أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هبة الله الذهبي - بائعات الهوى














المزيد.....

بائعات الهوى


هبة الله الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5391 - 2017 / 1 / 3 - 00:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


سارحات الهوى.. ملائكة ضائعة في عالم يظن أنهن يبعن الهوى تسليةً وغروراً وضعفاً، يتعرضن للاستغلال، وهنّ على العكس.. قويات، متواضعات، تحتجن إلى تكافل اجتماعي كبير، وجهود جبارة للدول في حماية الفتيات العاملات في هذا المجال، ولو أخذنا كل حالة على حدة لوجدنا أن كل حالة تختلف تماماً عن الأخرى في قوانينها ومرجعيتها الدينية والاجتماعية والاقتصادية، لدرجة تذهل الباحث فيها.

لا يوجد امرأة طبيعتها المطلقة بائعة هوى، ولكن يوجد مجتمع خرقَ النظام لا تمشي مصالحه دون وجود هذه البائعة، يقتاتُ عليها، استطاع أن يغرس الدافع فيها دون ندم أو أي ألم، مجتمع وجد طريقه نحو الرفاهية؛ ليحكم نفسه بسلطة الجنس والمال.

بائعة الهوى طريقٌ مسدود لكل فتاة عاشت ضمنه، خلصتها الحريات الاجتماعية من حقوقها كأنثى، هل سمعنا يوماً ببائع الهوى إلا قليلاً، يوصلنا هذا إلى مجتمع ذكوري ناشط، محبط، متخفٍّ، لا يقدم أحضانهُ الدافئة لها إلا كبائعة هوى، مفارقة عجيبة تحدث بين المجتمع المتحرر والتجريم القانوني الاجتماعي الملتزم لبائعات الهوى وكأنهن لا تظهرن إلا بإطار قوانينه وأعرافه، ووفقاً لتحركاته، ولو انتقلت من قناعٍ إلى آخر، كانتقالها من رجل لرجل كل حسب قناعهِ الذي يضعهُ على وجههِ في بيئتهِ التي يعيش فيها.

لا يوجد امرأة تبيع الهوى إلا وخلفها مئات من الانكسارات الجسدية والنفسية، فهن لسن سعيدات حتماً كما يظن الناظر إليهن أنهن بين الجنةِ والنار، بافتراض أنَّ لا جنة ولا نار فهناك انتهاك لحقوق المرأة في المجتمع العالمي واضح وكبير ومخفيّ.

ليست بائعة الهوى مثالاً للبيع غير المشروع، فعندما نطرح فكرة البيع السلبي تتضمن الهوى والضمير وكل ما يتعلق بالإنسانية، فلم نحاسب بائعات الهوى؟ ولا نحاسب بائع الضمير! الذي يتواجد معنا كل يوم على سفرتنا الصباحية، في المصعد، على باب البناء، في الشارع، في العمل، نحن في مجتمع باعَ ضميره أيضاً، لا يحق لأحد أن يحاسب أحداً إن لم يحاسب نفسه قبل ذلك، فلنتريث كثيراً بأحكامنا!

التجريم القانوني لبائعة الهوى غير عادل، فهناك محاسبة لمجتمع بأكملهِ قتلَ قلب الأنثى في بائعة الهوى، وجعلها في دوامة نسيت أن تكون أُماً وزوجة لتعيش واقعاً وهمياً تنفصل فيه عن المجتمع تدريجياً.

مَن سيحاسب مَن؟ ومَن سيلوم مَن؟ لا أحد.. ستبقى إهليلجية إن قومتها أفسدتها.



#هبة_الله_الذهبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهرم الذي لم يهبط
- أرض السراب
- سحر الشرق
- إلى أين يذهب بنا الآخرون ؟
- خمسة أميال من الحكمة
- صناعة الكذب
- نصفك الآخر
- عندما يموت الوطن.. نفكر جميعاً بالانتحار
- العقيدة بين الفكر والحقيقة


المزيد.....




- بادري بالتسجيل” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- “خدلك راتب شهري” رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- هيني سرور: -المرأة هي التي تدفع أكبر ثمن في الحروب..-
- نحو انتكاسة خطيرة لحقوق المرأة في تونس: تعديل مجلة الأحوال ا ...
- قبل الأوان … قتل العاملات بين تواطؤ الدولة واستغلال السوق
- “7000 دج تنتظرك!” تعرفي على تفاصيل منحة المرأة الماكثة بالجز ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر.. سجلي ...
- تأويلات العدالة: قراءة في مآلات التقاضي في قضايا العنف ضد ال ...
- موسيقى كناوة، عندما تكسر النساء القاعدة
- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هبة الله الذهبي - بائعات الهوى