أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - وصفة الوزير السابق رائد فهمي للحد من الفساد !














المزيد.....

وصفة الوزير السابق رائد فهمي للحد من الفساد !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5630 - 2017 / 9 / 4 - 20:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هي ليست اختراعاً حصرياً للشيوعي رائد فهمي ولكن يبدو انه اول من وضعها موضع التنفيذ في عراق اليوم واثبتت نجاعتها. فلم يعرف عن الوزارتين التي تسلمهما الشيوعيون في السنين الماضية, وهما وزارتي العلوم والتكنولوجيا وشغلها السيد رائد فهمي والثقافة التي شغلها السيد مفيد الجزائري, ان شهدتا فضائح فساد خلال فترة توليهما لهاتين الوزارتين.
ففي لقاء للسيد رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي على قناة آسيا الفضائية, سأله مقدم البرنامج عما فعله من اجراءات ليحد من تفشي الفساد في وزارته في ظل استشراءه في وزارات واجهزة الدولة كافة ؟ فأجاب بأنه حصر دراسة المناقصات بلجان متخصصة وبعد التدقيق الداخلي لها, يقوم بالتوقيع عليها وهو بذلك اوصد الباب بوجه حيتان الفساد, وليس كما هو متداول في الوزارات الاخرى بحصر عقد المقاولات بمكتب الوزير المرتبط بدوره بالمكتب الاقتصادي لحزبه, مما يفتح مجالاً للمساومات المباشرة معه على حساب الصالح العام.
اجراءه هذا, قلص امكانيات حصول عمليات فساد كبيرة, كان يمكن ان توقع ضرراً للاقتصاد الوطني. لذلك لم يحاول صائدو الصفقات اللقاء به او الوصول اليه, لعدم وجود جدوى من ذلك, اضافة الى ما يعرفونه من ( مثالية الشيوعيين في مسألة النزاهة ).
هي وصفة كانت لعمري لتحد من الكثير من ملفات الفساد وتحصرها في ادنى درجاتها وفي مستويات وظيفية دنيا, وتقلل من اهدار المال العام وتسربها الى جيوب مافيات الفساد من راشين ومرتشين ومزورين لو توفرت لدى الوزير المعني النيّة الصافية والارادة الوطنية الصادقة اضافة الى الارادة السياسية القويمة لدى الاحزاب السياسية المتصدية للعمل الوزاري خلال حقبة مابعد سقوط صدام 2003, لكن القوى المتنفذة كانت لها ارادة سياسية اخرى مختلفة, فقد آثرت الانحياز الى مصالحها الفئوية بأتباع نهج المحاصصة الطائفية - العرقية, الذي استند على توزيع ميزانية الدولة ومشاريع الوزارات ووظائفها فيما بينها وعلى اعوانها واتباعها دون غيرهم من العراقيين, وهذا هو الفساد بعينه.
ان ما اعتمده الوزير السابق رائد فهمي للسيطرة على عملية التلاعب بالعقود الوزارية للحد من الفساد في وزارته لم تكن الآلية الوحيدة التي تم تبنيها اضافة الى طرق الرقابة التقليدية المعتمدة في اجهزة الرقابة الرسمية المتعددة في الدولة العراقية.
فربما ان ما يشهد للاستاذ رائد فهمي خلال فترة توزيره, هو بذله الجهود لجعل مشروع الدولة الالكترونية موضع التطبيق بأستخدام الأنترنيت, كما هو معمول به في الدول المتقدمة, ليغلق منافذ فساد عديدة مثل: الحد من عملية الابتزاز الواسعة النطاق للمواطن المراجع لدوائر الدولة التي يمارسها بحقه اصحاب النفوس الدنيئة من موظفين فاسدين يفرضون الأتاوات ويستجدون الرشاوى, وذلك بتقنين الاتصال المباشر بين المواطن المراجع والموظف, اقصى ما يمكن بالتعامل الالكتروني, ويقضي بدوره على ظاهرة المعقبين والوسطاء, ويحصر المحسوبية والمنسوبية في اطر ضيقة ويوقف ممارسات بيع الاستمارات الحكومية المجانية ... اضافة الى انه يحد من الروتين والبيروقراطية الاداريين والترهل الوظيفي.
المثل العراقي القائل بأن " السمكة تجيف من راسها " يعبر عن حقيقة يعرفها الجميع لكنه يقودنا ايضاً الى معرفة انجع السبل الى مكافحة الفساد في اجهزة الدولة, وهي البدأ بتفكيك حلقات الفساد في المستويات الوظيفية العليا, لتكون رادعاً للمستويات الدنيا من المرؤوسين المرتشين بعد توفير كل مستلزمات مكافحة ناجحة للفساد وهي وجود قوانين عقابية صارمة اضافة الى توفر جهاز قضائي اجرائي له صلاحيات قانونية قادر على تطبيق الاحكام القضائية على كل من كان مهما علا شأنه.
لأفشال عملية مكافحة الفساد, تصّر الاحزاب المتنفذة على " طهو تلك السمكة المنتنة ", بالتمسك بنهج المحاصصة النهبوي وتسعى الى حماية هذا الفساد بقوانين مفصلة على القياس لتحميهم, كالأبقاء على قانون انتخابات جائر او قانون احزاب بثغرات كبيرة او بأحتواء استقلالية هيئة الانتخابات والهيئات المستقلة الاخرى تحاصصياً, لتؤمن استمرارها في السلطة. اضافة الى استغلال المال السياسي واجهزة وسلاح الدولة وقمع اي احتجاج شعبي وتقويض الحريات العامة والحقوق وخصوصاً حرية الرأي والتظاهر... كما تلجأ لذر الرماد بالعيون من خلال قيامها, وبعد ان انكشفت فضائحها, بالتضحية بكباش فساد, مرة بأخضاعهم لمحاكمات حزبية داخلية شكلية ومرة اخرى بتهريب " الجمل بما حمل" الى خارج البلاد, متصورين بأن هذه الحيّل سوف تنطلي على المواطن الحصيف.
فما انتم فاعلون " اذا جاء أمرنا وفار التنور ؟ " / المؤمنون-27

