مهدي القريشي
الحوار المتمدن-العدد: 5653 - 2017 / 9 / 28 - 22:35
المحور:
الادب والفن
أمثال مهدي القريشي
----------
(1) خُباز
---------
قيل للرجلِ النازف يومَه ركضاً
ومعدتُه خواءْ
يركضُ ( والعشا خباز)*
وانا المتدحرجُ ركضاً
رأسي تطبخهُ العواصفُ
وتبعثرهُ الرغباتْ .
يدفعني بياض ُ كوابيسي
لطفولةِ الماءِ فأزدادُ عطشاً
ومازلتُ اركض ُ
اقدامي تدك أنف الارض
مذهولاً أركضُ
ماذا تريد مني الطرقات ؟
وقد تعرقتْ قمصانُها
وبوصلتي مجنونةٌ .
وما من صرخةٍ تُشظي بياضَ المعدة .
الأوكسجينُ مسفوحٌ في نصفِ رئة ٍ
وأحلامي تيبَّست من كثرِ التكرارِ
فكيف تطلبُ مني أن أقفَ ؟
والخباز يشق بمنقاره الصرخاتِ
ويركضُ أمامي بطراً
@@@@&&&&&&@@@&
(2)
شمهودة
------------
ماذا تتوقعُ شمهودة*
حين تعقدُ صلحاً مع الموت
غير ان تأتزرَ بالحزنِ
وتشيّعَ الجثامين ُ
بصرخةِ محاربٍِ
التهمتْ وصاياهُ الحربَ
لم يسكتْها
القديسون
ولا صعاليكُ الشعرِ
ولا الأبالسةُ
ولا الرؤساء .
تندلق الأصواتُ من الأفواهِ بشبقٍ سائلٍ
والنظراتُ تسفحُ أمواجَها على شمهودةَ عجباً
عيونُها تمتصُ الدهشةَ
ودخانَ الغيرةِ
والضحكةَ من تحتِ نقابْ .
شمهودةُ تحرقُ دمعتَها
لتُصيّرها فراشاتٍ
ترفعُ توابيت َ الموتى .
شمهودةُ تتشحُ
ً بحزنِ وطنٍ
امطرَها غربة من نافذتهِ الغافيةِ على رائحةِ الأَرْضِ .
شمهودةُ ليستْ من حارتِنا
ولأنها من سلالةِ الوجعِ
وحفيدةُ الشمسِ
ونسيبةُ الندى
كلُّ مفاتيحِ الحزنِ بين يديها
شمهودةُ تنزف ُ كل خبالاتِها( باللطم ِ )
على تاريخٍ لم تعرفْهُ
فتفوتُهااللقمةُ الدسمةُ
وينساها الكلُّ
الا الأطفالُ
ينادونها
شمهودة ، خالة شمهودة
اللقمةُ معنا أنظفُ
#مهدي_القريشي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