أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل محمود - رمزية الحدث














المزيد.....

رمزية الحدث


نبيل محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5669 - 2017 / 10 / 14 - 20:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن ما يضفي دلالة رمزية على بعض الحوادث العابرة في التاريخ ليس تفاصيلها في ذاتها، وإنما الملابسات والإشكالات التي سترافق سيرورتها التاريخية، لاحقا،ً والمآلات والنتائج التي ستنتهي إليها.
فبدلا من أن يكون فرصتنا فإن النفط قد صار مشكلتنا!

كتب المؤرخ عبد الرزاق الحسني ((... كان عمال شركة النفط في كركوك ينزلون في حفرياتهم إلى أعماق بعيدة الغور في الأرض. وفي يوم 14 تشرين الأول 1927م فاضت إحدى الحفر بالسائل الثمين، وأخذ يتدفق بغزارة هائلة، فأدى ذلك إلى مقتل ثلاثة من المهندسين وبضعة أنفار من العمال، ولم تقوَ الجهود على سد فوهة هذه البئر إلا بعد عشرة أيام، كان النفط يتدفق خلالها...)) عبد الرزاق الحسني، تاريخ العراق السياسي الحديث ج3.
في الاقتصاد السياسي الحديث يُعدّ مفهوم التراكم الأولي- البدائي معضلة كبرى في تحوّل اقتصادات المجتمعات من النمط الزراعي إلى النمط الصناعي. والتاريخ يورد أمثلةً قاسيةً اجتماعياً لهذه العملية، كإجراءات (التسييج) في بريطانيا التي واكبت ثورتها الصناعية أو سياسات القسر الستالينية، لتحقيق التراكم الرأسمالي المطلوب للتحول الاقتصادي الصناعي على حساب المنتجين الزراعيين.
وفي بعض بلدان الشرق الأوسط بدا اكتشاف النفط (الذهب الأسود!) وتسويقه وكأنه فرصة ذهبية لتوفير الموارد المالية للتحوّل إلى مجتمعات ودول صناعية حديثة. دون إثقال كاهل المواطنين بأعباء مجحفة أو تكبيدهم المشقات والآلام الجسيمة. وهذه بلا ريب مسألة سياسية ومهمة مصيرية وتاريخية يقع على عاتق النظام السياسي إدارتها وإنجازها لمصلحة الجميع.
إن السياسة تغدو مبدّدةً لأعظم الفرص المتاحة في التقدم والتطور حين تشوبها، أو تطغى عليها الممارسات اللاعقلانية. وذلك حين يركّز العامل السياسي كل قواه على قضية السلطة بدلا من بذل الجهد في تعظيم دور الدولة ومؤسساتها. ففي الوقت الذي تمضي فيه معظم المجتمعات الحديثة في مسارها السياسي بالانتقال التدريجي والمستمر من مفهوم (حكم) الأفراد إلى مفهوم (الإدارة) العقلانية للشأن العام، وتحقيق أقصى منفعة ممكنة لجميع الأفراد. فإن المسار السياسي لبلداننا ينهمك بكل عزم للانتفاع الخاص بالموارد العامة من قبل فئة قليلة على حساب الآخرين. أو (وهذا هو الأفظع) انخراط الفاعلين السياسيين في تبديد هذه الموارد في مغامرات دامية وأهواء عابثة والتلاعب بالمصائر الإنسانية لأفراد المجتمع. كما أثبت التاريخ القريب لكثير من دول المنطقة وتخبط سياساتها وتبديد الموارد المالية الضخمة في الحروب أو المشاريع غير المنتجة أو الكسب غير المشروع للبعض على حساب المصلحة الكلية للشعوب.
يقف المرء أحياناً بذهول أمام هذه الظاهرة، القدرة الفائقة على إهدار الثروات العامة وتحويلها أحياناً إلى تراجيديا قاتمة سوداء! وكأن الأمور تمضي بشكل غرائبي ومقصود لتأكيد صحة تلك المقولة المتهكمة (إن وجود النفط في بعض البلدان غلطة جيولوجية لابد من تصحيحها) !!!



#نبيل_محمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغابة في المدينة
- قصيدة حلوى الليل
- أصوات
- عطرها
- إلى سركون بولص
- حلم صيفي..
- ليل الليلك
- زخات
- قالت أمي
- كأنها جريمة.. !
- الأسئلة
- كائنات الحبر
- مواء
- القفزة الحرة
- لو أنّ..
- المنحدر
- الفرجة
- I Dream of Purple
- مرآة نرسيس
- عالم ملفّق


المزيد.....




- -انتصارٌ للديمقراطية-.. شاهد ترامب من شرفة البيت الأبيض يُشي ...
- بين مطالب حماس وإسرائيل وأبرز العقبات.. إليكم ما نعرفه عن مق ...
- متعاقد أمني سابق في مؤسسة غزة الإنسانية: زملائي فتحوا النار ...
- عاشوراء: لماذا يحيي الشيعة ذكرى مقتل الحسين وكيف تُقام طقوسه ...
- في خان يونس.. -منظمة غزة الإنسانية- تؤكد إصابة موظفَين أميرك ...
- -ندعم وحدة أراضيها-.. أردوغان: لن نقبل بأي خطة لتشريع التنظي ...
- بيانات تكشف ما -أخفته- تل أبيب: خمس قواعد إسرائيلية تحت القص ...
- إسرائيل تتّبع سياسة تدمير جباليا بالكامل
- رئيس الغابون يطلق حزبا سياسيا جديدا تحضيرا للانتخابات البرلم ...
- شاهد.. نيفيز وكانسيلو ثنائي الهلال يبكيان جوتا ويشاركان في ت ...


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل محمود - رمزية الحدث