أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - لأني أحب هذا البلد... من واجبي ألا أصمت...















المزيد.....

لأني أحب هذا البلد... من واجبي ألا أصمت...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5571 - 2017 / 7 / 4 - 14:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأني أحب هذا البلد... من واحبي ألا أصمت...

يلومني بعض (الأصدقاء) أنني نسيت ســوريـا, وغرقت بالسياسة الفرنسية والعالمية.. فجوابي بسيط لهم... بسيط جدا... أن كل ما تفجر في سوريا.. وخاصة خلال الثلاثين سنة الأخيرة... جــزء من المخطط العالمي.. لتسطيح وتسوية العالم.. وخلط المشاكل البشرية ببعضها البعض.. حتى تستمر المشاكل والنزاعات وخلط الشعوب بالتهجير الاضطراري والحروب المحلية والعالمية والفقر وعدم الاستقرار... حتى تعود وتستمر سيطرة المافيات العالمية التي تتقاسم خيرات وإنتاج الشعوب...
الحرب مستمرة ــ اليوم ــ بكل مكان بالعالم... وسوف تبقى.. طالما الشعوب متمزقة بالفقر.. بالخلافات الدينية والعرقية والعنصريات المختلفة... حــرب تتفاقم أكثر وأكثر.. بلا نهاية.. طالما الغباء الفكري يهيمن على الإعلام الموحد.. والذي تملكه مافيات رأسمالية مافياوية.. يبقى الموجه الوحيد الخانق لأية يقظة فردية أو جماعية... وسوريا اليوم حي صغير.. متقلص.. متضائل.. بالقرية الواحدة الواسعة التي كان اسمها العالم.. قـريـة كاوبوي Cowboy تهيمن عليها شراذم من عصابات المافيات الرأسمالية المتعددة الجنسيات.. يعني بلا أي شعور قومي أو إنساني.. مبدؤها الوحيد انتفاخ ثرواتها.. وما البشر سوى أيادي عاملة ومستهلكين... وتجاراتها الرئيسية.. "خربطة" العالم والحرب.. وديمومة القلق والحروب.. لذلك تهيمن على الإعلام.. وتلهي البشر وتخدرهم.. بكرة القدم و Arab Idols أو Euro Millions وإن حاولوا الخروج من هذا القالب.. تخيفهم من جديد بالبطالة.. والإرهاب.. وتثير بينهم الخلافات الطائفية ومجازرها...لهذا السبب بدأت أقرف من السياسة وقشورها المقرفة.. وابتعدت عنها.. رغم أني أتابعها.. من عزلتي.. وأرى بائعيها وتجارها وزلمها وعسكرها المحترفين.. يغيرون أسيادهم حسب أسواق العرض والطلب... وبورصة أسواق الحروب... وكلما سمعت بانفجار ما بحي بأي حي.. بأية مدينة بالعالم.. بلندن أو بدمشق أو باريس أو بغداد أو الموصل أو حلب.. أعرف أنها نفس الأيادي التي تحرك هذه اللعبة الكراكوزية القاتلة... نفس الأيادي التي تحرك بورصات العالم.. وإعلام العالم.. وحروب العالم.. والخلايا الإرهابية النائمة والمتحركة بالعالم التي تحرق الكتب والمعرفة والمعتقدات الحقيقية والديمقراطية والفكر بكل أنحاء العالم... لأن الفكر الحقيقي والإنسان الحــر.. عدوها وعدو تجاراتهم الآثمة.. بكل أنحاء ما كان العالم... قبل إحالته إلى قرية أمريكية كبيرة.. تحكم مصيرها عصابات مافيات كاوبوي Cowboy... تحرك روبويات Robots بلا أية مشاعر إنسانية...
ولكن ابتعادي عن السياسة وتجارها الحاليين.. هنا و هناك.. لا يعني التزامي بالصمت عن الاعوجاجات التي اشاهدها واسمعها وأصادفها... لأنني كما كنت اؤمن من عشرات السنين.. وكما تربيت على مبدأ أن الصمت عن الجريمة ..مشاركة بالجريمة... ولهذا السبب لن أشارك بصمت النفوس المترددة الخائفة والحيادية المعتادة... ولن أصــمــت.. لن اصمت.. وسوف أدعم من تبقى من الرفاق والأصدقاء الأحرار الذين لا يقبلون مثلي أي اعتداء على العلمانية والديمقراطية والحريات الإنسانية التي اكتسبت بنضال نساء ورجال أحــرار قبلنا... منذ مئات السنين... صحيح أننا قلة وأقلية اليوم ــ مع الأســف ــ ولكنني بكتاباتي أقدم كل إمكانياتي وما تبقى من عمري لحماية ما تبقى من هذه المبادئ الإنسانية التي تعلمتها هنا بفرنسا... وأشعر أنني مدان لهذا البلد الذي علمني كل شيء.. عندما حضنني منذ أكثر من نصف قرن.. وعلمني نبل وحقيقة هذه المبادئ.. وأشعر أنني مدان لـه.. بديمومة دفاعي عما تبقى منها اليوم... وتبقى الحياة ــ بمعتقدي وإيماني ــ وقــفــة عـــز... ولا أي شــيء آخر...
*************
عــلــى الــهــامــش :
ــ الرئيس الفرنسي مــاكــرون يجمع المجلسين بفرساي...
