أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - هل استوعب حزب -العدالة والتنمية- الدرس ؟














المزيد.....

هل استوعب حزب -العدالة والتنمية- الدرس ؟


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 5397 - 2017 / 1 / 9 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلافا لما يعتقده كثيرون من الذين تبنوا خطاب المظلومية في قراءة وضعية حزب "العدالة والتنمية" المغربي في الضائقة الحالية التي يجتازها (وهم في معظمهم من أتباع الحزب ومشايعيه) يتحمل الحزب المذكور بنسبة كبيرة ما آل إليه أمره بعد نجاح انتخابي كبير، لم يعط ما كان مرتقبا من ترأس الحزب لولاية حكومية ثانية، رغم تعيين الملك محمد السادس للأمين العام للحزب المذكور رئيسا للحكومة، والذي ظل حتى الآن عاجزا تماما عن تشكيل حكومته.
لا يعود خطأ الحزب إلى أمر طارئ أو سياق عابر، أو إلى عوامل غير منتظرة، بل يعود إلى خاصية ثابتة ترتبط بجوهره بوصفه حزبا إسلاميا ينتمي إلى التيار "الإخواني" العالمي، وبمفهومه الخاص للديمقراطية، الذي انقلب عليه كما انقلب على من قبله في مصر تونس.
يشعر إسلاميو حزب العدالة والتنمية بالضجر والحسرة بسبب ما ينعتونه بـ"التحكم"، فرغم حصولهم على الأغلبية الانتخابية لا يستطيعون استعمالها في أي شيء يحقق لهم نجاحا سياسيا بعد النجاح الانتخابي. فرغم أن السيد بنكيران يحسن الحساب ويعلم أن 125 أكبر من 37 كما قال في إحدى تصريحاته، وهو يتحدث عن عدد مقاعد حزبه ومقاعد حزب خصومه، إلا أنه يبدو عاجزا عن البرهنة عن ذلك عمليا في تشكيل الحكومة، والحقيقة أن الرجل قد أخطا التقدير حين اعتقد بأن السياسة تسير وفق قواعد الحساب والرياضيات، ذلك أن هذه العلوم ينتهي فيها الجميع إلى نفس النتيجة، عكس ما يحدث في السياسة.
معضلة "حزب المصباح" أنه وقع في نفس ما وقع فيه محمد مرسي و"الإخوان" المصريون، ونفس الخطأ الذي وقع فيه "حزب النهضة" التونسي، أنه اعتبر الديمقراطية آلية فقط لفرز أغلبية تتولى تدبير الشأن العام في غياب تعاقد حاسم يحمي الجميع من الجميع، في الوقت الذي تعتبر فيه الديمقراطية في حقيقتها قيما وأسسا لا يمكن تجزيئها في بناء ذلك التعاقد المطلوب، وهي قيم وأسس كونية تلزم الجميع حاكمين ومحكومين، أغلبية وأقلية، كما أنها قيم وأسس ما أن يتمّ المسّ بها أو تجاهلها كما تفعل السلطات أو كما يفعل الإسلاميون حتى تفقد العملية الانتخابية قيمتها ومعناها، بل وتؤدي إلى نتائج عكسية تماما، لأنها تؤدي في هذه الحالة إلى عكس النتائج المرتقبة بعد عملية التصويت. ويفسر هذا لماذا لم تستقر الأوضاع بعد انتخابات منظمة في عدد كبير من بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط، كما يفسر بشكل دقيق قصة النازية والفاشية في منتصف القرن الماضي.
يقول "البيجيديون" إن هناك مراكز نفوذ في الدولة تعرقل الانتقال نحو الديمقراطية وتعمل على تبخيس حزب العدالة والتنمية رغم حصوله على الأغلبية، ولكن الحزب ينسى بأنه هو نفسه ساهم في ترسيخ هذه الوضعية عندما وقع في أخطاء قاتلة، فلم يفهم بأنّ الأغلبية التي يحصل عليها هي مجرد "أكبر الأقليات"، أي أغلبية نسبية لا يمثل بها إلا نسبة ضئيلة من المصوتين عليه، لأن ما حصلت عليه الأحزاب الأخرى مجتمعة يظل أغلبية كبيرة مؤثرة في التوازنات الداخلية، في مواجهة الحزب الأغلبي الذي قد يصبح معزولا تماما ولا تفيده أغلبيته العددية الضئيلة، وهو ما حدث الآن مع "البيان الرباعي".
