجأ الى امتصاص هذه الهزيمة الى الحد الاقصى من خلال بعض الاجراءات السياسية والعسكرية .... يُمكن تلخيصها على النحو التالي :
أولاً : ارباك التقدم العسكري للجيش السوري وحلفائه في دير الزور بكافة الوسائل ولو اقتضى الامر التنسيق مع تنظيم داعش وتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي والميداني له ... والذي تسبب كما نعلم في شن مجموعة من الهجمات المفاجئة لهذا التنظيم على عدة مواقع عسكرية سورية في محيط دير الزور والبادية المجاورة , كما أدى أيضاً الى مقتل ضابط روسى كبير برتبة جنرال بالقرب من دير الزور .
ثانياً : إضعاف وتشتيت وإطالة المعركة ضد الارهاب الداعشي والتكفيري الى أطول مُدة ممكنة ولو تطلب الامر الدعم والمساندة للدولة الاسلامية بشتى الوسائل الممكنة .
ثلثاً : إضعاف الجهود الايرانية والروسية الداعمة لسوريا من خلال المزيد من العقوبات الاقتصادية وحجز الارصدة المالية لايران في البنوك الامريكية والغربية والتهديد بالغاء الاتفاق النووي الايراني وتصنيف الحرس الثوري الايراني كمنظمة ارهابية .. وكذلك التضييق على حزب الله وتجفيف مصادرتمويله ووضعه على لوائح الارهاب....الخ .. ومن ثم استخدام كل ذلك كورقة للضغط على روسيا وايران وسوريا في أي مساومات تفاوضية مُستقبلية لتسوية الازمة السورية بما يُخفف من آثار هذه التسوية على المصالح الامريكية والغربية وأمن الكيان الصهيوني وموازين القوى في المنطقة .
رابعاً : الضغط على قوات سوريا الديمقراطية ووحدات الحماية الكردية وحثها للعمل على الانفصال السياسي الكامل عن الدولة السورية .
خامساً : اتخاذ كافة الاجراءات الممكنة من خلال عملائها والجماعات التكفيرية لوضع العراقيل والصعوبات في وجه أي تسويات سياسية تُبذل لتسوية الازمة السورية من خلال مُؤتمرات استانة أو جنيف لا تخدم المصالح الامريكية والغربية وأمن الكيان الصهيوني .. باتباع كافة أساليب الكذب والخداع والمراوغة وإظهار حرص الولايات المُتحدة ومنظومة الغرب على محاربة الارهاب وإيجاد حل عادل للازمة السورية .
وبالتالي يترتب على دول وقوى محور المقاومة لمواجهة الاساليب والسياسات الغربية المذكورة أعلاه , ولاسيما سياسة التصعيد والتهديد والعقوبات والدفع باتجاه التقسيم والانفصال ...الخ اتخاذ اجراءات احتياطية ومعاكسة من أجل إحباط الاهداف التي يسعى الغرب لتحقيقها بعد أن فشل عسكرياً في تحقيقها على أرض الواقع .. ولن يكون ذلك بالامر الصعب في الوقت الذي تضيق فيه خيارات الولايات المُتحدة وحلفائها في المنطقة وتتراجع قدرتها وقدرة العدو الصهيوني على التصعيد العسكري وشن الحروب المُباشرة أو القيام بأي مغامرات عسكرية غير مدروسة قد تُكلفها خسائر عسكرية وبشرية باهظة دون أن تمتلك القدرة على الحسم والانتصار العسكري .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كردستان العراق والعقدة الكردية في المشرق العربي
- الازمة السورية .... تحديات ما بعد الانتصار !!!
- برشلونة والارهاب التكفيري الصهيوني
- الفاشيون الجدد وأحداث شارلوتسفيل في ولاية فرجينيا الامريكية
- مع هزيمة الغرب في الحرب السورية .... ماهي خياراته الاستراتيج ...
- سوريا والمسألة الكردية
- تحولات كبرى تشهدهها المنطقة والمشرق العربي
- المثقفون العرب ووسائل التواصل الاجتماعي
- تركيا والمأزق الخليجي ....!!!
- الخارجية الامريكية مُندهشة ....!!!!
- الاهداف الامريكية من الازمة الخليجية .... هل فشلت ؟؟؟
- الازمة القطرية .... الخلفيات والآفاق والنتائج المُرتقبة
- ماذا وراء الحرب السعودية الاماراتية المصرية على مشيخة قطر .. ...
- قوات سوريا الديمقراطية والازمة التركية في الازمة السورية
- تصريحات عبد الفتاح السيسي والمجزرة البشعة بحق الاقباط في محا ...
- زيارة ترامب والاستعراض العدواني للقوة في سوريا
- ماكرون رئيساً لفرنسا .... ليس مفاجئاً
- الانتخابات البرلمانية في الجزائر ..... دلالاتها
- ترامب واستراتيجية تحالف الغرب في المشرق العربي والشرق الاوسط ...
- الانتخابات الفرنسية ... بين العولمة الحديثة واليمين القومي ا ...


المزيد.....




- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الولايات المُتحدة والميدان السوري .... هواجس الصراع وموازين القوى