أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هبة الله الذهبي - امرأة من جينز -Jeans-














المزيد.....

امرأة من جينز -Jeans-


هبة الله الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5450 - 2017 / 3 / 4 - 18:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لماذا تلبس أغلب فتياتنا المسلمات بنطالَ الجينز الغربي؟
لماذا يسيطر الجينزعلى حياة المرأة العربية؟

وفق نظرة اجتماعية شاملة الفقير والغني والمترف في بلادنا يلبسون هذا القماش بشتى أنواعه, فهو يجمع بين طبقات المجتمع كافة ويوحدهم بطريقة عجيبة , فلا فرق طائفي في بنطال الجينز.

وخصوصاً فتياتنا العاملات اللواتي يلبسنهُ منذ نوعمة أظفارهن إلى الجامعة إلى التخرج إلى العمل حتى وهي تُنزه أطفالها, تلبس نساؤنا هذا البنطال بحريةٍ كاملة, فما سرهذا الارتياح المطلق لهذا البنطال ؟
هل لأنه يلبي حاجة الفقير والغني ويمتد عمراً دون أن تُبدله؟
أم أن فيه من الجمال ما يجعلنا نتعلق به, حتى لنجد أحياناً بعض النساء تضع العباءة فوقهُ !

بعد بحثٍ مطول في أسرار المرأة العصرية الأنيقة والمواكبة لتغيرات المجتمع, فإن بنطالَ الجينز يتعشقُ فينا وبكل محتويات ثقافاتنا, تتميز المرأة التي تلبس الجينز بحرية معتقداتها ولو قيدتها الظروف التي تحيط بها , فيبث في داخلها ثورةً روحية على كل المعتقدات التي تقيد روحها , نجدها محجبة وتلبس بنطالَ الجينز بتناقضٍ عجيب مما يوحي أن في داخلها ثورة على المعتقدات الدينية التي تلزمها اجتماعياً بالحجاب وتحررها بالجينز .

يتولد الخوف في مجتمعاتنا بدءاً من كبت معتقداتنا وتحويلها إلى صورٍ أخرى تتجلى بطرح أنفسنا بحضارة الجينز,تتوقف عقولنا عن التفكير فمن أين يبدأ الخطأ , ولماذا هذا الخوف في نشر معتقداتنا اللادينية؟

المرأة العربية تلك المرأة الجامحة التي تواكب الرجل بأناقة غربية إسلامية أنستها أنوثتها , فنشأ جيلٌ من الرجال يبحث عن الأُنثى فيها , ما من غرضٍ أوعيب في هذا الخليط المبتكر, وهذا المفهوم المسيطر في مجتمعاتنا, ولكن البحث في قلب هذه المرأة كيف يكون ؟

في البدء تخلى الرجل عن كرامةِ المرأة في سبيل التطور, وخلال عصر السرعة تأقلم الرجل مع الموضة الغربية لتتوافق مع مدخولهِ المادي ومصروف جيبه, فدخلت ثقافة الجينز مع عصر السرعة في بلادنا واجتاحت بيوتنا بسبب العبء المادي.

وكلما أسرفت المرأة في ارتداءه كانت امرأة عملية مسؤولة ثائرة في أزمةٍ إنسانيةٍ مستمرة ,حتى وصلنا إلى أَسفَهِ العصورالتي حملت أولادنا على الهجرة ووضع جوازاتهم وأوراقهم الثبوتية في جيوب الجينز, وهاجروا في البحار فمنهم من وصل ومنهم من غرق وهو يلبس الجينز, أفكارنا عالقة بين حضاراتٍ لاتتوانى عن تهميش حضاراتنا العريقة , فمن أين تبدأ حضاراتنا وأين تنتهي ؟

أصبحنا خليطاً لأُممٍ لا تمت بصلة لحضارة الشرق الأوسط,ولا تزال يد خفية تلاعب أحداثنا وتخلط بين الأحجار وتقلّبها كما تشاء لتنشأ حجراً أصماً لايُهدد عروشها. تبدأ إنهاء الإنسان العربي بتفكيك أحلامهِ وماضيهِ وحاضرهِ ومستقبلهِ, كما تُفَكَكْ القنبلة الموقوتة بدقة وبيد خبراء, فما الذي يخيفهم فينا؟

الإنسان هو نفسه على وجه الكرة الأرضية لا تختلف معتقداته الذاتية عن غيره أينما كان , وما صبَ في ظروفه من ديانات وانتماءات لا يلغي مبدأه الأساسي في كونه إنسان ولدَ على الفطرة, فعندما سعى مَن سعى في تفكيك مجتمعاتنا بمبدأ فَرِّق تَسُدْ "divide et impera", لم يثبت ما ستؤول إليه هذه الأطروحة , فهي وليدة العصرالذي نعيش به والكثير ما أثبتت الأحداث عكس ما خطط لها.

المرأة مثال العصر القائم , ما أوصلنا لهذا الدمار تهميشها والتلاعب بمشاعرها الدينية والأخلاقية والإجتماعية , وبدون سابق إنذار يعود الرجل لتسليمها ذمام الأمور بعد أن أثبت فشله في قيادة هذا العصر , وبدأت تتربع على عرش الإنسانية بخفاءٍ مطلق,لتُعيد ترتيب ما أفشلهُ العطار ..

فهل ينساب عطرُها الأُنثوي في هذا العالم وهي تلبس الجينز متحررة وملتزمة , قوية وضعيفة , ثائرة وحالمة , لم تتغير الأُنثى عبر العصور بل تغير الرجل كثيراً, وكأن العصور قامت به, حتى وصلت للتكنولوجيا والفضاء وبقي الجينز كما هو ثقافة عامة.



#هبة_الله_الذهبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل الغفران
- من هم الذين يبقون في زوايا حياتنا ؟
- حضارة التكنولوجيا والوعي الروحي
- أنثى من خشب
- عذوبة
- كيف تفكر بشكلِ إنسان؟
- بين الأبواب
- بائعات الهوى
- الهرم الذي لم يهبط
- أرض السراب
- سحر الشرق
- إلى أين يذهب بنا الآخرون ؟
- خمسة أميال من الحكمة
- صناعة الكذب
- نصفك الآخر
- عندما يموت الوطن.. نفكر جميعاً بالانتحار
- العقيدة بين الفكر والحقيقة


المزيد.....




- حراك متجدد في مصر لإقرار قانون موحّد لمناهضة العنف ضد المرأة ...
- وضعت فطرًا قاتلًا في الطعام.. إدانة امرأة أسترالية بتسميم عا ...
- في أول ظهور بالحجاب منذ عامين.. حلا شيحة تكشف تفاصيل -الانتك ...
- ألمانيا ـ ارتفاع جرائم الكراهية ضد النساء خلال عام 2023
- -المانوسفير-.. العالم الرقمي المظلم لكراهية النساء
- الفرنسيات المحجبات يواجهن ببلدهن العنف اللفظي والجسدي المعاد ...
- الآن سجلي 800 دينار..لينك التسجيل في منحة المرأة الماكثة بال ...
- بعد توجيه 5 تهم له بالاغتصاب.. بارتي -متأكد من براءته-
- واقعة تهز أستراليا.. بتر ذراع امرأة بعد هجوم أسد
- مبادرة لمحو الأمية للنساء في شرق السودان


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هبة الله الذهبي - امرأة من جينز -Jeans-