أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - سؤال عن الحق...















المزيد.....

سؤال عن الحق...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5510 - 2017 / 5 / 3 - 14:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ســــؤال عـن الـــحـــق...
طرح صديق جامعي سوري, ممن تبقى من الأنتليجنسيا (المهجرية الحيادية) بهذا البلد.. السؤال التالي على صفحته الفيسبوكية :
" هل الحق مفهوم نسبي؟... ولماذا؟... "
تواردت عشرات الأجوبة القصيرة.. وعشرات أخرى من معلقة واحدة فقط.. احتلت صفحات من موقع الجامعي صاحب السؤال, منسوخة من كتاب.. من الصعب قراءتها, نظرا لضآلة حجمها وصعوبة قراءتها.. بعيني متعب مثلي...حتى مع نظارات مكبرة.. ولكنني فهمت أنها بالإجمال.. تنسب الحق للتعاليم الدينية.. مستبعدة كل القوانين المدنية التي طورت الحق والحقوق خلال المائتي سنة, لخدمة الإنسان والإنسانية والحفاظ على المساواة ــ قدر المستطاع ــ بين البشر...
القوانين المدنية تتغير وتتطور من دولة إلى دولة.. فيما إن كانت قوانينها مستقاة من ديانة غالبية سكانها.. أو أنها مدنية علمانية.. تؤمن هذه المساواة بغض النظر عن ديانات سكانها المختلفة... وبحيث أنها علمانية.. وعلمانية فقط.. تؤمن المساواة بالحقوق والواجبات للجميع.. لأنها تطبق حق المواطنة.. والذي يبقى ـ ابدا ــ أفضل الضمانات الإنسانية للفرد وللجماعة..
ولكن مع الأسـف بالبلاد العربية.. نظرا لأن هناك غالبية إسلامية نسبية.. تستقى القوانين من الشريعة الإسلامية, والتي بقيت بلا أي تغيير أو تطوير.. من خمسة عشر قرن حتى هذه الساعة.. بينما تفاسير الحريات الفردية تغيرت وتطورت.. ولا تتطابق مع تفسيرات الشرائع الدينية التي بقيت جامدة.. لا يمكن تطبيقها ــ اليوم ــ بأي زمان أو مكان.. حتى أن تطبيقاتها ــ أحيانا ــ توازي جرائم ضد الإنسانية.. كالرجم وأحكام الإعدام التعسفية ضد النساء اللواتي توجه لهن بعض التهم (الأخلاقية) بلا أية إمكانية دفاع أو تبرئة قانونية...
لهذا فإني أستغرب عشرات الأجوبة التي وردت من عشرات من المعلقات والمعلقين, والتي كان جوابها دوما أن "الحق هو الله"... ولا أي شـيء آخر... كأنها تغلق الباب أبدا, بوجه كل التفاسير المدنية والعلمانية للحق والحقوق والقوانين التي تعدل بين البشر.. وخاصة التي تؤمن المساواة بين المرأة والرجل.. كــإنــســان!!!....
لهذا السبب.. أشكك دوما بإمكانيات مواطنينا (المثقفين) الجامعيين, وغير الجامعيين, المستوردين من بلدان المشرق والعالم الإسلامي.. وبعد سنوات من دراساتهم ووجودهم واحتكاكاتهم اليومية, بحضارات واسعة أخرى متطورة.. يبقون حفاظا على علاقاتهم وارتباطاتهم المجنزرة (من جنازير) بالقبيلة والعشيرة والعائلة.. وغالبا بحلقات الجالية وجمعياتها ببلاد الاغتراب.. ورغم أنـه لم يعد بلد اغتراب.. بل وطنا يؤمن لهم حرية التعليم والعلم وحرية الفكر والتعبير والتحليل العلماني المنطقي... رغم هذا يبقون ــ معربشين ــ بعادات وتقاليد وشرائع جامدة.. لا تتطور منذ خمسة عشر قرن على الأقل... وجوابهم الروتيني الميكانيكي والغريزي والمضمون الأبدي.. والذي يبقى حياديا بلا أية مسؤولية... أن "الـــحـــق هـو الله"!!!..........
وعلى جميع الأسئلة القانونية الحقوقية.. يعيدونك إلى شريعتهم الدينية.. ولا إلى أي قانون من قوانين البلد الذي يعيشون بـه, بكل طمأنينة وأمان.. مستفيدين من جميع القوانين المدنية والاجتماعية والاقتصادية والمادية التي تخدم مصالحهم المفروزة المنتقاة.. ولا أي شــيء آخر....
لهذا السبب لا تراهم غالبا.. أيام الانتخابات المحلية والنيابية والرئاسية.. والتي تسعى لتطوير القوانين والحقوق... انطلاقا من عادات الحذر وعدم الالتزام.. عادات جيناتية موروثة محمولة من أيام ولاداتهم وفتوتهم وشبابهم ودراساتهم الجامعية.. بدمشق وحلب واللاذقية.. أو غيرها من المدن الجامعية السورية ... لأن الحياد كان أهم بوليصة تأمين.. لإثبات عدم التدخل بالسياسة... والذي كان وما زال من أول أيام (استقلال) ذاك البلد.. أهم وثيقة ثبوتية للحصول على وظيفة.. أو على منحة دراسية جامعية... لأن " الحق " كان دوما هو إطاعة الله وأولي الأمر منا"...
ولهذا السبب من بداية فتوتي وشبابي... اكتملت كل قناعات إلــحـــادي... والحق والدفاع عن الحق والكلمة الحرة والفكر الحر.. يبقى معتقدي الوحيد... مهما كانت متطلبات هذا الدفاع, محملة بضرورة مقابلة صعوبات الحروب ضـدهـا.. بأي زمان.. وأيـة مناسبة سياسية.. أو تـجـاه أية تجمعات .. وخــاصــة بأي مــكــان.....
*************

