أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - -كعب أخيل- الليبرالي














المزيد.....

-كعب أخيل- الليبرالي


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 5636 - 2017 / 9 / 10 - 05:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أبدأ حديثي بواقعة دالّة حدثت لي مع صحفي شاب رائع بمعنى الكلمة، وذلك أثناء اعتصامات ميدان التحرير.. فقد وجدت لديه تشوشًا فكريًا يساوي بين الديمقراطية والليبرالية الرأسمالية.. فما بالك بالديمقراطية الشعبية أو التشاركية.. وقد صدمني بآرائه عن دور الصحفيين الديمقراطيين في التمهيد للثورة على ”العسكر“ الذين يحكمون مصر منذ 1952، حيث كان من الرموز التي ذكرها ”مصطفى أمين“.. فارتج عليّ الأمر.. ووجدت أن معلوماته (هو الصحفي) عن مصطفى أمين هزيلة.. قلت له: سأتجاوز عن دوره التاريخي قبل 1952 في الدعاية للملك، وعن اتهامه بالجاسوسية.. لكن هل تعلم أنه من صاغ العبارة البذيئة القائلة بأن معارضي السادات أقل من ”حمولة أتوبيس“.. نظر الشاب إليّ في شك كبير..

لقد صادفت في حياتي أنماطًا عديدة من السياسيين المعارضين.. وكانت كل موجة ثورية عاصرتها منذ مظاهرات 1968 تقذف إلى مقدمة الفضاء العام بـ ”جيل“ جديد من المهتمين بقضايا الوطن.. وبالطبع كان داخل كل ”جيل“ تلاوينه السياسية المختلفة.. ولكني أهتم هنا بالراديكاليين (أو اليساريين) من كل جيل..

كان الجيل السابق علينا مباشرة قد تربى معظمه داخل أو في أجواء منظمة الشباب الاشتراكي في النظام الناصري، وكانت معظم اعتراضاته على نظام الزعيم تتعلق بمدى جذريته في مواجهة ”الطبقة الجديدة“ (أو برجوازية الدولة) التي توغلت داخل القطاع العام ومن خلال روابطه مع القطاع الخاص.. وكذلك تردد الزعيم في استئصال الفئات الفاسدة في الجيش والأجهزة الأمنية..

أما جيلنا فقد كان - في معظمه- يربط بقوة بين المطالبة بالحريات السياسية والمدنية للطبقات الشعبية وبين حتمية اتخاذ إجراءات اجتماعية جذرية ضد الرأسمالية الكبيرة بكافة أجنحتها وشرائحها وتوابعها من الفئات الطفيلية والعميلة. ورأى أغلبنا أن تحرير الأرض لن يتم حقًا بدون اتخاذ هذه الإجراءات الجذرية في المجتمع والسلطة، وأن صيغة حرب الشعب طويلة الأمد هي الصيغة الأمثل لذلك..

غير أن الثمانينيات والانكسارات العالمية والإقليمية والمحلية (على أصعدة الفكر والسياسة والثقافة والاقتصاد..الخ) قد أحدثت حراكًا من نوع آخر في بعض قيادات وقطاعات جيلنا، حيث اتجه الكثيرون إلى الأنشطة الأدبية والثقافية ومراسلة الإعلام الخليجي والسفر إلى منابع البترول نفسها أو إلى الجامعات الأوربية دون عودة، أو بعودة مختلفة عن بداياتهم.. ثم تصاعد النشاط ”المدني“ من خلال الجمعيات الأهلية والمنظمات الحقوقية، ما أدى إلى تجزئة القضايا النضالية والاهتمام بالتوجه إلى الخارج (أكثر من الداخل) واهتم آخرون بأن يتوجه خطابهم إلى النظام بالنصح والرجاء والنقد اللاذع أيضًا.. مع قلة احتمالات السماح السلطوي بالتوجه إلى الطبقات الشعبية، أو شحوب الرغبة الجدية لدى المعارضين في ذلك..

وبالطبع فإن الوافدين الجدد على صفوف المعارضة في أواخر القرن 20 وأوائل القرن 21 قد انغرسوا أكثر في التوجهات السابقة.. غير أن الملمح الأهم في توجههم كان ذلك الإعلاء لليبرالية السياسية عن كل توجه آخر.. وتعمق البعض في التنظير لهذا التوجه باللجوء إلى نظرية ”الحلقة الرئيسية“ في النضال التي إن نجحنا في جذبها سنتمكن من تحقيق المكاسب الحاسمة في كافة الحلقات الأخرى.. وبالطبع كان هذا التوجه مرحبًا به من جانب القوى الغربية التي تريد إضفاء الشرعية على الليبرالية الجديدة في مجالي الاقتصاد- الاجتماعي والسياسة الخارجية المصرية، دون انجراف إلى المناداة بضرب أو تقليل حدة الاستغلال الرأسمالي وتحقيق التنمية الوطنية (المتكاملة إقليميًا) ببناء قاعدتها الصناعية- الزراعية.. ومن ثم لعب الإعلام الدولي، والفضائيات الإقليمية الموظفة إمبرياليًا، أدوارها في ”تلميع“ القيادات والأنشطة الليبرالية السياسية دون غيرها..

ليس معنى هذا أن الكاتب يدين تلك الحركات بل هو أيدها تمامًا، وإلكن كان يرى ضرورة ربطها بمطالب اجتماعية جذرية ضد الإفقار والاستغلال والنهب الاستعماري، كما عاب عليها ”انفتاحها“ على التيارات الظلامية والطائفية (بحجة توحيد القوى ”الوطنية والديمقراطية“)، كذلك غلب على هذا الحراك الطابع النخبوي القاهري، فضلاً عن غياب النظيم الثوري الشعبي الجذري الذي يفترض فيه أن يقود عملية تاريخية مركبة من هذا النوع.

لم يكن غريبًا وقتها ذلك الانجراف الذي جرى وراء حزب الغد وزعيمه المشبوه أيمن نور.. ثم المبالغة في قدرة محمد البرادعي على أن يتحول من موظف دولي يميني إلى قائد لحركة شعبية لا يمكن أن تنجح دون أن تصبح جذرية البرنامج ومنظمة جبهويًا على أسس طبقية سليمة.. فكان أن آلت الأمور إلى ما آلت إليه.. وصارت النتيجة المؤكدة أن حتى المكتسبات البسيطة في مجال الحريات قد ذهبت أدراج الرياح..

غير أن ”كعب أخيل“ أو نقطة الضعف الرئيسية تمثلت في تصور أنه يمكن تحقيق ثورة شاملة في مصر بقيادة ليبرالية، وببرنامج غائم غير جذري (إن وجد البرنامج أصلاً)، وعبر سلسلة من الفعاليات العفوية لتنظيمات وائتلافات فضفاضة ومنقسمة على نفسها..
وعلى من يفكر في إنقاذ مصر وشعبها مما هي فيه من تردٍ وثورة مضادة أن يدرك أولاً أن جذرية التوجه الثوري هي الأساس، وأن الضامن لهذه الجذرية هو التنظيم الثوري في أحزاب ثورية وجبهة ثورية.



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبت كرة الجولَّة والطوزَّة والكَفَر
- يومها خِفْتُ عليه
- بنات أرض المنصورة
- أغرب تحقيق في نيابة أمن الدولة
- المهندسة
- ماذا تعلمنا من فشلنا؟
- أغرب فيش وتشبيه
- العدوان الأمريكي لا يكسر عين الليبراليين
- مبادئ وتصورات للعمل الجبهوي
- البطالة إبادة اجتماعية والجناة طلقاء
- فرط اليسار
- لغة الحرامية وأصوات من القاع
- عن اليسار المصري والثورة
- سالم سلام.. النبيل الذي رحل
- فيليب وأبو الوفا
- وقضم أظافره
- لو روسيا العدو من تكون أمريكا؟
- الشراكة العربية الأفريقية إلى أين
- عن التمويل والثورة
- محمود فودة.. ومازال الرحيل يتقاطر


المزيد.....




- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...
- بسبب متلازمة صحية.. تبرئة بلجيكي من تهمة القيادة ثملا
- 400 جثة وألفا مفقود ومقابر جماعية.. شهادات من داخل خانيونس
- رسالة من شقيقة زعيم كوريا الشمالية إلى العالم الغربي
- الشيوخ الأميركي يقر -مساعدات مليارية- لإسرائيل وأوكرانيا
- رسالة شكر من إسرائيل.. ماذا قال كاتس لـ-الشيوخ الأميركي-؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - -كعب أخيل- الليبرالي