أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - - ما دخلني -... - يصطفلوا -...















المزيد.....

- ما دخلني -... - يصطفلوا -...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5600 - 2017 / 8 / 3 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"ما دخلني"... "يصطفلوا"....
بعد مقالي السابق المنشور بالحوار تحت عنوان :
الحياد والصمت والحذر... "واللي بياخد أمي بسميه عمي"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=566864
حضرت سهرة فيها مجموعة من السيدات البورجوازيات السوريات الجامعيات بمدينة فرنسية تبعد مائة كيلومتر عن مدينة ليون.. وكنت انتظر سماع آخر الأحداث والتطورات عن بلد مولدنا سوريا.. حيث أن إحداهن عادت من هناك بعد زيارة لأهلها... ولكن الحديث دار فقط عن المناجع والمطاعم والفنادق الفخمة, بالمناطق الساحلية هناك... وكيف أنه يجب الحجز بأسابيع أو أشهر سابقة, حتى تتمكن من الحصول على غرفة أو طاولة... بآلاف الدولارات.. وهذه الأمكنة هي دوما مزدحمة كاملة...
حينها انفجرت.. وضربت عرض الحائط بتعليمات زوجتي الديبلوماسية المتكررة.. بعدم التدخل أو الرد على أي شيء من أحاديث الحاضرات والحاضرين.. فيما لا يعجبني عما يقال عن هناك و هنا... ولما ســألت السيدة البورجوازية عن نوعية طبقات من يشارك ويحضر بهذه الأمكنة... أجابتني بكلمات مقتضبة سورية فرنسية.. أو بالأحرى فرنسية سورية : مــشــكــل.. من جميع الطبقات.... وهنا انفجرت قائلا يعني " لصوص.. حرامية.. فاسدين.. مهربين.. تجار حرب".. لما أعلم وأتأكد أن أكثر من تسعين بالمئة من سكان سوريا.. وأكثر.. يعيشون تحت خط الفقر.. نظرا لمنتهى غلاء المواد الاستهلاكية والدواء والعلاج والسكن... وخاصة بعد سبعة سنوات من حرب آثمة غبية.. لم تنته بعد.. وما من أحد يمكنه أن يعرف متى وكيف سوف تنتهي!!!...
وهنا تدخل صاحب البيت وغير الحديث... ونقله إلى الحديث عن مخزن جديد صاحبه فرنسي ــ لبناني من (جماعة جعجع)..بالمدينة الفرنسية نفسها... توجد لديه أفخم أنواع مواد التموين والحلويات الشرقية.. بأسعار غالية جدا.. لا يحب السوريين...ويشتم دوما مسؤولي بلدهم.. دون التزام بدوره كصاحب مخزن تجاري مفتوح.. عليه احترام جميع زبائنه... والذين هم مورد رزقه...
وهنا انبرت أحدى البورجوازيات الحاضرات قائلة.. بلهجتها المخنوقة كوتر كمان عتيق بحاجة إلى تغيير... "أنا مش فارئة معي(يعني فارقة معي).. المهم أن آخد كل شي لازمني"
ولم يعترض أي من عشرات السوريات و السوريين الحياديين الحاضرين...
وهنا انسحبت من هذه السهرة... وزاد تأكيد معرفتي لماذا خسرنا غالب معاركنا بجميع المجالات.. تجاه من ينافسوننا أو يعتدون علينا.. أو ينهبون حرياتنا وخيراتنا وبلادنا ومشاعرنا... وخاصة كرامتنا...........
لأن غالبنا.. غالب بورجوازياتنا.. غالب الأنتليجنسيا.. غالب جمعياتنا... تعتبر نفسها حيادية "ما دخلها" بأية مشكلة.. بأية عقدة.. بأية حادثة.. حتى بالاعتداء على بلدها.. أو ببلد الهجرة الذي استقبلها.. وأعطاها كل شــيء.. دوما "حيادية ما دخلها"... ولهذا نبقى ونتبقى عــار الأمــم... وهنا أتذكر ما قاله أنطون سعادة بثلاثينات القرن الماضي:
"إن لم تكونوا أحرارا من أمة حرة... فحريات الأمم عــار عليكم!!!..."
ونحن بحيادنا.. بصمتنا.. بقوقعاتنا.. أينما كنا... أصبحنا عار الأمم......
