أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشربيني المهندس - في انتظار القادم وخالص نعازينا














المزيد.....

في انتظار القادم وخالص نعازينا


الشربيني المهندس

الحوار المتمدن-العدد: 5105 - 2016 / 3 / 16 - 00:43
المحور: الادب والفن
    


مع صباح (قباري) المنور خلف الباب المغلق كشنطة حليمة وفي حضرة الرائحة التي تأسرني.. كنت أتأمل مع شجن الإبداع المعانق في غلاف المجموعة القصصية الجديدة في انتظار القادم للأديب الصديق محمد عطية ، وعنوان محمل بأسئلته الشقية..
ومن خلف نظارة غامقة العدسات ومذهبة الإطار اراوض المعاني لحلم فتي اخضر العود والقلب تأتيه الترانيم من عل دون لمسها أو معانقتها إلا علي سطور الصفحات ،وحروف الكلمات وحكمة الشيوخ تغطي الصفحات الفارغة ..
توقفت محاولا هتك ستارة المسكوت عنه ، علي حافة الحلم تارة ومع وخز الأماني تارة أخري ، وصوت في أعماقي يحمل سؤاله المراوغ عن الهروب والمكتوب بعلامات استفهام تسبقها علامات التعجب ومن وما هو القادم ..؟!
كان الصدى مع قصة تسلل بخطوات بطيئة زاحفة واشتهاء ثم طقوس للرؤية وهو ينثر رملا ناعما علي جمرات غضبه لمن يغرد خارج سرب القصة الأخرى .. وجاءت قصة هستيريا وإفاقة ثم غيبوبة لتدركني غصة عناوين غير عادية نومئ لها علي مضض يسبقنا التساؤل عن الظاهر والباطن ومتاهات العارف والظروف التي نعيشها ..
يقول : عدت إلي قلمي ولواعج قلبي محملا بأرق الأيام والسنين ، والمح بسمة الصغيرة تحاول انتزاع بسمتي ، كانت تشبه جدتها ..
وتتزامن تكات المفتاح في طبلة الباب مع دقات ساعة حجرة الكشف وقد تسللت الأنوار المنكسرة من خصاص الشرفة لتبرز عبارة ممنوع الدخول كرائحة القهوة الذكية وتترنح الخطوات خلف الصمت الذي يقطعه الرنين ،وفي التفاتتين متقابلتين حول السرير الوحيد ذو السواري المعدنية المتهالكة بالغرفة تلاقت الأعين المذعورة المعتصرة وقد انكمشت حول جسدها الضئيل ..
.. كم أشفق عليه وهو يتركنا مع مناقشات ندوة القباري الساخنة ورنات الهاتف تتوالي مع الأسئلة الحائرة ..
ـ هل أخذت حليمة الأولاد كعادتها و..
ـ كيف حال الحاجة اليوم ..؟
.. ويطأطئ الرأس
كم أكره نظراتكم المتشككة التي ترمقني ثم تتحاشاني في خبث يتحايل علي قسوة اشعر بها ولا أراها .. الا يكفي صمت ما أعانيه ..
ـ انقلها إلي مستشفي نجومية يا محمد فهناك ..
وعاد يرتشف من المعاناة طعم الصبر والتجلد نافضا عن نفسه الشبهات رغم ما يبدو من تصنعه للامبالاة وقد وضع يديه حول وسطه ..
وراقبت ملامحه ونحن نطوي الصفحات والجيوب وقد ساد بيننا الصمت ..
إنا لا اخشي حليمة ولا شنطتها المحشوة فهي تتسلل وتعود كنصف حلم ونصف روح ..
وتفشل العين يا محمد في إدراك النظرات المتنافرة وهمهمات زمن مضي كنت تلتصق بمؤخرة أمك هروبا من ثورة أبيك الصامتة .. ولم تفلح نظرات حليمة الناعسة ـ بعد انزلاق الإيشارب الذي لا يزال معلقا بربطة شعرها ـ في حجب دموع الرجل من عينيه الفزعتين وقد اعتراهما احمرار شديد بعدما هبط صوت الأم وهي تجز علي أسنانها قبل الغيبوبة لتظهر جلية الخصلات البيض والممتدة بعمق رأسها ..
هل ..
وتتوقف الكلمات ويسرح بصرك نحو جامع سيدي القباري فتنغبش عيناك واراك تائها ولا انبس ببنت شفه .. تترحم علي أبيك .. وتعاود عناوين قصصك التسلل خارج السرب ومغادرة متاهة العارف .. في طقوس للرؤية فلا احد يعرف ما القادم ..
واراك تقترب وقد تغيرت الرائحة ،حتى تمكنت عيناك من الملامح الغائمة مع إحساسنا المتنامي ببرودة المكان ،وتتكاثف حلقات دخان سيجارتك تضبب ما حولك ،وسؤال عن المعاناة اتصالا بسؤال ارق الكتابة علي أنقاض جلبة ،وضوضاء وعبث وربما في إعقاب الهموم ومحاكمة رمزية لواقع لا ندرك منتهاه .. وخرج النداء من بين الشفاه الجافة
وألقيت بالقصص والتطلع إلي مخبوء الإسرار وفيوضات نزف القلم إلي واقع تنفجر مواقفه و..
.. هل كنت العارف يا محمد ..؟
ومع الملاءة البيضاء وعويل حليمة ومن خلف الدموع مددت يدي مواسيا
البركة فيك يا محمد



#الشربيني_المهندس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جديد من وراء الكواليس
- قصة من يمسك بالفأر
- ذاكرة الرماد و القصة البورسعيدية
- الأدب والتغيير
- صدي حديث المدينة
- نيو زد لايف
- اولاد الابالسه
- السعيد الورقي والصور السردية
- علي مقهي ادبي
- سي سي نو وهيكل أيضا
- شائعات طائرة
- الصفر المصري وبنزين 80
- الصرصار والكلب والمفتح يكسب
- الصندوق الأسود وما بعد الافتتاح
- ظريف العرب
- النظام في الكهف بين بدلتين وجنازتين ..
- المآدب الرمضانيه وجبل الجليد
- المسكوت عنه بين التاريخ والعواصف الحربيه ..
- الكابوس الضرورة
- اسمعوا الآخر قبل أن تذبحوه


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشربيني المهندس - في انتظار القادم وخالص نعازينا