وقاحة السحيحة الفلسطينيين

تحسين يحيى أبو عاصي

الحوار المتمدن-العدد: 5626 - 2017 / 8 / 31 - 20:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وقاحة السحيحة الفلسطينيين
31/8/2017م
نحتاج اليوم وبإلحاح شديد بسبب كارثية الوضع الذي نمر به إلى تصحيح ملتزم لا إلى تسحيح وقِح ، في زمن كثر فيه السحيحة وقل الغيورون .. نحتاج إلى من ينتقد بأمانة والتزام وطني وأخلاقي كل مسئول مهما كانت طبيعة وحجم مسئوليته ، ولا نحتاج لمن يكسب ود الوزير والرئيس والمسئول على حساب دم شعبنا ودموعه ، ويخاف على تصريحه الممنوح له مكافأة على عونطجيته من الصهاينة ، والذي يتمكن من الدخول والخروج لدولة الكيان بحرية ومتى شاء ! ، كما يخاف على رأس ماله ووظيفته ، ولا تعنيه معاناة شعبه لا من قريب ولا من بعيد ، الا من خلال الغرف المكندشة والسيارات الفاخرة ..
لقد كثر السحيحة الذين يرقصون على حبال حماس وفتح في آن واحد وبالخفاء ، تارة هنا وتارة هناك ، في السر مع حماس وفي العلن مع فتح أو العكس .. ماتت ضمائرهم وتلاشت وطنيتهم وبات أهم شيء لديهم هو كيل المدح له والثناء عليه والنفخة المُخمجة ، واضعا يده على بطنه المتدلية من أمامه يهزهزها ضحكا وارتخاءا وهو في محكات الصعاب صفر اليدين الا من قلم منافق كاذب.. يهرع للحج إلى المخابرات المصرية ، ثم يقدس حجته سرا عند فتح أو حماس ، واعرف منهم الكثير .. يُغيبون تفكيرهم مقابل رضى الأصنام عنهم ، فلعل هذا الرضى يمنح أحد أبنائهم دراسة جامعية مجانية ، أو سفرا او علاجا سهلا ..أو لقاءٍ تحت الكاميرات ووسائل الاعلام ، إنهم كالطحالب التي تنمو بين الورود لتمتص حياتها ، بل هم كالنبات الأخضر ذات المنظر الجميل ، ولكنه مع الأسف طعمه مر ، ويتسلق الجداران ، وتعيش بداخله الحشرات ..
عجبي من المسئولين كيف يُغرر بهم فيلتقون بهؤلاء ليناقشونهم بقضايا تهم الوطن والانسان الفلسطيني ، وهم بالعلم السياسي خواء .. وبالوطنية صفرا .. يجيدون النقد والتجريح لخصمهم السياسي من خلال أقلامهم المسمومة ، بدلا من جسر الهوة وردم الفجوة من خلال البناء والتقريب ، لا من خلال الهدم والبعد وترسيخ الشرذمة .. اقرؤوا لهؤلاء وانظروا ماذا وكيف يكتبون بفذلكة كلامية وعمق تحليل مُشوَّه ..
أنا لا أدعي ولا أظلم ولا أقصد أحدا بعينه ، لأن هذا الموضوع تحول إلى ظاهرة بشعة يشمئز منها كل حر وغيور أمام الثمن الذي يدفعه شعبنا .. ومن الغريب أن تجد من يصفق لهم ويمدحهم ثم بالخفاء يلعنهم ويلفظهم ، وقد حدثني بذلك الكثير ..
سيادة الرئيس أبو مازن رئيس دولة فلسطين ..
سيادة الأخ يحيى السنوار رئيس حركة حماس ..
أنصح بالحذر من هؤلاء فهم جراثيم تنخر في عظم الأمة بذكاء ..
والله اعرف الكثير منهم ، ولي معهم جلسات وحوارات كثيرة ، والله إنهم لا يساوون بين الرجال حذاءُ باليا .. والله إنهم أشد خطرا علينا من العدو الصهيوني ، ولو بحثت جيدا وبدقة لوجدت أن هناك تقاطع كبير بين مصالحهم ومصالح أعداء شعبنا.. والضحية يا إخوتي الكرام هو شعبنا ..
أجزم أن هناك كثير من الكفاءات المغمورة من الغيورين والمفكرين ، وليس هؤلاء الذين يطفون على السطح مثل السمك الميت ... اتقوا الله في شعبكم ، فلن يرحمكم التاريخ مهما أجدتم الرقص والتسلق والتسحيح ، فبلادنا مقدسة ولا يخفى بها شيء مهما طال الزمن ...
د.تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب فلسطيني مستقل استقلالا حقيقيا وليس استقلالا مزيفا –
للاتصال بالكاتب :
من داخل فلسطين ( 0599421664 )
[email protected]

#تحسين_يحيى_أبو_عاصي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل