أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جعفر مهدي الشبيبي - الشعائر في بلد العجائب















المزيد.....

الشعائر في بلد العجائب


جعفر مهدي الشبيبي

الحوار المتمدن-العدد: 5659 - 2017 / 10 / 4 - 20:02
المحور: المجتمع المدني
    


عندما يزرع جاك حبة من الفاصوليا فانه سيذهب إلى السماء ليقابل الوحش و يحصل على فتاة أحلامه و بطة تبيض ذهبا و يرجع ليصبح ملكا ضرغاما بعد حقبه من الفقر !!!
هكذا هي شعائرنا..
بدون منطق أو هدف لا تصلنا إلى السماء و لا تعطينا ملك الأرض لكن عليك إن تؤمن بقدسيتها أو تجلد ولنذهب مع الواقع و نسير مع الشعائر السنوية لشهر محرم في مدينة عراقية جنوبية و عندما أقول جنوبية فتصور بذهنك منطقة فقيرة و شوارع ترابية و خدمة صحية دون مستوى الحمير و خدمات لا تصلح لفصيلة قرود الشمبانزي و عسكرة امنية في مداخل المحافظات حتى لا تتنفس إلا بأمر و مراكز شرطة كحظائر الخنازير و فقر و جشع و جهل و لافتات للشهداء بالطول و العرض..
هذه هي مدن الجنوب العراقي بفضل النخبة السياسية التي قدمتها لنا المؤسسة الدينية الحوزوية فقدمت لنا هذه النمونه الملائكية و أوجبت علينا انتخابها لنتمتع بانجازاتها الرائعة هذه ..
و قبل إن نعود إلى شعائرنا نتمنى إن لا يفهمنا أهلنا في التركيبة اعلاة إننا نمس الحسين علية السلام فنحن حسينيون إلى حد النخاع لكن بفارقة بسيطة إننا حسينيون مع عقل ينبض كقلب ..
ايه نعود إلى شعائرنا و لنسير في شارع تقام فيه المواكب و مقرات العزاء فهذا الشارع مغلق تماما و ارجوا تتصوروا معي إن مدن الجنوب هي مثل ما يقال باللهجة العامية العراقية شارعين و فلكه!!
إي شارعين رئيسيين يحوم عليهن مركز المدينة التجاري المحال التجارية و الصحي المستشفى الرئيسي و العيادات الطبية الخاصة و القانوني بناية المحكمة الاتحادية العادلة طبعا!!
و غيرها إي ببساطه كل شيء في مركز المدينة و هذين الشارعين مقطوعين تماما !!
الأمر الأخر يتشارك الناس الرصيف و الشارع بين قدور الطبخ و السيارات و ألباعه المفترشين الارصفه!
نكتفي هنا من مدننا الجنوبية و شوارعها و احوالها مع إن الموضوع ذو شجون و نغص بعمق الشخصية للإفراد المقيمين للشعائر طبعا كلنا نرى و نشاهد طرق إقامة الشعائر الغريبة من قبيل اللطم بالزناجيل المسكننه و مواكب الزحف و السير على الجمر و التطيير و يطلق على من يقوم بذلك خدام الحسين !
اروي لكم طرفه في احد مواكب العزاء التي حظرتها قدموا لنا وجبة طعام و كان هناك الكثير من المدعوين و كان احدهم من الوزن الثقيل يتزاحم مع الجميع و يأكل بقدر خمسة رجال و بعد إن امتلاء الشحن لفوق 100% كانت قد بدأت المحاضرة الدينية و من المتعارف عليه إن يبدأ القارئ بقول السلام عليك يا أبا عبد الله يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما
صرخ صاحبنا إي و الله يا مولاي يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما و بعد إن خلصت المحاضرة كان صاحبنا يبكي و يقول يا ليتني كنت معكم فدنوت منه و قلت له أخي انته (وين) تقدر تكون معهم !
فقال لماذا إني خادم الحسين!
قلت جيد . هل قرأت القران و تحديدا سورة الماعون فان اهل البيت ضلوا ثلاث أيام بدون طعام لحضور ثلاث سائلين في كل يوم عند وقت الإفطار بعد الصوم و يتصدقون عليهم بطعامهم! حتى نزلت سورة الماعون بحقهم فخاطبهم الله و يطعمون الطعام على حبه , فكانوا يطعمون الطعام و هم ليس عندهم ما يأكلوه لثلاث ايام متتالية حتى قالت العرب بحقهم فاق كرمهم كرم حاتم الطائي و ضحوا بأنفسهم من اجل الله و الجود بالنفس أقصى غاية الجود.
هل تعلم إن النبي محمد و الإمام علي كانوا يشدون حجر الخصاصة على بطونهم ! من قوة الجوع و قوة الارادة في سبيل الله ففي يوم حفر الخندق استمروا بالعمل لايام متتالية وهم على هذه الحال , أنت وينك وين يا ليتنا خويه خليك بالتمن و القيمه حتى تلقى الله بطينا غليضا من عند الراس افضل لك!
هل تعرف عزيزي القارىء إن مسير الحسين إلى كربلاء كان لطلب الإصلاح و الثورة على الفساد و الظلم هل سمعت بأحد خرج سائرا لهذا الأمر أم إن الجميع يخرجون للنزهة و الرحال و تعطيل العمل في الدوائر و المؤسسات !
طرفه أخرى من طرائف مدينتي السحريه خرج موكب للتطبير فيه أكثر من مائتين نفر يرتدون الكفن و يضعون عصائب بيضاء و يحملون سيوف و سكاكين طويلة تسمى (قامه) بالعامية و هم يصيحون حسين يا حسين و بعد لحظة هرب الجميع مع كل الموجودين و الحاضرين و المتفرجين و لبرهة من الوقت و بعد انجلاء الغبار الغليظ و الخفيف تبين إن احد الحضور اشتبه بان احد المارين بقرب الموكب يحمل حزام ناسف ! فأين الكفن و القوه و العزم ! أين الروح الاستشهادية الحسينية و هذا يذكرني بركضه طويريج عندما عزم الناس على تأديتها في زمن صدام و خرج مئات الآلاف يركضون في وسط شارع يؤدي مباشرة إلى قبر الإمام الحسين فتصور العدد مئات الآلاف يركضون و يصيحون يا حسين و لو اطلعت على الغبار المتصاعد منهم لضننت إن إعصارا حصل في كربلاء فقابلهم بالصدفة شرطي كان يتناول طعام الإفطار في احد مطاعم الوجبات السريعة و على حين لحظه تبخر الجمع عن اليمين و الشمال و داسو بعضهم البعض فقد وجدوا أنفسهم في مقابل شرطي لا علاقة له بصدام و زبانيته بشي مجرد كان يأكل لفة فلأفل و يمسح العمبه الصفراء عن وجهه بعد إن خرج من مطعم الوجبات السريعه؟
فهذه التربية و الإعداد السطحي لا ينطلق من منطلق العقيدة الراسخة الغير مهتمة لا بالموت و لا بالحياة كما يقول العباس
(اني انا العباس اغدو بالسقا ... لا اهاب الموت يوم الملتقى ... !!! إذ كان إعداد العباس و غيرة من أصحاب الحسين و أهل بيته راسخا عميقا ذا هدف اسمي و أنبل من خزعبلات ما تتربى علية أرباب مدرسة الشعائر الحسينية.
إن الحديث بموضوع الشعائر حديث طويل و ذو شجون و الم و اذكر كلام للشيخ الوائلي على المواكب التي تخرج في لندن حيث يسير الموكب و معه عدد من ْالابعرة و الخيول و الحمير فيستغرب الشيخ من هذا الأمر و يقول إي ثقافة هذه و إي صورة نعطي للعالم عن الحسين !
و اقول في اخر الكلام ان الحسين مثله كمثل الإسلام ولد غريبا و سيبقى غريبا فغيوم الجهل السوداء لا زالت تلف هذا القمر المنير و تحجبه عن هدفه الاسمي و غايته المثلى و زاد من عتمة هذا السواد تواطأ السياسيين و المؤسسة الدينية التي تعزز من فكرة هذا هو الحسين و هذه هي شعائر الله و يجب تعظيمها لكونها من تقوى القلوب فالجهل نعمة للطغاة على مر الزمان كما يحدثنا الله في فرعون (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ) و كما يقول الإمام حسين عليه السلام: لا يَكمُلُ العَقلُ إلاّ بإتباع الحَقِّ" ..



