أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - أي مغرب نريد ؟














المزيد.....

أي مغرب نريد ؟


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 5643 - 2017 / 9 / 18 - 23:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن المغاربة غير راضين عن بلدهم المغرب، هذا ما يدلّ عليه الخطاب اليومي، الذي يتسم بقدر كبير من السخط والغضب، لكنهم في نفس الوقت يبدون على العموم غير متحمسين لفكرة التغيير، إنها من المفارقات المغربية التي لا تنتهي، وبين الموقفين المتناقضين، تقوم السلطة بدورها في الترويض والضبط وترسيخ الوضع لضمان استمراره.
يبدو أن الوضع المغربي المسدود الآفاق يتسم على العموم بما يلي:
1) عدم رغبة السلطة والفاعلين السياسيين الدائرين في فلكها في الحسم في الاختيارات والالتزام باستراتيجية واضحة، مما يجعلهم جميعا يتكتلون من أجل توظيف التاكتيك الظرفي والتفكير في أساليب استيعاب الأوضاع عوض إيجاد الحلول الفعلية للأزمات المتلاحقة.
2) عدم قبول السلطة بوجود قوة طليعية سياسية واعتبارها تهديدا للنظام وللنسق السياسي، حيث من شأن قوة من هذا النوع أن تدفع في اتجاه تغيير قواعد اللعب، وهو ما لا يريده ذوو القرار، الذين يعملون على إرغام الفاعلين السياسيين على القبول بقواعد العمل السياسي التي في صالحهم. ويجعل هذا السلطة بين الفينة والأخرى تلجأ إلى ليّ ذراع هذا الحزب أو ذاك من أجل إرجاعه إلى الخطوط المرسومة.
3) الرغبة في خلق "إجماع" حول السلطة دون اعتبار لحقوق الأطراف المختلفة، ودون إحداث أي تغيير في أسلوب تدبير الشأن العام، وهو ما يعني إخضاع مختلف القوى باعتماد السلطوية عوض تحقيق الإجماع الفعلي المزعوم في الخطاب الرسمي. وقد أدى هذا إلى محاولة تمرد بعض القيادات الحزبية، باسم "استقلالية القرار الحزبي"، لكنها وجدت نفسها معزولة بسبب نقص شرعيتها هي نفسها، وبسبب تورطها في المسؤولية عن الأوضاع القائمة، مما يؤدي حتما إلى المزيد من تفتيت التنظيمات السياسية وتقسيمها.
4) استغلال سياقات طارئة من أجل العودة إلى الوراء والتراجع عن الالتزامات المعلنة من طرف الدولة، مثل استغلال التهديدات الإرهابية من أجل ضرب حقوق الإنسان والتضييق على المعارضين، وهو ما يعني عدم وجود إرادة سياسية فعلية في تنفيذ تلك الالتزامات، حيث يغلب التاكتيك الظرفي على الاستراتيجي لهذا الغرض.
5) تدني كبير في الوعي الديمقراطي الشعبي، وهو نتاج السياسات السابقة في مرحلة الحسن الثاني، حيث كان من أسوأ تبعات تلك السياسات ظهور ممانعة لدى المجتمع ضدّ القيم الديمقراطية، وقد اعتقد الإسلاميون المحافظون ـ بنزعتهم الانتهازية ـ بأنهم سيستفيدون من هذا الوضع لصالحهم، لكنهم خسروا الرهان، حيث في غياب الوعي الديمقراطي الحقيقي لم يجدوا هم أنفسهم من يؤازرهم في وقت الشدة.
6) ظهور أزمة بديل حقيقية بعد تجربة الخمس سنوات الأخيرة، والتي كانت محبطة بجميع المقاييس، بسبب ارتفاع سقف المطالب الديمقراطية، حيث اكتملت دورة تناوب فيها على تدبير الشأن العام ليبراليون ويساريون ثم إسلاميون، دون أية نتيجة إيجابية سوى المزيد من السلطوية.
يفسر هذا لماذا يشيع يأس عام من التغيير لدى المغاربة، مع تشبثهم بالسلطوية في نفس الوقت، خوفا من المجهول، وهو نفس ما يحدث في مصر وفي بلدان أخرى. ويجعلنا هذا نطرح سؤالا طرحناه قبل عشرين سنة في ندوة وطنية، وهو: أي مغرب نريد ؟ كان الجواب يومذاك في نهاية حكم الحسن الثاني: نريد دولة القانون التي يتساوى فيها الجميع، فما الذي سيكون جواب مغاربة اليوم يا ترى ؟



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعور الوطني والنشيد الوطني
- الاقتتال بسبب الدين من مظاهر غباء البشر وانحطاطهم
- التحرش الجماعي الأسباب والأبعاد
- لماذا لا تنفع انتفاضات الشارع في تغيير واقعنا ؟
- جمعيات -الطابور الخامس-
- -الاستثناء المغربي- هل يخون نفسه ؟
- عود على بدء
- حياد المساجد هو الذي يقي من الفتنة
- الفلسفة في درس التربية الإسلامية
- -حتى لا تفقد الأمة روحها !-
- ليسوا أشرارا يا زغلول النجار
- تركيا: خطوات ثابتة نحو العودة إلى ترسيخ الاستبداد الشرقي
- ترتيب البيت الداخلي أولا قبل نظرية المؤامرة
- كيف نعيد للناس متعة القراءة ورُفقة الكتاب ؟
- من يحمي منظومتنا التربوية من الإرهاب ؟
- بين الصوفية والسلفية والإخوانية
- -البرقع- بين الحقوقي، القانوني والسياسي
- هل استوعب حزب -العدالة والتنمية- الدرس ؟
- رسائل قصيرة إلى المغاربة
- أزمة سياسة أم أزمة دولة ؟


المزيد.....




- بيونسيه تتجاوز لحظات حرجة خلال حفلها في هيوستن ضمن جولتها ال ...
- مصر.. طلبات استجواب للحكومة بعد مصرع 19 فتاة في حادث المنوفي ...
- أسرار -لغة اليد- التي تجعلك أكثر جاذبية وإقناعاً
- أرضنا، غذاؤنا، مناخنا – معا من أجل أنظمة غذائية تواجه تغيرات ...
- هآرتس: الجيش يؤيد اتفاق أسرى والحسم عند ترامب
- مشروع سميسمة السياحي.. تعرف على أحد أضخم المشاريع الترفيهية ...
- -ذهب أيلول- يحصد الجائزة الأولى في المهرجان العربي للإذاعة و ...
- كيف تواجه الأجهزة الأمنية انتشار العصابات المسلحة في غزة؟
- شاهد.. سرايا القدس تقصف قوات إسرائيلية وتغتنم عتادا عسكريا
- -قشور السيليوم- كنز الألياف في نظامك الغذائي


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - أي مغرب نريد ؟