إن المفهوم الإسلاموي للديمقراطية القائل إنها مجرد آلية انتخابية ينبغي تجريدها من قيمها الفلسفية التي تعتبر "غربية"، هو الذي جعل "حزب المصباح" اليوم غير محمي من الاستبداد. فهو يريد التأسيس لديكتاتورية الأغلبية العددية، كما فعل مرسي تماما، معتقدا أنه بحكم حصوله على المرتبة الأولى يحق له فرض إرادته وشروطه على جميع الفرقاء والحلفاء في الحكومة وإرغامهم على الدخول بدون شروط تحت رايته، معتبرا شروط الأحزاب الأخرى "ابتزازا"، وهو منظور قاصر، لأنه ينتهي إلى عزل التنظيم وإضعافه عكس ما يعتقد. فقواعد اللعبة التي ساهم "البيجيدي" في إرسائها سنة 2011، لم تكن ديمقراطية تماما، ولهذا لا بد أن يخضع في النهاية لإكراهاتها.
لست أدري إن كان الحزب الإسلامي قد استوعب الدرس أم لا، لكن يبدو أنه سيكون ملزما بإعادة النظر في مفهومه للديمقراطية، واعتبارها قبل صناديق الاقتراع كلا غير قابل للتجزيء، أي قيما تترسخ من خلال احترام الحريات وحقوق الإنسان وفصل السلط والمساواة التامة بين الجنسين، وسمو القانون فوق الجميع واعتباره إطارا تعاقديا قابلا للمراجعة الدائمة وفق مصالح الإنسان الأرضية، وإخضاع شؤون تدبير الحياة العامة للحوار والنقاش ولمنطق التدبير النسبي.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل قصيرة إلى المغاربة
- أزمة سياسة أم أزمة دولة ؟
- توسيع مفهوم -إمارة المؤمنين- يقتضي تدبيرا عمليا للتعددية الد ...
- الصورة والحياة الخاصة، قراءة في -النزعة الفضائحية-
- عالم مجنون يتجه بخطى ثابتة نحو الكارثة
- لماذا تنعدم الثقة بين أطراف الدولة ؟
- مقاطعة الانتخابات يقوي سلطوية الدولة ونفوذ المحافظين
- لماذا تعجز مؤتمرات الفقهاء عن حلّ معضلات المسلمين اليوم ؟
- القوانين لا توضع على مقاس الإسلاميين
- لماذا يضطرّ حزب -العدالة والتنمية- إلى ترشيح الدعاة والخطباء ...
- الملائكة في خدمة فقهاء البترول
- انتحار المغتصَبات وصمة عار في جبين الدولة
- الإسلاميون والولاء للدولة
- هل يحقق إردوغان حلم -الإخوان- بالاستيلاء الشامل على الدولة ؟
- متى يتم إقرار الزواج والدفن المدنيين ؟
- -التربية الإسلامية- أم -التربية الدينية- ما الفرق ؟
- سيكولوجية الصائم
- من يسعى إلى التحكم لا شرعية له في محاربة التحكم
- من الحكومة إلى الجنة
- حول القانون التنظيمي للأمازيغية، السيناريوهات الممكنة


المزيد.....




- تحليل: هذا السلاح الوحيد القادر على تدمير موقع مثل فوردو
- تحليل ما قاله خامنئي ومكان تصوير فيديو رسالته للشعب وسط ضربا ...
- تحديث مباشر.. صور مواقع سقوط صواريخ إيران في إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي يؤكد استهداف المفاعل النووي في أراك الإيران ...
- البرازيل: السكان الأصليون يحتجون على بيع الحكومة آبار النفط ...
- مدير عام نجمة داوود الحمراء ينفي وجود تسرب مواد خطرة في مستش ...
- بانون يحذر من هجوم أمريكي على إيران: مغامرة قد تمزق الولايات ...
- بعد ساعات من التحذير.. اسرائيل تستهدف منطقة المفاعل النووي ف ...
- ترامب وخطأ استبعاد بوتين من مجموعة الثماني
- عندما اشترت أمريكا مواد نووية من عدوها!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - هل استوعب حزب -العدالة والتنمية- الدرس ؟