انظروا كيف نعيش مقوقعين.. معزولين.. متقوقعين.. مجنزرين بعاداتنا وأعرافنا.. وحجاباتنا... ومظاهرنا وتظاهراتنا.. وعاداتنا وتقاليدنا.. وانطوائنا الحيادي العجيب الغريب.. بعيدين عن حضارات وألام وأفراح أو هموم البلدان الأوروبية التي آوتنا... وحضنتنا وعلمتنا... ولا نشارك بأحزانها وآلامها وجراحها وآمالها... إذن كيف تريدونني وتطلبون مني أن أحترمكم... كيف تريدونني أن أدافع عنكم.. وأنتم لا تدافعون عن احترام ما تبقى من بلدكم... ولا آلام ولا أحداث وتطورات وهموم وضائقات هذا البلد الذي آواني وآواكم... وعلمني وعلمكم.. وفتح لنا جميع مجالات الحريات والحضارات والثقافات وما يناسبنا من الدراسات والأعمال والتجارات... ومع كل هذا لا يحرك أي واحد منكم ــ باسم الحياد المخجل ــ أصبعا واحدا.. ولا كلمة طيبة واحدة.. لمواساة مآسيه وأتعابه والاعتراض على الاعتداءات عليه.. والتي تجرحه وتؤذيه من وقت لآخر.. من جماعات وحاضنات إرهابية نائمة.. تشن عليه حروبا غبية باسم آلــهــة غادرتنا.. يأسا من غبائنا!!!...
*************
عــلــى الـــهـــامـــش :
ــ تغيرات جذرية يمينية بالسياسة الإيطالية...
السياسة الإيطالية المعتدلة التي يديرها رئيس وزرائها Matteo Renzi المعروفة بمساعدتها وإنقاذها لمئات آلاف اللاجئين الهاربين بالبحر من الشواطئ الليبية القريبة جدا من عديد من الجزر الإيطالية.. منذ سنوات... التزم بطلبات الأحزاب الإيطالية اليمينية المتطرفة التي تطالب بوقف الهجرات القادمة من البلدان الإفريقية والأسيوية بواسطة مافيات تركية وليبية وألبانية... هذه المرة بجدية أمنية, رغم اعتراضات مخنوقة من المنظمات الحقوقية الإنسانية... إذ أنه أسند ملفات الثمانين الف اللاجئ الهارب الجديد الأسبوع الماضي هذه المرة الواصلين إلى جزيرة صقلية Sicile إلى عشرات من قضاة محاربة القضايا المافياوية.. مع تضييق المجالات بوجه المؤسسات الإنسانية الإيطالية التي تدافع عن اللاجئين... حسب كبرى الصحف الإيطالية يوم البارحة.. والتي نقلها بالكامل موقع Médiapart الفرنسي المعروف...
مع العلم أن إيطاليا هي التي تتحمل ــ غالبا ــ وزر مرور ملايين اللاجئين إلى البلدان الأوروبية.. منذ عشرات السنين والتي ترغب بالعبور إلى بريطانيا, والتي أغلقت أبوابها أيضا هذه السنة بشكل قــاس كامل.. وأن الضائقة المالية المفتوحة التي تواجهها إيطاليا, أكثر من أي بلد آخر.. لم تعد تساعدها لتقديم أبسط المساعدات العبورية والإنقاذ للاجئين.. رغم أن قسما هاما من المساعدات تقوم بها جمعيات إنسانية حقوقية مدنية تطوعية من كل أوروبا.. لا تقدمها لا البلدان الإسلامية أو البترولية المعروفة لهؤلاء المساكين الذين يموت منهم سنويا مئات الآلاف بالبحار الهائجة...
كما قررت فرنسا هذا الأسبوع بقرار من رئيس جمهوريتها الجديد السيد أيمانويل ماكرون Emmanuel MACRON وحكومته إقامة براكات خاصة بالمدن الفرنسية الكبرى لإيواء اللاجئين القادمين عبر الشواطئ والحدود الإيطالية ــ الفرنسية.. لفرز اللاجئين الاقتصاديين عن اللاجئين السياسيين, لاحتوائهم لمدة شهر حيث تدرس إضبارات لجوئهم بسرعة فائقة.. ورفض اللاجئين الاقتصاديين.. ومحاولة إعادتهم إلى بلدانهم... رغم أننا رأينا صعوبة تنفيذ هذا القرار.. خلال العشرين سنة الفائتة.. وتحمل تكاليف تنفيذه الباهظة... ولكن على ما يبدو منذ استلام السيد مــاكــرون سدة الحكم بفرنسا.. ما يقرر.. سوف ينفذ... وبسرعة... خلافا على ما اعتدنا عليه.. خلال السنوات الخمسة عشر الفائتة.........
