أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبة الله الذهبي - كيف انفردت الوحدانية لله الواحد الأحد














المزيد.....

كيف انفردت الوحدانية لله الواحد الأحد


هبة الله الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5610 - 2017 / 8 / 15 - 21:28
المحور: المجتمع المدني
    


تفرّد الله جلَّ جلالهُ بوحدانية لا مثيل لها,فنفى عن نفسه الشريك بلا إلهَ إلا الله وحدهُ لا شريك لهُ,وجعل للإنسان الشريك في كل شيئ,بدايةً من القرين إلى الحياة الزوجية إلى الأولاد إلى الأبوّة والأمومة,فاكتملت السماوات والأرض بتكوين لا فسادَ فيه في عالم التصوير بين الخالق والمخلوق,ولكن الإنسان عاثَ في الأرضِ فساداً مع شريكه في كل شيئ,بحرية مطلقة وبأمر إلهي مطلق إلى إبليس حين قال له: واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم ...واستثنى ما استثنى فكان أمراً ربانياً مباشراً بالشراكة لينفرد بالوحدانية.

ولم يعقب إبليس وأعجبه الأمر,في حين أنه حين أمرَهُ بالسجود رفضَ الأمر,فلإبليس الحرية المطلقة في أفعاله,وإن أنظره الله جلَّ جلاله ليوم القيامة وقال له: إنك مِنَ المنظرين وهذا مبحث آخر.

فعاثً الإنسان في الأرضِ فساداً مع شريكه المؤمن بوجود الأولوهيّة,الذي كلمَ الله وأخذ عهداً منه ثم تحداه,وهذا التحدي قائم إلى يوم القيامة مع سَبق الكتاب بخسارة إبليس,ولكن لا ضير من هذه التجربة الإنسانية الإبليسية الممتدة فيما جعل الله منها نعمةً للإنسان,فقد خُلقت الغرائز كلها على مستوى واحد في الإنسان وفي إبليس وفي الحيوان والشراكة,ولم يُفرَّد الإنسان إلا بأخلاقياته,فإن ذهبَت أصبح مجتمعنا حيوانياً بحتاً كقانون الغاب لا فرق,فالحيوانات لا تَعبُر غريزتها وتقضي ساعات في التربص بفريستها وتتملك هذا الجسد بغريزة وحشية,فتعيث فيه فساداً لترسم لوحة جديدة مغايرة للوحة الإله في انفراده في الطبيعة,وكذلك نحن عندما نمتلك الشيئ نفترسه وندمره نمشي به نحو التلاشي,ولا منافس لأحدٍ في ملكيته,مع العلم أننا فانون وتنتقل ملكياتنا بالميراث أو الاستيلاء ...إلى ذوينا فنحن بالنهاية لا نملك شيئ فعلياً,وكأننا في علاقة إعادة تدوير مع الكون,استلام وتسليم لا رابح ولا خاسر, بل اعتدال وهذا هو العدل الإلهي فينا.

وقد ذكرت الشرائع السماوية مفهوم الإفساد مرتبطاً بالاستيلاء الذي هو من أسباب كسب الملكية بهدف الإتساع وتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية,ففي سفر المكابيم الأول 22:7 (وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الْمُفْسِدِينَ فِي الشَّعْبِ، وَاسْتَوْلَوْا عَلَى أَرْضِ يَهُوذَا، وَضَرَبُوا إِسْرَائِيلَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً.)


