أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشربينى المهندس - الكأس ومنديل أخضر















المزيد.....

الكأس ومنديل أخضر


الشربينى المهندس

الحوار المتمدن-العدد: 5669 - 2017 / 10 / 14 - 12:05
المحور: الادب والفن
    


.. قلها ولا تخف.. هى رسالة وصلت بالخائف من ظله للإعتراف .. أعْترف، والاعْتراف سيد الأدلة..
لقد وقعت أســـــــيرا مع الشاشة الزرقــــــاء لمتلازمة «المانيكير والكلاشنكوف» ، والشعر الذهبي الذى يطـــير فى الهــواء ، والفتيات المكتنزات الجــــذابات ، اللائى تحولن إلى أيقونات وصرن حفيدات جان دارك .. تعليقات كثيرة تتردَّد مِن العام إلى العام ، ومن العام إلى الخاص حين يتسمَّر أغلبُ الناس أمام الشاشات الزرقاء ، يُثقِلهم الطعامُ ويقاسمهم اللب والسودانى المشهد .. وتجذبهم المادة المُكثَّفة سواء كانت دراما أو حتى إعلانا. ربما كانت المصادفة فقد كنت اشاهد فيلم شئ من الخوف قصة الأديب ثروت أباظة وأغنية يا عيني ع الولد المصاحبة للموقف ..
وقطع الارسال وقـــــــد تصدرت المشهد صورة المقاتلات العراقية والكردية واختها السورية تحاربن دواعش القرن الجديد..
المقاتلات انتشرن بصورة لافته وقد رغبن فى الثأر لبنات جنسهن اللائى وقعن سبايا فى أيدى داعش .
قال: أين الرجال ..؟
قلت: لا تتسرع وانتظر ..
.. ظهر الرجال وهم يلبسون سروال فضفاض ، يسمى « شـــــــروال »، وسترة وحـــزام عريض مزركش ..
وهناك بالطبع أغطية الرأس والكوفيات المتنوعة، التى تدل على انتماء الشخص إلى بلد أو منطقة بعينها..
هتف: فاكرين أحمد مظهر وفيلم الناصر صلاح الدين ..
لكن التعليقاتٌ كانت تدور حول جـــــودة العمل أحيانًا ..
وغالبا ما تتطـــــرق إلى مـــــا يخصّ الحياة الشخصية للفنان فلان، وإطلالة الفنانة فلانة وتسريحة شعرها أو (النيو لوك ) والوجه المَشدود الخالي مِن التجاعيد.
قال : وماذا عن التَجَمُّل فى حياتنا العامة ..
قلت : مِن الناس مَن يرسمون لأنفسهم صورًا مُغايرة للحقيقة ويصدّرونها للآخرين. مــــن باب الاتيكيت ربما ، ينتحلون صفاتٍ ليست لهم ، وأخلاقٍ لا تشبه أخلاقهم ، لكن الأقنعة تسقط بعد زمن يقصر أو يطول ، وتسقط معها الجاذبية المُصطنَعة ، تاركة فى مكانها ندوبًا تتحول إلى بثور واضحة ..
قال: رغم ما يثيره هذا من دواعى الحقد والغيرة بل والحسد ، رغم هذا لا يكُفُّ الناسُ عــــن بذل الجهود للتجمُّل ؛ أمام الأحباء والأصــــدقاء وكذلك أمام الأعــــداء ، لا يميل أغلبنا إلى تغيير الصورة الحقيقية، بل إلى ادعاء تغييرها. ولكن ماذا عن صور الدم التى تنقلها كل القنوات ..
قلت : طبعا لا ينسى أحـــــد قصة الكاتب الكبير إحسان عبدالقـــدوس « أنا لا أكـــذب ولكنى أتجمل» والتى تحولت إلى مسلسل تلفزيونى ، فضلا عن فيلم سينمائى ، بطله المُتفـــرِّد الجميل (أحمد زكى) أو إبراهيم ، بطل القصة الذى أحبَّ خيرية ، وادعى أنه سليل عائلة لها موقــع مُشرِّف فى المجتمع ، ثم لم يلبث أن انكشف ومع ذلك أصـــــرَّ أنه لم يرتكب خطأ ، ولم يفعل إلا محاولة التجمُّل أمام حبيبته وعائلتها الوجيهة.