جمع الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون مجلسي النواب والشيوخ.. يعني البرلمان الكامل الذي يمثل الشعب الفرنسي, بقصر فرساي, بمدينة فرسايVersailles المتاخمة للعاصمة باريس..والذي كان قصر الملك لويس الرابع عشر, بفخامته الملكية المعروفة.. ليتحدث إلى الشعب, عن طريق ممثليه.. قبل خطاب رئيس وزرائه غدا أمام البرلمان ــ خلافا للأعراف البرلمانية ــ وتكلم خلال تسعين دقيقة.. ليحدثهم عن برامجه.. أو عن عناوينها المختصرة للسنين الخمسة القادمة... وأهمها اختصار ثلث عدد النواب والشيوخ.. بالمجالس القادمة... لإيجاد برامج أوسع للديمقراطية وإنتاجها وتطورها... إلغاء حالة الطوارئ التي صدرت بعد الحوادث الإرهابية الداعشية التي روعت باريس ونيس وفرنسا العام الماضي وهذا العام... وحلق بسرعة بأقل من دقيقة حول العلمانية... وعديد من القوانين الاقتصادية وحقوق العمل وإلغاء المحاكم الخاصة التي تهتم بمحاكمة المسؤولين.. من وزراء أو نواب أو شيوخ ومسؤولين إداريين محليين... مركزا متوسعا مذكرا بعودة الليبرالية بأوسع أساليبها... علما أن الليبرالية لم تغادر فرنسا.. خلال السنوات السابقة بالتدريج.. وفتحت لها جميع الأبواب ببداية حكم الرئيس ميتران.. ووصلت إلى أوجها فور معاهدات ماستريشت الذي عقد حدود القوانين الأوروبية.. وهيمنتها على القوانين المحلية.. ووصلت إلى ذروات قوتها أيام الرئيس ساركوزي (اليمين) وتابعها الرئيس هولاند (الحزب الاشتراكي) إلى أقصى حدودها.. حتى غرقت فرنسا بضائقات البطالة وانفلات الليبرالية بكل سلبياتها على الطبقات الفقيرة والعاملة والمتوسطة... كما ســاءت الأحوال الأمنية بشكل عام.. وكثرت العمليات الإرهابية الداعشية وغيرها... وســاد جو من الفوضى و"فلتان القوانين" وهيمنة الفساد.. وظهور عمليات غير قانونية من شخصيات سياسية اشتراكية عامة.. ظهر أنها تتهرب من الضرائب.. وتجني ثروات غير مشروعة من الخزينة العامة وعلاقاتها مع الشركات... حتى بالفترات الأخيرة ســادت أجواء لا تليق بجمهورية ديمقراطية كبرى مثل فرنسا... دون أن ننسى أن الرئيس الحالي السيد ماكرون كان بسكرتارية السيد هولاند الخاصة.. وبعدها أصبح وزير الميزانية و الاقتصاد... قبل ان ينجح بانتخابات رئاسة الجمهورية.. والتي امتنع فيها 56% من الشعب الفرنسي عن التصويت... وغالب المعارضات الديمقراطية أو ما تبقى منها... نسبتها هزيلة ضعيفة بالمجالس التي تمثل الشعب...
هذا الشعب الذي تقوم جميع وسائل الإعلام بتوجيه أنظاره, إلى لقمة عيشه اليومية.. ومباريات كرة القدم وسباق الدراجات.. بعيدا عن المشاكل الحقيقية والابتعاد عن الديمقراطية الحقيقية.. والحريات العامة.. وخاصة مستوى الفقر والبطالة الذي تفجر يوما عن يوم.. حتى وصل عدد الفرنسيين الذين يعيشون تحت خط الفقر.. إلى سبعة ملايين بهذا البلد الأوروبي الذي يعتبر خامس دولة ثــرية بالعالم... والذي يحتوي بين أفراده حوالي مائة ملياردير... ومئات ألوف المليونيرية... وسبعة ملايين امرأة ورجل يعيشون تـحـت خـط الــفــقــر!!!.............
لا يمكن أن تتصوروا أعداد (الأنتليجنسيا) السياسية والفكرية ومحترفي صدارات الإعلام والوزراء والسياسة الذين كانوا موالين سابقا.. سواء للرئيس ساركوزي وبعده للرئيس هولاند... والذين تغيروا أوتوماتيكيا وآنيا فور إعلان فوز الرئيس الجديد أيمانويل مـاكرون.. ومنهم من تحولوا منذ سنة كاملة أو أكثر.. عندما تبنته وسائل الإعلام الضخمة.. والمؤسسات والشركات الرأسمالية الكبرى وإداراتها واتحاد نقاباتها وروابطها... لهذا السبب, فور فوزه تبناهم.. وأعلن تبنيه للبرالية والعولمة العالمية.. ومتابعة مشاريع تعديل جميع قوانين العمل التي كانت تؤمن بعض الحقوق والحصانة ضد التسريحات التعسفية... والتي كانت مشروع وزيرة العمل بالحكومة (الاشتراكية) السابقة... وتحولت إلى أوتوستراد تسهيلات لأرباب العمل باتجاه تسريح موظفيهم وعمالهم.. كيفما وحينما يشاؤون.. لتبقى أسهمهم عالية دوما بالبورصة... ولتصبح الطبقات العاملة كمحارم "الكلينكس" ترمى بسلات القمامة, فور انتهاء الحاجة لها.. إلى جور البطالة والفقر اللتين تزدادان وتتفاقمان يوما عن يوم... بكل أوروبا... وخاصة بــفــرنــســا..........
لهذا من واجبي ألا أصمت............
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم... هـــنـــاك و هـــنـــا... وبكل مكان بالعالم... وخاصة للنادر القليل المتبقى من الأحرار الذين ما زالوا يناضلون ويقاومون ــ على حساب حياتهم وأمنهم ورزقهم ــ من أجل الحقيقة الحقيقية والحريات العامة وديمومة الديمقراطية والعلمانية الصحيحة والمساواة والتآخي والسلام بين البشر.. ومحاربة الفقر وتجارة البشر... لـــهـــن و لـــهـــم كل مودتي وصداقتي ومحبتي وتأييدي ووفائي وولائي... وأطيب وأصدق تـحـيـة الــرفــاق المهذبة...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا




