مهدي القريشي
الحوار المتمدن-العدد: 5653 - 2017 / 9 / 28 - 09:26
المحور:
الادب والفن
أيها الجنوبُ
لستَ وهماً
ولا كائناً افتراضياً
ولا غيمةً تائهةً تنقرُها الريحُ بمخالبِها
و لكني اجزمُ
ان سريرَك الوثيرِ ما عادَ ينفعُ لعبثِ قيلولة اللغةِ
اللغةُ تحملُ ممحاتِها
والفكرةُ تنافسُ الجنونْ
والمقابرُ ورثةُ العدمِ .
بهتت ألوانُ جنونِك
فتسمرَ تعقلي في شبابيِك الغيم ِ
ثمة جهاتُ ،أيها الجنوبُ ، يحلو لها الإقامةَ
في خاصرتِكَ
لتسدَ الطريقَ الى اللَّهِ .
أين أجُدكَ ؟
ونبيذُكَ مسفوحٌ
وامواجُكَ تلعقُ ضفافَ الصيف ِ
والشمس بعُريها الفاتن
كأنها شتيمةٌ تجرُها عربةُ الغروبِ .
***
كُلَّما يستيقظُ الجنوبُ
تُقطع من صباحاتهِ أغاني الربَ
وتُسرقُ من أصابعهِ قصب الموسيقى
وتثلم من جدارِ ذاكرتهِ ... قفزةَ لصِ ً
والارصفةُ تستدرج ُ احلامهُ العالقةَ في نوباتِ الهذيانِ
لتتأقلمَ مع الريحِ .
سأبتكرُ طريقاً بلا جهات
فالموتى لا يحتاجون الى إذنٍ بالمغادرة ِ
ينامون على قلق ابيضَ
ويستيقظون على شخير الملائكة
وقد غادر جنوبهم الملائكة
وكذبه المنجمون
وهجرته الآلهة
ولم يبقَ من جدارِ بلاغتهِ
سوى ثقب يتسلل منه النسيان
#مهدي_القريشي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