قال : لا تغير الموضوع ..
.. مع نشرة الأخبار التي تسبق مباراة كرة القدم ودندنة المذيعة وتطبيل الإعلانات . و(كُتاب وأعلام الكيف)، وهم غالبية ، يبدأ الواحد منهم الاستعداد للكتابة أو البرنامج بتناول جرعة من (الكيف) سواء كان الكيف خمـــرا ، أو حشيشا أو بانجـــــو، أو منقوع النفـــــاق المركز ، أو عصير التضليل والتدليس الصافي ، أو خلطة الكراهية لكل مــــا هو مخالف له .. استأذنت من الرفاق متعللا بالصداع ، فانا لا أقــــوي علي مشاهدة الدم ولو كان لبقـــــرة ولكن أعود وأعْترف أنني قضيت يوم الخميس الماضي، أمام جهاز التلفزيون .. كنت أهرول بين القنوات ، هروبا من ملل التكرار لحديث الحرب وبشاعة الصـــــــــــور لعلي أجد على النار هدى ..
ذلك ربما يختلف عما أعنيه وقد لمحت منديل الرأس الذى ربطت به فتاة البيشمركة الكـــــــردية شعرها ، فتذكرت أننى اشتريت مثله قبـــل سنوات مضت لأبنتى ، باللــون الأخضر نفسه والشغل الزهرى الرفيع على الأطراف. قلت لها أن الأكراد يعيشون فى العراق وإيران وتركيا وسوريا على ما اذكر ..
قالت : أما النساء فيتألف زيهن التقليدى ، مــــن ثوب طـــويل شفاف ومطـــرز يصل لأخمص القدمين ، ومن تحته قميص داخلى داكـــن ، بالإضافة إلى ســــترة قصيرة مغطاة بالكامل بالمنمنات والحراشف المعدنية البراقة. صفقت لها ..
قالت :هل تذكر البطل التاريخى صلاح الدين الأيوبى ..
قلت : ومن ينسى القدس وبيت المقدس ..
شدنى التقرير المصور .. المنديل الأخضر. كانت المقاتلة تلبسه مع الزى العسكرى الكاكى ، رافعة (الكلاشنكوف) بزهـــو لانتصارها على قوات داعش ، ظاهـــــــرة العصر الشيطانية نبتا وسلوكا .. ملامح الفتاة، وتفاصيل يدها التى تحمل السلاح الأمريكي وعليها بقايا طلاء الأظافر الأحمر، ظلت عالقة فى ذهنى .
وهى غالبا الصورة التى تترسخ لدى الجمهور من خــلال الإعلام، فى مقابل صـــورة نســـاء داعش المتشحات بالســـــــواد ، ورجاله الذين يخشون الموت عارا على يد نساء الأكراد والعرب فلا يدخلون الجنة ..
.. قالت هل شاهدت رقص الدبكة الكردية ..
قلت لها دعينى استمتعت بمباراة كرة القد .. لقد اقترب موعدها ..
قالت هل هى منقولة من القدس ..
رفعت يدى لأعلى .. راقبت ظلها ينسحب من الغرفة ..
مازالت كلمات خطيب الجمعة تطن في أذني ..
..القدس في القلب ..
تركت المقهى والشلة من أجل المباراة ..
فى طريقي .. هادنت الرياح وقد التصقت بالحوائط ..
قاومت أمطار الشتاء وقد غطيت الرأس ..
تخطيت أوراق الشجر في طريقي للمنزل ..
هناك كانت ورقة تلتصق بالجدار ..
(قاوم) بخط كبير ..
تقترب من (قاطع) بخط أكبر ..
لم استطع مقاومة إغراء صوت المذيع والهدف الأول يخترق الشباك وصوت المعلق قد استقر علي الكلمة المدوية .. الكأس لنا ..
مع الفاصل القصير أحسست بتدفقات القلب وقد تلاحقت .. والمذيع يهتف ..
القدس لنا ..
وضعت يدي علي قلبي .. عاجل ..
