تحية إلى فايز فضول.. من مدينة اللاذقية... وإلى سلمى.. وكل -سلمى- سورية...

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5609 - 2017 / 8 / 14 - 16:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تحية إلى فايز فضول.. من مدينة اللاذقية... وإلى سلمى.. وكل "سلمى" سورية...

كتب هذا الإنسان بكل جرأة وشجاعة, من مدينة اللاذقية الساحلية السورية.. على صفحته الفيسبوكية.. باسم طفلة عادية فقيرة منكوبة.. إسمها "سلمى".. إلى رئيس الحكومة المسؤول ـ عادة عن شعبه ـ رسالة طويلة تشكي هموم أبيها المعيشية.. كأي مواطن عادي بسيط فقير حرب لا يفهم أسبابها ودواعيها.. ومظاهر البذخ الظاهرة الواضحة لدى بعض "الكروش المنتفخة"... بالمقارنة إلى صعوبة حياتها وحياة أبيها وعائلتها.. بعنوان :
(عمو رئيس الحكومة الحباب... أنا إسمي ســلــمــى )
رسالة تستحق القراءة ألف ألف مرة... لست أدري إن لقيت أي جواب...
وكان هذا جوابي إليه :
يا سيد فايــز فـــضـــول
رائعة كلماتك.. رائعة رسالتك.. شجاعة صرختك.. ولكنها يا زميلي الكريم.. ضائعة بوادي الطرشان.. ضائعة بوادي العربان.. ولن يسمعك ــ ويا ألف اسفاه ــ أحد!!!...
متى كان يسمع بهذا البلد.. منذ خمسة عشر قرن حتى هذا المساء.. منتفخ ترفا صراخ جائع فقير.. أو ألم أب منكوب فقير على مرض ابنته أو إبنه؟؟؟... قصتك واقعية.. وما ترويه لنا ليس تخيلا بهذا البلد منذ سنين طويلة.. ولم نتمكن أي يوم من الشكوى حتى للآلهة أو للحاكم... لأنهما ملتهيان بمشاكل العالم.. ما عدانا... وأن الشرطي.. أو حاجب المدير.. مندوبان عن الإله أو المدير.. يستطيعان أكل الدجاج واللحوم.. وحق الفقير.. بهذا البلد الذي يختفي يوما عن يوم من خارطة العالم.. حيث يــعــيــش و يــحــيــا بــشــر... ما عدانا نحن يا زميلي الشجاع... ولكن الشجاعة وحدها ببلد الحياد والصمت الأبدي.. لا تتطعم ولم تتطعم ولن تطعم خبزا لفقير... ولن تداوي بأي يوم علة أو ألم طفل مريض!!!........... لأننا فقدنا فكرنا وحكمتننا وحرية قرارنا وكرامتنا... من سنين بعيدة يائسة بائسة حزينة..........
وحتى نلتقي... لك كل مودتي وصداقتي وتأييدي واحترامي... وأصدق تحية فــولــتــيــريــة مهذبة.......
ولكنني بعد يومين من كتابة هذه الكلمات وإرسالها من فرنسا.. حيث أتمتع بكامل حرية الفكر والتعبير والنقد والانتقاد.. شعرت بأنني مقارنة لما كتبه السيد فايز فضول.. بكل شجاعة ومسؤولية.. لا شـيء.. نعم لا شيء ولا أمثل ولا أتحمل أية مسؤولية. بالنسبة لهذا الإنسان, والذي بأسلوبه وطريقته وشجاعته المكبوتة المجنزرة.. يعبر بكل وضوح عما يعيشه الشعب السوري اليوم.. وبعد سبعة سنوات من حرب غبية.. من حرمانات طبيعية حياتية... وخاصة أطفال هذا البلد... والذين هم ملائكة سماء هذا البلد.. ومعيشتهم بلا أي مستقبل آمــن مضمون...
إني أركع أمامهم.. وأمام أهاليهم معتذرا لأنني لم أدافع عنهم.. وعمن يكتب باسمهم وعنهم ــ كفاية ــ بكل قوة وشجاعة.. مدافعا عن حقوقهم بحياة كريمة أفضل... مكتفيا بالنقاش السياسي العام عن حال البلد.. كنقطة جغرافية تتقاتل ذئاب شرسة من الداخل والخارج.. على نهش ما تبقى من جثتها... كما أعترف بتقصيري وتقصير ــ ما سمي ألف مرة خطأ ـ العالم الــحــر.. تجاههم وتجاه بلدهم والفقراء البسطاء المحرومين الذين يعانون ألف ألف مرة.. ما لا تعانيه عائلات تجار هذه الحرب المنتفخين من هذه البورجوازيات الغاشمة الغشيمة.. والتي ككل تجار الحروب بالعالم.. تعيش وتغنى وتنتفخ من عظام المحرومين.............
************
عــلــى الـــهـــامـــش :
ــ متى سوف تنتهي هذه الحرب الغبية الآثمة ضد ســـوريــا؟؟؟!!!.....
نعم وألف مرة أتساءل.. متى سوف تنتهي هذه الحرب الغبية الآثمة ضد هذا البلد.. وضد شعبه.. وضد سلمى وعائلة سلمى؟؟؟... لمتى سوف يبقى شعب هذا البلد محروما من الغذاء والدواء والحريات الطبيعية والكرامة وأبسط الحقوق والكرامة.. والحياة كجميع البشر؟؟؟... من يستطيع اليوم ــ بجد وصدق وأمان ــ الإجابة على هذا التساؤل... لا أحــد... لا احد من المجتمعين والمفاوضين والمتاجرين والموالين والمعارضين المحترفين المنكبين على اقتسام ما تبقى من "الكعكة" التي كان اسمها ســـوريــا...... ما من أحد... ولا أحــد...........
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم... هـــنـــاك و هـــنـــا... وبكل مكان بالعالم... وخاصة للنادر القليل من الأحرار الذين ما زالوا ــ على حساب حياتهم وأمنهم ورزقهم ــ يقاومون ويناضلون من أجل الحقيقة الحقيقية وكرامة الإنسان.. ومن أجل التآخي والسلام بين البشر والعلمانية الكاملة ومساواة المرأة كاملة بالرجل.. وخاصة ضد الحروب وتجار الحروب ومافيات الرأسمالية العالمية... لــهــن و لــهــم كل مودتي وصداقتي ومحبتي وتأييدي واحترامي ووفائي وولائي... وأصدق وأطيب التحيات الفولتيرية المهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل