أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - الثقافة العربية..استلاب المعاصرة وتيبس الاصالة














المزيد.....

الثقافة العربية..استلاب المعاصرة وتيبس الاصالة


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5611 - 2017 / 8 / 16 - 20:46
المحور: الادب والفن
    


الثقافة العربية.. استلاب العصرنة وتيبس الأصالة
نايف عبوش
تعيش الثقافة العربية المعاصرة مأزق استلاب واضح، بفعل التبعية والانبهار، والتأثر بثقافة العولمة،التي غزت الساحة العربية بفضائها المفتوح في كل الاتجاهات.ولأن التيار جارف ،وعوامل التحصين ضعيفة، فقد انتزعت عوامل المس بمرموزات الثقافة، خصوصيتها،وشوهت هويتها، فتصاغرت أمام ظاهرة الهيمنة،بما أفرزته من حالة تهيب من التفاعل، لازمت حالة الانبهار الصارخ بالثقافة الوافدة، الأمر الذي بلد بدوره الذوق العام، وعطل عناصر الإبداع في العقل العربي، الذي أصبح متهيبا من خوض غمار الحاضر بمعطياته المتسارعة التجدد ،ليجد نفسه خارج إطار معطيات هذا الزمان، فيعيش واقعا مستلبا،وضياعا مقرفا.
فالأصالة بما هي معنى سام للانتماء،ومصدر للرفد، وبيئة محفزة للاستلهام، كما يفترض لها ان تكون، لم تعد قادرة على إسعاف الواقع الفكري والثقافي والعلمي العربي المتيبس في راهنه، بعدما باتت عاجزة عن الاستجابة لمقتضيات العصر، بسبب الجفاف الذي لحق بمخرجاتها،بعد العقم الذي لحق بها بالانحطاط الحضاري، وانقطاعها عن العطاء ردحا طويلا من الزمن، بحيث غدت نيسما للهروب الى الماضي،والتراجع إلى الخلف،بسبب مرارة الحاضر،في حين أوغلت المعاصرة في ممارسة دورها كأداة عولمة آسرة، وطوقا حابسا للتجديد، ووخزا للضمير المستكين لواقع الحال، والعاجز عن الانقلاب على واقع الجمود الفكري المنهك.
وحيث إن إشكالية المأزق الحضاري التي يعاصرها كل جيل للإنسان العربي المستلب،هي حضور إشكالية ثنائية (الماضي_الحاضر) في ذهنه بصيغة محيرة مربكة،تميل بوعيه نحو الهيام للماضوي،والانكفاء النكوصي نحوه،نتيجة سوء الحال وعقمه،والعجز عن تجاوزه، بدلاً من جعل تلك الثنائية حافزا، ومدخلا لنقد الذات، والارتقاء بواقع الحال بموضوعية، من خلال الانفتاح على العصرنة، والتلاقح مع معطياتها الايجابية،وفرز تداعياتها السلبية، بقصد التكيف الواعي معها بشكل ايجابي، يعمل على كسر طوق العزلة،ويفتح آفاق للعطاء للإبداع المتجدد.
لذلك فان اعتماد نهج التوازن الفكري الواعي للمواءمة بين الأصالة، والتفاعل مع معطيات المعاصرة بثقة عالية بالنفس، هو الخطوة الأولى على الطريق الصحيح، لبداية النهوض بالحال المنهك لثقافتنا، ومحاولة كسر قيد الجهل والتخلف،وإنهاء ظاهرة التطفل على عطاء الآخر الفكري والثقافي والعلمي التكنولوجي،والشروع بعملية العطاء الذاتي الخلاق،الذي يبدأ بطرح معالجات صميمية لكل تلك الإشكالات،ويضع حدا لكل حالات التراجع والنكوص،بل ويساهم من موقع الإبداع الثر، في اغناء الثقافة الإنسانية برمتها،ويعجل بمغادرة حالة الانعزال السلبية،والانكفاء على الذات،تحت وطأة الشعور بعقدة الدونية،والإحساس بعقم العطاء تجاه الآخر.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرطانة تهدد فصاحة اللسان العربي بالمسخ
- شاي على نار حطب
- العمالة الوافدة في الخليج العربي..تحديات الحاضر ومخاطر المست ...
- ايقاع العصرنة ..تحديات الاستلاب وضرولرات التحديث
- سماحة الإسلام في التعامل مع الغير
- حسين اليوسف الزويد..وحسن الجار ونكتة اقتدار تكامل نظم الزهير ...
- في ذكرى النكبة
- شجرة الزعرور
- العرب..والتعددية القطبية الدولية الناشئة
- تداعيات الربيع العربي على الحركة العمالية العربية
- الاستاذ زهير جلميران في ذاكرة الجيل الاول من طلابه
- القمر.. والليل.. والسهر.. في ذاكرة ايام زمان
- الكمأ.. والربيع في ذاكرة الماضي
- في ظاهرة الحنين الى الماضي
- اقتيات على ذكريات الماضي
- الشاعر معد الجبوري.. وجدل التوحد مع درة المدن ام الربيعين
- الشاعر الدكتور حسين يوسف محيميد الزويد يتواشج مع رعيل البردة
- النهوض باللغة العربية.. مخاطر الانزلاق الى العامية وتحديات ا ...
- المستهلك..وتنمية حس تدقيق صلاحية استعمال السلع
- الشاعر احمد علي السالم يتسلل الى مصاف الرعيل الاول من المداح ...


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - الثقافة العربية..استلاب المعاصرة وتيبس الاصالة