أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر مهدي الشبيبي - بطاقتي الشخصية المضحكة!














المزيد.....

بطاقتي الشخصية المضحكة!


جعفر مهدي الشبيبي

الحوار المتمدن-العدد: 4080 - 2013 / 5 / 2 - 09:00
المحور: كتابات ساخرة
    


الموظف ينظر إلي من خلال نظاراته الشفافة ذات الإطار الذهبي اللامع و يدور بكرسيه الدوار نحو الجدار و يضحك كثيرا ثم يعود نحو حاسبته و عمله وهو يخفي الضحكه ذاتها التي عاقرها عندما دار نحو الجدار!
و بعد إن شعر إنني مستغرب منه هذا التصرف خصوصا و لكوننا في بنك محترم و إنا عميل فيه و يجب إن يتوفر لي قدرا كبيرا من الاحترام أو أغادرة إلى بنك أخر .
فقال لي و الضحكة تشرق على وجهه و تجعله محمرا, أكثر .
-سيدي العزيز هل هذه هي البطاقة المدنية عندكم في العراق؟
فابتسمت و عرفت لماذا كان يضحك خلف كرسيه الدوار فقد طلب مني إن أقدم بطاقتي المدنية لبلدي الأصل و قدمت له بطاقة الاحوال المدنية او كما نسميها في العراق الجنسية العراقية .
- لهذا السبب كنت تضحك طول الوقت! و لكي أشجعه على الكلام رسمت ضحكة زائفة على وجهي!
- و شجعته ضحكتي و قال نعم , إنا لم أرى في حياتي هوية مدنية مثل هذه و اعذرني لكوني ضحكت عليها لانني أول مرة أتشرف برؤية هكذا بطاقة مدنية؟.
- لا عليك هناك الأسوء منها لو تعلم به لضحكت و بكيت في نفس الوقت!
و احمد ربك و شكره انك لم تكن عراقيا لكنت ألان ميتا! لا من شيء بل من كثرة الضحك!
- يعني هل من المعقول في القرن الواحد و العشرين و يوجد هكذا بطاقة هوية مدنية و في بلد مثل العراق ! حضارة و تاريخ و ثقافة و علم!
- فقلت في نفسي هذا رأى بطاقة الأحوال المدنية و ضحك, لو أريه بطاقة السكن و خاصة مع وجود صورتي الأسطورية بالألوان الأسود و الأبيض ,فيها ,و إن أضفت له البطاقة التموينية المقدسة المقصوصة بغير الكوبونات ,كقصيدة حمادي المجنون الذي كان يقص الورق بالطول و يلصق بعضه ببعض و يكتب قصيدته العصماء التي لانهاية لها و لا بداية و لا مضمون, و أضيف له أيضا شهادة الجنسية الموقرة التي كلما نظرت إليها أتذكر قدمي المكسورة في طفولتي.و كيف انهم عملوا لي أشعة اكس راي فكنت كل يوم انظر لصورة الاشعه و إنا مستغرب كيف خرقت اللحم و صورت العظم !
و إذا تم ذلك فماذا أتوقع انه سيفعل؟ و اعتقد انه إما إن يقع مغشيا علية أو يتصل بالنجدة و يخبرهم إن زومبيا عادت له الحياة في عصر ذروة التطور! أو في أفضل الحالات يضربني على أم راسي لكي يتأكد هل إنا شبح شخص ميت أو لا؟
و بعد هذا التأمل و التفكير المضحك المبكي على حالي جاوبنه.
- إي يا أخي هذا حال العراق ماذا بيدي إن افعل!
هذا حال العراق اليوم.
و دخلت إحدى الموظفات الحسناوات و حيتني بتحية و ابتسامة مشرقة و إيماءة جميلة أخاذة طبعت على وجهها طابعا جميلا رهيبا. كانت جميلة جدا ,ممشوقة القوام ينسدل على كتفيها شعر أشقر بلون الذهب ,تكلمت مع هذا الموظف بعمل أخر و بعد إن أكمل الجواب عن أسئلتها سألته عن ضحكته المرسومة على وجهه المحمر!
فقلت في نفسي مجددا لا إنا اليوم سأخرج على الهواء أتكلم عن هويتي الأسطورية و اشرح معاناتي في بلد البلهاء! و لو علمت بان هذا سيجري لي لقلت له إن بطاقة الاحوال المدنية لم أتي بها و انتهى الأمر!
و اخبرها القصة و اراها بطاقة الاحوال المدنية , سمعتها تقول حقا حقا ؟
نظرت نحوي و برقت عيناها الزرقاويين ببريق استغراب و ذهول و علا على محياها ضحكة و تعجب
- و قالت هل هذه هي البطاقة المدنية في العراق!
- للأسف الشديد نعم .هي هذه بورقها وختمها الا صورتي هذه تخصني انا إما الباقي فصنعته الدولة و انا دفعت ثمنه للظابط المسؤول عن اصدرها!
- و أرسلت ضحكات متسلسه و قالت في إي عصر انتم!
فقلت محدثا نفسي لا انا اليوم ساغسل و اشطف و أعلق على الحبل كالملابس !
- و على كل حال, قلت , نحن في هذا العصر و هل لي أن اسئلكما سؤال بدوري هل تعرفان نهير و سعيد و جبير و سملاغ و زويه و المنغولي و الرجاج و الابرص!
- فقالا لا!
- فقلت هؤلاء قادة العراق الجديد؟
- سؤال أخر هل تعرفان حمو رابي!
- فقالا نعم!
- فقلت هذا حمو رابي اصدر مرسوما جمهوريا يقول فيه على جميع الحكومات التي ستحكم العراق و خاصة حكومة هؤلاء الأشخاص الكشكوليين إن لا يبدلوا طراز هذه الهوية المدنية و من يخالف تسحب منه و يخرج من العراق مذموما محسورا!
- و ضحكا و قال الرجل لا ادري ماذا أقول لك و ألان عرفت لماذا لا يصلح حال العراق للأسف!
- قالت الحسناء انتم يجب إن تغيروا !
- فقلت يا آنستي و يا سيدي, حال العراق و التغيير نهران يصبان في مصب واحد و السبب يكمن في الناس و ليس في القادة لكونهم مثلوا نخبة الجماهير العريضة و هذه هي النخبة للأسف!
و هذا إن دل فيدل على تدني مستوى المواطن لا أكثر و لا اقل .
فكيف نغير هذا الجمهور العريض من البحر إلى الجبل؟
و اندهش الاثنان و أطلقوا حسرة أليمه و تكلموا حول القتل و التفجيرات و المجازر و غيرها مما يحدث في البلد.و مضى برهة من الوقت و إنا أرى انهما يحبان بلدي كثيرا.
و استأذنت الفتاة للخروج لغرض إكمال العمل و انهمك الرجل في العمل أيضا و إنا انظر لهم كيف يعملون كالكمائن لا يتعبون , لا يغلقون الأبواب لغرض الفطور أو الغداء أو ألحجي يصلي أو الموظف طلع يتمشى أو هذا عنده واسطة أو تعال غدا او هذا غير ممكن او اجلب هكذا عريضة او طلب او اخرج خارجا و نحن نناديك و تقف في الشمس و الحر تلفح و جهك الشمس و يزكم انفك التراب المتطاير من ركض القوم نحو موظف يحمل مجموعه من المعاملات المنجزة بقدرة قادر؟ هذه و غيرها مما نمقته مقتا شديدا في العراق .
و أكملوا لي كل شيء و هما مبتسمين و قال لي الموظف.
- سررت بوجودك اليوم هنا معنا و نتمنى لك التوفيق و للعراق التطور! و الأمان لأهله.
- و قالت الفتاة الحسناء لقد أسعدنا وجودك اليوم نتمنى لك حظا طيبا.
- فقلت لهما شكرا جزيلا و إنا حقيقة ممتن لكما لسرعة العمل و الدقة و أتمنى لكما حظا طيبا و إن تدعوا لأمهات العراق إن تنجب مواطنين يعرفون معنى المواطنة و الدولة و الحقوق.
- الوداع .
- الوداع.