ــ إمارة قــطــر تشتري من إيطاليا سبعة بواخر حربية.
نعم... وقعت حكومة أمار قطر عقدا بشراء سبعة بواخر حربية مختلفة القياسات والتسليح... من سيقودها؟؟؟... وأية قوة بحرية سوف تحارب بها... ومن هم الأميرالات القطريين الذين سـوف يأمرون هذا الأسطول البحري الصغير الذي سوف يكلف الخزينة القطرية.. خمسة مليارات أورو؟؟؟!!!...
لـسـت أدري... لست أدري...
إنما أتساءل كم فقير عربي.. وكم مهاجر مسلم هارب من الفقر والإرهاب والغباء والجوع والمرض بالعالم العربي أو الإسلامي.. يمكن أن يساعد وينقذ هذا المبلغ النفطي الآثم الرهيب؟؟؟... وكم يبذر ويهدر العرب والمسلمون.. لتقتيل وإرهاب وتشتيت بعضهم البعض.. وتفجير وتخريب بلدانهم... ســـؤال بـسـيـط آخر سوف يبقى كالعادة بلا جواب... لدى النادر القليل ممن تبقى من الأنتليجنسيا الإسلامية بأي مكان بالعالم........
هنري كيسينجر Henry Kissinger, والذي ما زال حيا بالرابعة والتسعين من عمره, هذا العجوز الذكي الرهيب ما زال يخطط وينصح كل مسؤولي السياسة العالمية والأمريكية والصهيونية.. يفرك يديه فرحا بوقوع جميع المصائب والخراب ببلدان مولدنا.. والتي رسمها وخططها منذ خمسينات القرن الماضي... ونحن نتابع الغباء ومضغ القات.. وانتظار ليلة القدر.......

بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم... هــنــاك و هــنــا... وبكل مكان بالعالم... للنادر القليل المتبقى من الأحرار الذين ما زالوا يناضلون ويقاومون ــ على حساب حياتهم وأمنهم ورزقهم ــ للدفاع عن الحقيقة الحقيقية والكلمة الحرة والعلمانية ومساواة المرأة بالرجل وجميع الحريات الطبيعية الإنسانية والسلام والتآخي بين الشعوب.. وضد الحروب وتجار الحروب وحماية والمحافظة على كرامة الشعوب.. وخاصة على المحافظة على الطبيعة التي هي ملك وواجب الإنسانية.. والتي تتعب ويزداد استهلاك ثرواتها التي تحمي صحة البشرية جمعاء... لــهــن و لــهــم كل مودتي وصداقتي ومحبتي وتأييدي ووفائي واحترامي الكامل بلا حدود.. وأصدق وأطيب تحيات الــرفــاق المهذبة...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياد والصمت والحذر... -واللي بياخد أمي.. بسميه عمي-...
- أخطاء سياسية ماكرونية...
- مليونان ومائتا ألف قارئة وقارئ.. وأكثر... خواطر وهامش...
- الموصل قبل داعش... وبعد اعش!!!...
- العرب يقتلون العرب... والمسلمون يتابعون نزاعا عمره خمسة عشر ...
- لأني أحب هذا البلد... من واجبي ألا أصمت...
- دغدغات ماكرونية ترامبية...
- الجنون... والمجانين يحكمون العالم...
- الحياة.. وتطور ظهورها... وخواطر عن الحرية...
- عمليات الغسيل مستمرة!!!...
- الإعلام الإنبطاحي... وصناعة غسيل الأدمغة...
- الشعب القطيع... وعن نتائج الانتخابات الفرنسية...
- الأفعى... الأفعى ما تزال عائشة...مؤذية...
- الاختيار ما بين الطاعون والكوليرا...
- تقتلون باسم الله.. والله لا يعرفكم...جريمة جديدة في لندن...
- إسمحوا لي تذكيركم بالزميل شامل عبد العزيز
- نصائح وخلافات... وزيارة تستحق الحديث...
- تعزيتي إلى ضحايا مانشستر... وضحايا مجزرة أقباط مصر...
- من قال أن ترامب غبي؟؟؟!!!...
- الزيت العكر...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - - ما دخلني -... - يصطفلوا -...