أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبة الله الذهبي - صناعة الكذب














المزيد.....

صناعة الكذب


هبة الله الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5262 - 2016 / 8 / 22 - 22:02
المحور: المجتمع المدني
    


ويصدف أنه لا مهرب من صناعة الكذب في حياتنا اليومية , ولنا أن نصوغ ما نشاء من الأكاذيب ليكون لنا سُلطة على الآخرين , فأحيانًا يكون الكذب سُلطةَ من لا سُلطةَ لهُ , يتمرمغُ فيه كما تتمرمغ الحيوانات في التراب , لينظف ما يشاء من حقائق مريعة في نفسه , يأتي الكذب ليغطي حقيقةً بشعة فينا ويُجمِّلها , عندما لا نستطيع الإعتراف بهذه الحقائق .
فهو صناعة نتعلمها قبل أي دراسة وأي مهنة ..
ثم نخال أننا نستطيع أن نمارس هذه السُلطة في حياتنا اليومية كما نمارس الأكل والنوم وكسب المال , ولكن أن نخطط لنكذب فهي من الصناعات الضخمة , ليست للرعاع , والخاصة من الناس يُموّلون هذه الصناعة , فينشِئون لها المعامل الضخمة ,لتكون صناعة رائجة مع سبق الإصرار , فكيف إذاً نُنشئ صناعة الكذب ؟
أولاً - علينا أن نتوهم أن كل من حولنا كاذبين , ولذا عندما نقابلهم بالكذب فلا ضرر .
ثانياً - المُماطلة من أهم ظروف اللعبة , تبدأ بكذبة وتلحقها بأخرى , كالمسبحة خيط واحد يربطها والعقدة في يديك , تقفلها متى تشاء .
ثالثاً - الضحك والفكاهة من أهم أيضاً ظروف هذه الصناعة , فهي لاتسبب الحقد , وتأتي كالماء بترطيب القلوب .
رابعاً - عليك أن تموّل هذه الصناعة بين الحين والآخر ببعض الحقائق لتكون النتيجة جيدة .
خامساً - الجديّة فطابع الجديّة يضفي على الكذب مظهر الصدق .
سادساً - لابدَّ من محاورعدّة وخط دفاع , يأتي كالجنود أمام الملك في لعبة الشطرنج , تشبه الحقائق التي ذكرناها ولكن سُلطتها بيد بعض الأصدقاء , أي اتحاد الشياطين الذي يوثق الحقائق , فعندما نكذب يساعدنا الآخرون على توثيق هذه الكذبة .
سابعاً - وأخيراً وليس آخِراً.. الضربة القاضية تختارها في أي وقت تشاء .
وعندما تتمكن من هذه البدايات , تكون المُصنِّع الأول لحياة وهميّة كاذبة , مُمثليها أمامك والمخرجين خلفك , وأنت المُنتج والكاتب, وبهذا تتمركز على عرش صناعة الكذب , لتمدَ يدكَ وتشرب كأسَ التلاعب والإبداع في رؤية الآخرين بعدسة مُكبَرة , كيف يتحركون ويعملون في هذا الجو الذي خلقتهُ , ومن المفيد أن تتفاجئ في بعض الأحيان أن كل ما تفعله لا يسري على البعض , فتتعجب كيف بهذه السُلطة العظمى في العالم أن لاتحرك أتفهَ الناس أمامها , كيف لا يسري هذا القانون على هؤلاء البعض ؟ ولمَ ؟
فهل الكذب جينات وراثية موجودة عند الأكثرية وعند الأقلية مفقودة ؟ أم أن الاهتمامات تختلف بين بعض الناس عن بعضهم الآخر ؟
فيشذون عن القاعدة ليسجلوا رقماً قياسياً بأن البرمجة الأكثرية المنطقية لا تدخل في مناطق هؤلاء , فنجد أنهم مُستهلكين سيئين لمنتجات هذه الصناعة , فقد تستهويهم صناعة أخرى , كصناعة الصدق , ولكن من يعلم كيف تحدث المفارقات .. فما تحبه من البسكويت والشوكولا اليوم قد تكرهه غداً ! وأولى بصناعة الكذب وتجارته أن تتحول مع المستقبل ووسط زحام الضحايا لتكون موادها الأولية أصفى وأنقى مما لدينا في هذا الجيل .

كاتبة وحقوقية سورية.



#هبة_الله_الذهبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصفك الآخر
- عندما يموت الوطن.. نفكر جميعاً بالانتحار
- العقيدة بين الفكر والحقيقة


المزيد.....




- حماس: المجاعة وسوء التغذية يفتكان بأطفال غزة جراء الحصار الإ ...
- المجر: عشرات الآلاف يتظاهرون في بودابست ضد سياسة الحكومة الم ...
- إيران تشكل لجنة قانونية لتوثيق جرائم الحرب ومتابعتها بالمحاف ...
- العنصرية والكراهية.. حين تقابل محاولات إيجابية بالإساءة للأج ...
- رغم المخاوف عند الأقليات الدينية.. الرئاسة السورية تنفي منع ...
- السعودية تعلن إعدام سادس مصري بـ3 أيام.. وتقرير نية إعدام 26 ...
- الولايات المتحدة تُكثّف اعتقالات الإيرانيين - فوكس نيوز
- إسرائيل تأمر بالتحقيق في -جرائم حرب- بغزة إثر مزاعم بإطلاق ن ...
- إسرائيل مُرْغَمَة بالحجة والدليل
- -الوضع هش-..الأمم المتحدة تحذر ألمانيا من إعادة السوريين


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبة الله الذهبي - صناعة الكذب