تم تنظيم أول عرض أزياء للباس الكـــــــردى التقليدى فى مدينة القامشلى، تحت رعاية حزب سياسى محلى، وانتهى بعرض فستان العروس الأحمر، المزين بالحلى الذهبية اللون.
تنتقل الكاميرا حيث خرج الناس إلى الشوارع بثيابهم التقليدية بثقة تضاهى ثقة فتاة البيشمركة على الجبهات المتعددة حين تقول:
إن حرب العصابات لا تحتاج إلى عضلات ..
منظر أصغر إرهابي في لفته مضرجا بالدماء وزجاجة الرضاعة ملقاة بجانبه أجبره علي ترك المكان والخروج للشرفة إلي وجوه وملامح جديدة ، وهربا من دراما الألوان حاملا ذكري صفعة من والده يوم أن قذف العصفور بالحجارة فوق الشجرة هناك .. كان السكون يفتقد صوت صــــريخ ابن يومين ، بينما القـــــط الأبيض يقفز إلي البيت المجاور.. منظره كان يستفزه كلما شاهده .. ذلك الجبان لم يحرك ساكنا عندما كانوا يطاردون الفأر وهو يقفز علي سلالم منزلهم ..
توقف هو عن مطاردة القطط والفئران عندما نهره الأب : خذ حذرك يا غلام ..
شكا له جاره السبع أفندي ذات يوم ، كيف ترك الفأر يهرب بفعلته الشنعاء واكتفي بلعق فروته البيضاء .. تنهد بغيظ ..
لقد أفسد ذلك الفأر اللعين إناء لبن الأطفال ..
كانت الشوارع خالية من المارة ..
لم أتحمل الجلوس وانتفضت واقفا ، ومقتربا أكثر من جهاز التلفاز..
مشاهد دماء الضعفاء تكاد تنبثق من حلوق الأقوياء ، وتتدفق خارج الصورة مع أزيز الطائرات الأمريكية والروسية ..
توقفت يده وطفلة تشبه أبنته وهي تبكي وطفل غارق في الدماء .. قام ليغلق التلفاز وقد أصابه الإرهاق ..
توقفت يده وطفلة تشبه أبنته وهي تبكي وطفل غارق في الدماء ..
مد يده يمسح دموعها فاصطدمت بالشاشة ..
أجفل وحوقل وكأنه يجلس علي صفيح ساخن .. ترك مقعده ..
استدار ثم تريث قليلا مع الفاصل الإعلاني الجديد ..
عندما عاد الإرسال كان قد جلس إلى مقعده في نصف غفوة ..
تجاهل مواء القط ..
كانت راقصة شرقية هذه المرة ..
أكمل غفوته مع هزات وسطها وقد توارى صـــــوت البكاء بينما الفأر يتقدم بهدوء إلي الشرفة ..
مع الظلال المتمردة أفزعنى المشهد وقرصني الجوع ..
استدارة تعرف طريقها ..
فتحت الثلاجة وتناولت ساندويتش (كنتاكي بالهامبورجر) الأمريكاني المستورد.



#الشربينى_المهندس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلع اللباس حصريا
- شهوة السرد والتجريب وحقوق القارئ حياء أبو نصير نموذجا
- في انتظار القادم وخالص نعازينا
- جديد من وراء الكواليس
- قصة من يمسك بالفأر
- ذاكرة الرماد و القصة البورسعيدية
- الأدب والتغيير
- صدي حديث المدينة
- نيو زد لايف
- اولاد الابالسه
- السعيد الورقي والصور السردية
- علي مقهي ادبي
- سي سي نو وهيكل أيضا
- شائعات طائرة
- الصفر المصري وبنزين 80
- الصرصار والكلب والمفتح يكسب
- الصندوق الأسود وما بعد الافتتاح
- ظريف العرب
- النظام في الكهف بين بدلتين وجنازتين ..
- المآدب الرمضانيه وجبل الجليد


المزيد.....




- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشربينى المهندس - الكأس ومنديل أخضر