أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - النهوض باللغة العربية.. مخاطر الانزلاق الى العامية وتحديات العصرنة














المزيد.....

النهوض باللغة العربية.. مخاطر الانزلاق الى العامية وتحديات العصرنة


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 2 - 18:09
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



أخذ موضوع (تراجع اللغة العربية) يثير قلق الكثير من الكتاب، والمثقفين، والمؤسسات المهتمة بالحفاظ على اللغة العربية، وحمايتها من هذا التراجع،نتيجة الحال الكارثية التي وصل إليها واقع تعاطينا مع لغتنا العربية ،ولاسيما في ضوء نظرة البعض الدونية لهذه اللغة البليغة،عندما أصبح لا ينطق كلمة عربية الا وردفها باثنتين إنكليزيتين..شعورا منه بعقدة النقص ازاء تصاغره بهوس تعاطيه مع مفردات العصر المعلمة باللغة الانكليزية في اغلب الاحيان.
ولعل فيما اشار اليه مختصون بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة المنورة خلال محاضرة نظمها نادي المدينة المنورة مساء يوم 27-12-2013 بعنوان (اللغة العربية.. لغة القرآن واللغة الخالدة) من ان (من أهم أسباب تراجع قدرات المعلمين في تعليم اللغة العربية وتحبيب الدارسين بها،هو الشعور بـالهزيمة النفسية حيال وضع اللغة الراهن)،ما يؤكد حقيقة هذا الحال المزري من تراجع اللغة العربية.
ولاريب ان الامر يكتسب اهمية استثنائية عندما يأتي مثل التشخيص من متخصصين بالموضوع، ومن اصحاب الشأن المعنيين بأمر اللغة العربية، وخاصة عندما تتم الاشارة بشكل صريح الى تلك النظرة المتشائمة التي تسود في اوساط واسعة بين ابناء الامة المهتمين بالحفاظ على اللغة العربية.
ولا جرم ان شيوع ظاهرة استعمال الأحرف اللاتينية بدل الأحرف العربية في الكتابة مؤخرا، وإسقاط الإعراب في الكتابة والنطق، واصطناع لغة عربية تكتب بحروف لاتينية، سماها البعض (بالعربيزي)، وأطلق عليها اخرون (الفرانكو _ أراب)، والتي شاعت في الإنترنت باسم لغة الدردشة (الشات)،وهي لغة هجينة مصطنعة، مكونة من كلمات عربية، وأخرى إنكليزية، مكتوبة بأحرف لاتينية، وتستخدم الأرقام من (1-9) للتعبير عن بعض الأحرف باللغة العربية غير الموجودة باللغة الإنجليزية، يشكل تحديا ذاتيا خطيرا في مجال مسخ اللغة العربية،وتراجع مكانتها،حيث يلاحظ أن هذه اللغة المصطنعة انتشرت بسرعة هائلة، وعلى نطاق واسع، بين الشباب العربي اليوم،حتى باتوا يستخدمونها للدردشة في مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية، والرسائل القصيرة عبر الهواتف النقالة، دون التفات إلى مخاطرها في تشويه فصاحة اللغة العربية، وتداعيات إقصائها عن الاستخدام ، مما يهددها بفرنجة مقرفة، ورطانة لاحنة، تؤثر على سلامة اللغة العربية بمرور الزمن،وهو امر يعمق من دون شك، الاحساس بالتشاؤم تجاه محاولات اصلاح الحال والنهوض به.
وتأتي دعوات إحلال اللغات الأجنبية بدل اللغة العربية في تقنيات التواصل المعاصرة، والتدريس الجامعي، واعتماد تعليم اللغات الأجنبية منذ الصفوف الأولى في مدارسنا على حساب اللغة العربية، بذريعة أنها لغة صعبة، ومعقدة وغير سهلة التعلم، مما تسبب في نفور كثير من الدارسين عن تعلم اللغة والتعمق في مفرداتها، وبالتالي فأنها بمقتضى تلك المزاعم لا تتماشى مع متطلبات العصرنة، مما يصرف الناس عن تعلمها، والتحدث بها، والركون إلى استخدام لغة بديلة،الامر الذي مهد السبيل لشرعنة دعوة البعض إلى التوسع في استخدام اللهجة العامية في التداول بدلا من الفصحى، وخاصة في الخطاب الإعلامي، ونشرات الأخبار،لتزيد هوة التشاؤم بمستقبل اللغة العربية.
ومع انه يمكن مشاركة اصحاب هذا المنظور تأسيهم المؤثر على الحال المنهك الذي وصلت اليه اللغة العربية ، والذين دفعتهم خشيتهم على اللغة لوصفها بالضعف، والانحطاط، بسبب تلك التحديات، ونقدر لهم حرصهم الوجداني على اللغة العربية، وحرقة قلبهم عليها،فإنه لا بد من الاشارة الى ان هناك مساع كريمة هنا وهناك للارتقاء بواقع هذا الحال المنهك، إلى افق مستهدف أفضل، الأمر الذي يدعو إلى التفاؤل بمستقبل واعد للغة العربية يبشر بالخير.كما انه ينبغي ان لا نسقط من حسابنا بان اللغة العربية هي لغة القران الكريم الذي تكفل الله تعالى بحفظه الى ان يرث الارض ومن عليها على قاعدة(ان نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)،وبالتالي فانه ينبغي ان تترسخ في قلوبنا القناعة التامة،والثقة المطلقة بأنها اللغة العربية لن تنقرض، ولن تموت مهما عصفت بها التحديات.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستهلك..وتنمية حس تدقيق صلاحية استعمال السلع
- الشاعر احمد علي السالم يتسلل الى مصاف الرعيل الاول من المداح ...
- مفتاح علي السالم..طبيب وأديب وفنان
- مجالس الدواوين..موروث اجتماعي رمزي بحاجة تفعيل
- تجليات الصبر في مرثية (الصبر هو الملاذ) للشاعر ابو يعرب
- التواصل الوجداني بين المبدع والمتلقي
- التوظيف الابداعي للمفردة الشعبية في نظم الازهيري
- الهجرة النبوية.. تجربة البطولة والتطلع المؤمن
- نظم الزهيري والعتابة بالفصحى
- تجليات مستنبطة من تدبر فريضة الحج
- الكتابة مزاج...وليس مجرد اختصاص
- الربيع العربي..اختلاط المفاهيم واضطراب الرؤى
- الاديب الدكتور حسين اليوسف الزويد..تواشج متواصل مع تراث الأج ...
- الشاعر احمد علي السالم..ابداع التوظيف..وشجن تخاطر المتلقين
- لحظة تأمل عند حافة الشاطيء
- النهوض العربي المعاصر.. تطلعات الانبثاق وأحباطات الأجهاض
- العِنَّة في التراث الشعبي
- انتفاضات الربيع العربي..بين شتاء العرب القارص وصيفهم الساخن
- التكامل العمودي في الصناعة النفطية
- طاكة العمام


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - النهوض باللغة العربية.. مخاطر الانزلاق الى العامية وتحديات العصرنة