#جعفر_مهدي_الشبيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدول الإعمال الأمريكي الحروب القادمة
- كيف و متى ننتصر على داعش؟
- السيد الصرخي, السيناريو, لماذا, كيف, اين , متى؟
- العمال,الكادحون,الهدف الاسمى الذي حققوه
- السياسة و الدين
- مصر و الاخوان و العراق و مؤسسة النجف و طهران!
- أتمنى أن اصدق يوما إن في العراق دولة
- صباح الحب و الالم
- بطاقتي الشخصية المضحكة!
- المرجعية العربية و العلمانيون هم الطريق لحل الطائفية و الفسا ...
- أيها السادة رفقا بنا فقلبنا الصغير لا يتحمل!
- مارتن كوبلر
- النار و الاستحمار!
- التعدد الحزبي الإسلامي فاسد برؤية قرآنية أسلامية
- متى نتخلص من قذارة و فساد الإسلاميين!
- 10 نكات عن الدولة البهشتية!
- هل أنت أحمق ؟ ارجوا أن لا تكون كذلك؟
- بووليود الصحافة نحن جاهزون للفلم الهندي القادم
- (..........؟) المواطن أولا؟ محافظتي أولا!
- مافيا الفساد المدنسة تحيط العتبات المشرفة!


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جعفر مهدي الشبيبي - الشعائر في بلد العجائب