عــلــى الــهــامـــش :
ــ الــحــق... والــحــيــاد...
صديقي الجامعي, صاحب التساؤل عن الحق, والذي أحترم نعومة كتاباته الشاعرية, وتربيته لأولاده, ونجاحه ونجاحهم بالمجتمع الفرنسي.. وما يؤدي من خدمات إنسانية... ولكن... ولكنني لا أتفق مع صمته على كل التعليقات العديدة التي وردت على تساؤله.. دون إعطاء جواب تحليلي منطقي عليها.. وهو الجامعي العلمي المثقف.. مكتفيا بالشكر المهذب على مرورهم... على مرورهم؟؟؟... علما أنها كانت كلها آراء غيبية لا علاقة لها بأي تحليل منطقي... إنما تعربشا بالآلهة.. وهربا من أي التزام بالحقيقة الحقيقية المسؤولة...
ورد منه جواب مختصر واحد على تعليقاتي الثلاثة على تساؤله.. وهو مقارنة " بحق المرأة الأوروبية بالتعري " مع حق المرأة الأفغانية بارتداء البوركا الكاملة... مع كل ما تغلف وتبدي كلمة "التعري" من سلبية التهجم والاحتقار... بالإضافة أن البوركا والحجاب والنقاب.. ليسوا على الاطلاق اختيارا.. وأن غالب من اختارتهن من الجاليات الإسلامية بالمدن الأوروبية, حيث تتكاثر هذه الجاليات متمتعة بكل الحقوق الشرعية المحلية.. أصبحت علما انعزاليا إثنيا طائفيا عن المجتمع الذي تعيش فيه بكل طمأنينة.. ونرى حاليا جميع التحديات التي تخترق القوانين التي تطالب بسهولات وتنازلات عديدة.. ضد منع هذه الأزياء المستوردة لأسباب أمنية بالمؤسسات الحكومية والرسمية.. ببلد علماني... حفنة أورويات وهمية بسيطة.. لا تطبق ولا تنفذ... بينما إذا أظهرت المرأة الأفغانية رأس أصبعها عاريا بلا قفاز... تـــرجـــم!!!....... مما تناساه صديقي الجامعي.. ولم يــنــوه عــنــه.
وفي البلاد المتطورة الحضارية العلمانية الديمقراطية... الرجم جريمة ضد الإنسانية... بدون أي استثناء!!!.............
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم... هـــنـــاك و هـــنـــا.. وبكل مكان بالعالم... وخاصة للنادر القليل المتبقى من الأحرار الشجعان الذين يدافعون ويناضلون ــ على حساب حياتهم وأمنهم ورزقهم ــ من أجل الدفاع عن "الـــحـــق" والحقيقة الحقيقية والكلمة الحرة وحرية التفكير والتعبير والمعتقد والتآخي والسلام بين البشر... لـهــن ولــهــم كل مودتي وصداقتي ومحبتي وتأييدي واحترامي ووفائي وولائي... وأصدق وأطيب تحية الرفاق المهذبة...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعوبة واستحالة إمكانية الاختيار...
- ما زلنا ننتظر... سياسات فرنسية عرجاء...
- تواصل الغباء...
- كم كنت أتمنى... هذه معايدتي...
- هل السيد دونالد ترامب إنسان طبيعي؟؟؟!!!...
- رسالة مصرية... وهامش عن السيد ترامب... وغيره...
- لماذا يكرهوننا؟؟؟!!!...
- غازات سامة.. فكرية وسياسية...
- من يراقب - مانيفست - الحوار المتمدن؟؟؟!!!... رسالة إيجابية إ ...
- جنيف 113... وهامش من أجل فلسطين...
- القمة؟... قمة دول الجامعة العربية... بالبحر الميت.
- تساؤلات واستغراب... وصرخة غضب...
- رد على - عملية لندن الإرهابية -... وعقدة الإرهاب الإسلامي.. ...
- متابعة لحملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية القادمة... وهامش ع ...
- إنها قضيتنا...
- وصمة عار
- ما بين ناتانياهو وآردوغان...
- لماذا يوم المرأة؟؟؟!!!...
- مشاركتي المختصرة.. بيوم المرأة العالمي... صرخة مخنوقة بوادي ...
- ما بين ألمانيا وتركيا... وما بين أوروبا وتركيا...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - سؤال عن الحق...