#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دغدغات ماكرونية ترامبية...
- الجنون... والمجانين يحكمون العالم...
- الحياة.. وتطور ظهورها... وخواطر عن الحرية...
- عمليات الغسيل مستمرة!!!...
- الإعلام الإنبطاحي... وصناعة غسيل الأدمغة...
- الشعب القطيع... وعن نتائج الانتخابات الفرنسية...
- الأفعى... الأفعى ما تزال عائشة...مؤذية...
- الاختيار ما بين الطاعون والكوليرا...
- تقتلون باسم الله.. والله لا يعرفكم...جريمة جديدة في لندن...
- إسمحوا لي تذكيركم بالزميل شامل عبد العزيز
- نصائح وخلافات... وزيارة تستحق الحديث...
- تعزيتي إلى ضحايا مانشستر... وضحايا مجزرة أقباط مصر...
- من قال أن ترامب غبي؟؟؟!!!...
- الزيت العكر...
- وعن بيان - البعث -.. وما تبقى منه... وهامش أحداث هامة فرنسية ...
- علامات العقل والفكر... والوجاهة...
- اللاحضارة... واللاشيء
- سؤال عن الحق...
- صعوبة واستحالة إمكانية الاختيار...
- ما زلنا ننتظر... سياسات فرنسية عرجاء...


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - لأني أحب هذا البلد... من واجبي ألا أصمت...