https://www.youtube.com/watch?v=EAUvJWX5LuM&index=1&list=PL_bjxmpeM97PTqLPRoXGlIY9xgYrLMZ8f



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة وفد الاستفتاء الكردي الى بغداد... نتائج متوقعة !
- طريقة سانت ليغو المُحرفة وصنع الأغلبية الباغية !
- رسالة السيد مسعود البارازاني الأخيرة... لمن ؟
- لكي لايُسرق النصر على داعش او يُقزّم !
- ازمة قطر والتسامح في حقوق العراقيين !
- مناقشة لرؤية الشيخ قيس الخزعلي حول رئيس الوزراء القادم
- ضيق الأفق القومي... وصمة !
- سلامات للمختَطَفين... لا سلام للمختَطِفين
- العقل الباطن والخوف من المجهول الميتافيزيقي
- مسكينهم الواقف في شارع المتنبي
- في الأول من آيار - - العقب الحديدية - وطبقتنا العاملة
- من هو الأوّلى بالطرد من جامعة القادسية ؟
- - ليش تتكلم يا بومة, دائمي ضد الحكومة ؟-*
- معضلة برلمانية عصية على الحل
- فوضى السلاح وذيولها
- في احتفالية الشيوعيين العراقيين - فراشات فرح ليست دون مشاغبة ...
- دروس من - مفتش غوغول العام - لذوي الشأن !
- في يوم المرأة العالمي - عيدية للمرأة ام للرجل ؟!
- مغالطات من مستنقع - دواعش السياسة - الآسن !
- سوالفهم المكّسرة *


المزيد.....




- المغرب يستعد لتسليم أحد أخطر زعماء العصابات المطلوبين لفرنسا ...
- خبير بريطاني: تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا تظه ...
- سيناتور أمريكي ينتقد تصرفات إسرائيل في غزة ويحذرها من تقويض ...
- مأساة -ريان المنيا- تتكرر.. مصرع شاب وعمه إثر سقوطهما في بئر ...
- مصرع أكثر من 29 شخصا في فيضانات البرازيل (فيديو)
- العراق.. مقتل طبيب معروف بطريقة مروعة في محافظة النجف (صورة) ...
- الجزائر تجلي أطفالا جرحى من غزة
- نائب أمريكي: الحفاظ على ما لديها الآن سيكون نجاحا لأوكرانيا ...
- قوات روسية تدخل قاعدة في النيجر تتمركز فيها قوات أميركية
- تأكيد مقتل أحد الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - وصفة الوزير السابق رائد فهمي للحد من الفساد !