#جعفر_مهدي_الشبيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرجعية العربية و العلمانيون هم الطريق لحل الطائفية و الفسا ...
- أيها السادة رفقا بنا فقلبنا الصغير لا يتحمل!
- مارتن كوبلر
- النار و الاستحمار!
- التعدد الحزبي الإسلامي فاسد برؤية قرآنية أسلامية
- متى نتخلص من قذارة و فساد الإسلاميين!
- 10 نكات عن الدولة البهشتية!
- هل أنت أحمق ؟ ارجوا أن لا تكون كذلك؟
- بووليود الصحافة نحن جاهزون للفلم الهندي القادم
- (..........؟) المواطن أولا؟ محافظتي أولا!
- مافيا الفساد المدنسة تحيط العتبات المشرفة!
- المرأة جهاز تناسلي معروض للفراش؟
- طايرن بالعجه (الرحلة الثانية)
- المحافظ طايرن بالعجه؟
- لماذا تم اقتحام وزارة العدل العراقية ؟
- تظاهرات العراق معادلة وطن طرفها الشعب و الطائفية
- مذكرات قنينة غاز في الدولة البهشتية الهندية!
- التحرش الجنسي بين الشريعة و العقل و الحل
- إنا و هتلر و علي و عمر و وعامل البناء وجدي و أبي!
- أيها الشعب المسحوق هل تعرف كيف تقول كلمتك في الانتخابات!


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر مهدي الشبيبي - بطاقتي الشخصية المضحكة!