أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروة التجاني - مع باستر كيتون - 1922














المزيد.....

مع باستر كيتون - 1922


مروة التجاني

الحوار المتمدن-العدد: 5624 - 2017 / 8 / 29 - 15:07
المحور: الادب والفن
    


بين الداخل والخارج أسوار عالية .. ومنذ البداية نشاهد باستر كيتون كأنه محبوس خلف هذه الأسوار بوجهه الحجري الجامد .. تسوره قيود الخارج من عادات ومُثل متعارف عليها ومعايير صارمة لا تنطبق عليه .. أسوار وسجون رمزية تفصل بينه وبين من أحب ، فحبيبته أيضاً تخضع لذات الشروط الداخلية التي تحكم قصرها ومتطلبات وجودها في المجتمع كسيدة راقية .. من هي لترتبط بباستر كيتون المسكين ؟ ، في هذا الفيلم لن تميز بين الكوميديا والتراجيديا .. ومع ذلك إذا كنت من أصحاب العقول والأرواح الحرة فلربما ستسقط من الهول الضحك وسيهتز دماغك بقوة .. هذا الفيلم أعظم ما قدمه كيتون للبشرية .


في الطريق يساعد الآخر لأنه وجد فيه الوجه البشري ( بغض النظر عن الشر والخير ) لكن الآخر ، هذا الوجه الضخم يدفعه بقوة لأنه يبدو رجلاً منبوذاً ، ما معنى أن تكون منبوذ ؟ هل تحتمل ذلك ؟ هل تضحك وتسخر وتبصق على الحياة وتمضي ؟ ، هكذا علمنا كيتون معنى السخرية القاسية التي تذيب قلب الأنسان ومع ذلك يبقى عقله ليضحك في الخارج ، إنه بحق صراع الداخل العقلي والخارج الظاهري ومع ذلك تعود المثل العليا الخارجية لتلاحق كيتون متمثلة في وجه وجسد البشري في محاولة منها لسلبه ما هو حق ( متمثلاً في الفليم بالمال أو الكرامة الواجبة ) . ولأننا يا أحبتي مع كيتون فأن الكوميديا والضحك يتحالفان مع القدر لتقوده إلى مصير جديد في عالم الخارج الممتد .



الموسيقى هي الأقوى . فعضلات قلبك تخفق مع الأحداث وتتصاعد كأنك تود لو تكون جزء من المشهد .. ليست خدعة يا كيتون ما دمت تصدقها ، ما الخدعة ؟ هي كل فكرة أو رائ لا تصدقه من الداخل أو تصدقه بفعل تأثير الجمع ( القطيع ) . لتترك الحياة تأخذك وحين تتحدث إلى الحصان فأنت تحدث الصديق الذي رافقك طوال الرحلة ( أعظم مشهد في الفيلم ) ، ها أنت تقرر أن تساعده وأيضاً يطردكما الداخل المختلف ومع ذلك تضحكان وتمضيان ، شكراً كيتون على الوقت الجميل .


لأنك مختلف وموجود في بقعة ما من الأرض ، الدولة ، المدينة ، الشارع يدهش لرؤيتك الكل ويطالبون برحيلك .. أنت يا كيتون كنت تفهم العالم أفضل منا جميعاً و هاهو وجه المدينة يتكشف لك . في مشهد مثير يطاردك الكل ونحسب دائماً لكيتون إهتمامه بالتفاصيل والتكلفة العالية للمشاهد وحبه للمغامرات والحركة . عندما تتحرك الروح الجماعية بدافع الشر ودون سؤال ستحاول قتلك وستموت .. لكن الأجمل أن تموت ضاحكاً مع باستر كيتون .



- رابط الفليم للأرواح الحرة :

https://www.youtube.com/watch?v=UvXxd3U1A5g



#مروة_التجاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصور الجميلة
- تأملات ماركوس أوريليوس
- هواجس جسد فتاة مثلية جنسياً - 2
- هواجس جسد فتاة مثلية - 1
- في حبي
- الفصيلة المعدنية
- الله عارياً
- أحبه بكل ألواني
- لنبحر مع باستر كيتون
- من الأعماق صرخت
- الكلب المحظوظ
- شكراً هاردي ولوريل .. ما الحرية ؟
- أنا مثلية جنسياً . وأفتخر
- إلى أين تأخذني ؟
- المطالبة بجسد فراشة غريبة
- في مدلول شفقة نيتشة
- أنا الخليفة لا حاشية لي - مجتزأ
- إذهب غرباً
- شمال القلوب أو غربها
- ريح الشمال / أغنية للرقص


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروة التجاني - مع باستر كيتون - 1922