فالإفساد وكسب الملكية مفاهيم ارتبطت ببعضها البعض,( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ)سورة الروم:41,وانفردت عن مفهوم وحدانية الله فما أوصانا به الإله بعيداً عن وحدانيته المنفردة هو أن نكتمل بالأخلاق لنستطيع التعايش في مفهوم الشراكة الموضوعة فينا من السماء,فعندما تضع الأخلاق التي أمرنا بها الله في ميزان,والعقاب الذي وقع على الإنسان في الشراكة مع القرين وإبليس وكل شيئ في ميزان آخر,يظهر مفهوم الحياة أنَّ كل أمر يخلو من الأخلاق هو حيواني بحت,وأن الأخلاق ارتبطت بكل الشرائع وبكل الحضارات ليسمو الإنسان بها عن غيره من المخلوقات,ولكن هل نُفّذت أو تُنفّذ أم أن الغاية تبرر الوسيلة وأخلاقنا هي عرضة بين الفينة والأخرى لقانون التجارة بالرغم من أن القوانين وضعت لضبط أخلاقيات الإنسان.

فالبشرية تتقبل بعض الصور الإلهية وتنكر أكثرها,وهنا يتدخل القانون الإلهي ليعيد التوازن في الكون,فمع أننا مُختبرين في أخلاقنا وما عوقبنا به من شراكة إبليس,إلا أنّه لابدَّ لهذا التدخل المنفرد,(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا)سورة الأنبياء:22,أي أن الله جلَّ جلاله جعلنا عُرضةً للفساد,ووضعَ لنا حمايةً منه في نفس الوقت.

فترانا أينما أردنا التملك أسرعنا في الإفساد وأسرع الله جلَّ جلاله في الإصلاح, (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ)سورة البقرة:251,وقد تحضر الإنسان وتملّق في أخلاقياته أمام خالقه,ووضع تعاريفاً قانونية شتى للملكية ليثبت أنه أهلاً لكل الحضارات,وغالى أحياناً في اضفاء صفة القدسية على حق الملكية,فهو خليفة الله على الأرض,وله حقٌ فرديٌّ مقدس ومطلق أن يتصرف في مُلكه كيفما يشاء,في حين نادى من كان مستوى أخلاقه تهتم بأن لا يؤدي ذلك إلى استغلال الإنسان لأخيه الإنسان بالقيود على هذا الحق,وذكّرَ المجتمع بأنَّ له وظيفة اجتماعية أيضاً تحد من التفرد بالملكية,ولا بدَّ من الشراكة في خدمة أي اقتصاد وطني وعالمي,وهذا لا يتعارض مع أي مصالح خاصة لخليفة الله في الأرض.

وقامت القوانين والاتفاقيات الدولية,ولا يزال الأمر ينقضي في سلسلة واحدة من الاستعمال والاستغلال والتصرف لهذا الكون الواحد والنفع والانتفاع,وكل ذلك يهدف إلى إحداث تغيير مادي في الشيئ أو إنشاء حق عيني عليه,وهو إلى زوال بزوال الإنسان بحد ذاته,وتبقى الأخلاق هي من تتحكم بورود حماية المصالح العامة للإنسان وعليها نحاسب فعلياً,( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)سورة البقرة:30,فملكية الأرض لله وحده,(يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ) سورةالعنكبوت:56, فتفرّد الله بوحدانيته وملكه وتفرّد الإنسان في شراكته مع خلق الله,وهو ما جعل للإنسان قدرة أن يُفسد في الأرض منذ ظهوره فلا نظير له كمخلوق.



#هبة_الله_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فسحة on line
- طبيب الأرواح
- فتى وفتاة سكايب
- لا يقهر المرأة إلا المرأة
- أخطر أشكال العنف ضد المرأة!
- الرجل سلعة العصر
- السفر بين الأزمان
- امرأة من جينز -Jeans-
- رسائل الغفران
- من هم الذين يبقون في زوايا حياتنا ؟
- حضارة التكنولوجيا والوعي الروحي
- أنثى من خشب
- عذوبة
- كيف تفكر بشكلِ إنسان؟
- بين الأبواب
- بائعات الهوى
- الهرم الذي لم يهبط
- أرض السراب
- سحر الشرق
- إلى أين يذهب بنا الآخرون ؟


المزيد.....




- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...
- هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا ...
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبة الله الذهبي - كيف انفردت الوحدانية لله الواحد الأحد