أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبة الله الذهبي - فسحة on line














المزيد.....

فسحة on line


هبة الله الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5598 - 2017 / 8 / 1 - 22:09
المحور: المجتمع المدني
    


ماذا لو كانت حياتك فسحة on line ؟!

والشيئ الوحيد الذي تحمله في يدك موبايلك الرقيق,في العمل,في المطعم,في النادي,في طريق الذهاب والعودة,في المطبخ,دوماً فسحة أون لاين.

كل بضع دقائق تقوم بالتفتيش على مَنْ تحب إن كانوا معك في هذه الفسحة,ويا ويلهم إن لم يكونوا,يبدأ الإدرينالين بالصعود إلى عقلك الخارجي,وقد يطير الموبايل ليقع على الأرض,فالحبيب لم يسجل حضور,والصديقة سجلت خروج ,والإبنة لم تغلق في الوقت المحدد,هيستريا القرن الواحد والعشرين أصبحنا نعيشها في هذا العصر مع قليل من هذه الفسحة الإلكترونية,كيف أصبحت مشاعرنا؟ بلهاء أم حقيقية,مخادعة أم صادقة,الأهم سيطر هذا الجنون علينا كاملاً,فكم يأخذ منّا في اليوم؟

ففي هذه الفسحة قد تُهدد بالحجب إن لم تكن متفاعلاً,وحتى ولو كان التعامل بعجينة بيتزا والصوص.

هذا إذا لم تدخل بالمآسي التي تحصل على مدار الساعة,وتصبح الفسحة من داخل أفكار غيرك إلى رأسك مباشرةً,إلى غزوٍ بجميع أنواع السحر والمس من مجنونٍ آخر لتتقلب في فراشك ليلاً وأنت تفكر في كل هؤلاء,وجنون عالم لم ولن تَفهمهُ أبداً.

مَنْ وراءَ هذه الفسحة؟ أنت,أم الغزو الإلكتروني؟ كما كان الغزو بالرياضة والموسيقا عالمياً.

دفعت البشرية أغلى ثمن,وحضارة وراء حضارة لتمحو من على جبينها وصمةَ العبودية الإنسانية, لتذلَ قدمها في نظامٍ أكبر من رفضها لهذه العبودية,ولبست طوق العبودية بيديها ليكون تاجاً فوق رأسِ كلِّ واحدٍ منّا في مملكتهِ الإلكترونية الخاصة,ومَنْ يَخدمهُ هو الشاهد والمراقب في كل اللحظات لهذه الخصوصية.

فهل نحن في خصوصية فعلاً؟!
أم فقدنا السيطرة على عقولنا,لنتحول إلى مشروع مقامرة في فسحة أون لاين.

فحضارة التكنولوجيا لم تقم عن عبث,بل سبقتها سنوات من الدراسات على مختلف الأصعدة الإنسانية,للوصول إلى زبدة الموضوع,أنَّ فسحة أون لاين هو مفهوم متناظر للأساليب الإستخباراتية القديمة التي كانت تقوم على الإلهاء والتواجد في جميع السُبل المتاحة.

في عصر فسحة أون لاين والقرية الصغيرة,لم يعد هناك ضوابط للدين والجنس والأخلاق...ستسير البشرية نحو الجنون المحكوم بالقواعد والقوانين,والقوة العشوائية التي يمثلها قانون الغاب,مما يُنتج إمكانية للحكومات بضبط الشعوب لمئة عامٍ قادمة,والقادم مع التطور أكبر.

فالذي أهدانا هذه الفسحة درس اقتصاد العالم بدقة,وأتاحها للجميع بأبسط التكاليف,لتذهبَ الرغبات الجنسية والنفسية والروحية مع المواقع والتشات إلى عالمِ التجربة الجديد مشوّهة بكامل صورها.

ولن نقول وداعاً مما نحنُ نُستثمرُ فيه,ونَتعطلُ فيه!

نحن نغردُ في هذه الفسح,صادقون أو غير صادقين,فهي ليست منفذاً بل وسيلة لتُنتج برمجة عقلية جديدة لإنسان شبه لا يتأثر بالإصطدام بألواح هذه الفسحة,ولا مهرب من القطيع فيها أو دونها.

فالإنسان المتواجد ضحية للعقول المخططة لهذه البرامج إلى غيرها,كفئران التجارب لمنشئية بشرية جديدة للعصور القادمة,مُروَّضة بأعلى الأساليب والأجهزة والتصاميم النافذة إلى عقله وروحه ومكانه أينما وجد.



#هبة_الله_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيب الأرواح
- فتى وفتاة سكايب
- لا يقهر المرأة إلا المرأة
- أخطر أشكال العنف ضد المرأة!
- الرجل سلعة العصر
- السفر بين الأزمان
- امرأة من جينز -Jeans-
- رسائل الغفران
- من هم الذين يبقون في زوايا حياتنا ؟
- حضارة التكنولوجيا والوعي الروحي
- أنثى من خشب
- عذوبة
- كيف تفكر بشكلِ إنسان؟
- بين الأبواب
- بائعات الهوى
- الهرم الذي لم يهبط
- أرض السراب
- سحر الشرق
- إلى أين يذهب بنا الآخرون ؟
- خمسة أميال من الحكمة


المزيد.....




- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبة الله الذهبي - فسحة on line