أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - رسائل قصيرة إلى المغاربة














المزيد.....

رسائل قصيرة إلى المغاربة


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 5391 - 2017 / 1 / 3 - 16:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوطنية هي الانتماء إلى وطن والعمل من أجله، واعتباره مِلكا لكل من فيه من أبنائه بغض النظر عن لونهم أو عقيدتهم أو عرقهم أو نسبهم العائلي أو لغتهم، وكل من حاول اختزال الوطن في عنصر واحد من هذه العناصر، إنما يسعى إلى سرقة الوطن وتحويله إلى منطقة مسيّجة لحفظ امتيازاته على حساب غيره.
*********
يتنافس الزعماء السياسيون المغاربة على القرب من الملك، لكنهم لا يتحلون بالجرأة الكافية لمطالبته بإلغاء الانتخابات لانعدام الحاجة إليها. يتعلق الأمر هنا بمقدار تآكل المصداقية، فرأسمال الزعيم السياسي إنما هو في قدرته على إقناع الناس بوجود أمل، بينما يعمل هؤلاء باستمرار على تذكيرنا بأنهم لا يتوفرون على أية حلول لمشاكلنا.
*********
يبذل إخواننا الإسلاميون الكثير من وقتهم ليثبتوا لنا بأننا سندخل النار، بينما لو كانوا أذكياء لأنفقوا ذلك الوقت في السعي هم أنفسهم إلى دخول الجنة، أو جعلنا نرى بعضا من علاماتها في الدنيا، هكذا سيُحلّ المشكل من أساسه، لأن ما يحتاج إليه الناس هو العمل الصالح والاحترام المتبادل، وليس أن يكونوا جميعا على شاكلة واحدة.
*********
إذا كانت السماء لا تتسع للشياطين والملائكة، ففي المجتمع العصري مكان للجميع، شرط احترام قيم ومبادئ الديمقراطية كما هي متعارف عليها في العالم، والنظر إلى الآخر على أنه ليس شرا بل صيغة أخرى لوجود الذات نفسها، وربما الصيغة الأكثر تعبيرا عما ينقص الذات.
*********
أليس غريبا أن الأسئلة الأكثر إثارة للقلق، لا يستطيع الإنسان الإجابة عنها بعقل موضوعي وخطاب مباشر، لما تثيره من حزازات، وتحدثه من صراعات وفتن في المجتمعات الإسلامية التي تعاني من تأخر تاريخي يتخذ طابعا مأساويا. تبعا لهذا فهم كثير من ذوي الطموح بأن أسهل الطرق لصناعة التاريخ هي توفير القوة اللازمة لجعل أحوال المخيال والعاطفة واقعا مفروضا على ذوي العقول الكبيرة، وهو أمر كانت له دائما أفدح العواقب على الإنسانية.
*********
الحقوقي هو الذي يسعى إلى تحرير الناس من العبودية، ولهذا يناصبه العداء أولائك الذين من فرط تعوّدهم على القيود وتقاليد المذلة، يجدون فكرة الحرية مستعصية على مداركهم، لكن الغريب أن هؤلاء حتى عندما ينتهي بهم الأمر إلى التحرّر، لا يشعرون بالجميل تجاه الحقوقيين، لأنهم يعتقدون أن كل أوضاعهم إنما هي قضاء وقدر.
*********
ليس بالأمر الصعب ولا المستحيل أن يحظى المرء بثقة الناس، إذ يكفي القليل من الجهد في الاتجاه الصحيح لتحقيق ذلك، لكن الصعب هو الحفاظ على ثقة الناس في السياسة، حيث يضطر الزعماء إلى أن يتحولوا إلى صناديق سوداء للسلطة، فتصبح الحقائق أسرارا يخفونها حتى عن أتباعهم، تماما كما الورقة الأخيرة للمقامر.
*********
منذ 2500 سنة اعتبر الفلاسفة بأن تهييج العامة وتحريض الجمهور باستعمال الخطابة أمر مضاد للعقل، لأنه يحرك الغرائز ويعطل ملكات التفكير السليم، مما جعلهم يعتبرونه وبالا على الإنسانية، إذ تكون له آثار مدمرة على وضعية الإنسان والمجتمع والدولة. وقد تتابعت القرون الطويلة لتؤكد يوما عن يوم هذه الحقيقة، حيث تجد وراء كل مذبحة خطيب، وخلف كل كارثة تلحق بالبشرية زعيم مفوّه.
في زمن التحريض هذا، الذي يتسابق فيه الزعماء إلى منصة الشعبوية، تصبح السياسة هي أن تعرف كيف تنهش خصمك باستعمال مبضع الكلام القاسي، قد يبدو هذا أمرا مسليا للبعض، لكنه يقع في وطن ما زال يعيش الهشاشة في كل شيء.
*********
قد تكون فورة التعصب الديني الأعمى فاتحة عهد جديد يهتدي فيه الناس إلى أساليب جديدة في تدبير فنّ العيش المشترك، لكن لن تكون أبدا عودة إلى مظالم التاريخ السابقة، لأن إنسان الحضارة لا يُلدغ من الجُحر مرّتين.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة سياسة أم أزمة دولة ؟
- توسيع مفهوم -إمارة المؤمنين- يقتضي تدبيرا عمليا للتعددية الد ...
- الصورة والحياة الخاصة، قراءة في -النزعة الفضائحية-
- عالم مجنون يتجه بخطى ثابتة نحو الكارثة
- لماذا تنعدم الثقة بين أطراف الدولة ؟
- مقاطعة الانتخابات يقوي سلطوية الدولة ونفوذ المحافظين
- لماذا تعجز مؤتمرات الفقهاء عن حلّ معضلات المسلمين اليوم ؟
- القوانين لا توضع على مقاس الإسلاميين
- لماذا يضطرّ حزب -العدالة والتنمية- إلى ترشيح الدعاة والخطباء ...
- الملائكة في خدمة فقهاء البترول
- انتحار المغتصَبات وصمة عار في جبين الدولة
- الإسلاميون والولاء للدولة
- هل يحقق إردوغان حلم -الإخوان- بالاستيلاء الشامل على الدولة ؟
- متى يتم إقرار الزواج والدفن المدنيين ؟
- -التربية الإسلامية- أم -التربية الدينية- ما الفرق ؟
- سيكولوجية الصائم
- من يسعى إلى التحكم لا شرعية له في محاربة التحكم
- من الحكومة إلى الجنة
- حول القانون التنظيمي للأمازيغية، السيناريوهات الممكنة
- ما قيمة دستور لا يحترمه أحد ؟


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - رسائل قصيرة إلى المغاربة