أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - اطفالنا بين الواقع والمأمول!














المزيد.....

اطفالنا بين الواقع والمأمول!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5608 - 2017 / 8 / 13 - 22:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



صحيح أنه لكل موسم فضائحه، ولكل فضيحة موسمها الخاص بها، وأنه ما أن يهل موسم من المواسم حتى تهل الفضائح الخاصة به، لقد أصبحت فضائح المواسم غير مفاجئة ولا متثيرة للدهشة ولا للإستغراب، لتعودنا عليها ، لكنن الفضيحة هذه المرة جاءت "بجلاجل" كما يقول المصريون ، ليس لغرابتها واختلافها عن سابقاتها ، ولكن لتضخيم بعض مواقع التواصل التي نشرت بين الناس تفاصيل خبر مفاده اعتداء مجموعة من الأطفال على عرض حمارة-جنسيا- ما أثار موجة من الاشمئزاز والاستهجان وعاصفة من السخرية والتندر، اجتاحت المجالس والمقاهي و البيوت ، شخصياً ضحكت حتى الثمالة عند سماعي بالخبر، لكني استأت من إدانة الأطفال أكثر من استيائي مما أقدموا عليه ، ولو كنت رجل قانون لدفاعت عنهم وعن الحمارة معا، وبالمجان، ولن يكون في ذلك دعوة مني ولا فتوى بمعاشرة الحمير، كما يمكن أن يتبادر إلى بعض النفوس المريضة، والأذهان المتخلفة التي تجهل أن العلاقة بين الإنسان والحمير هي علاقة وطيدة ترجع إلى عصور بعيدة جدا، يُرجعها بعض الحمّارَة – أهل الاختصاص في علم الحمير وتاريخها- إلى عصر المشايعة البدائية أو إنتقال الإنسان من الصيد إلى التوطن في مجتمعات صغيرة، طما تروي لنا كتب التاريخ الكثير من الحوادث المشتركة التي تجسد هذه العلاقة الإنساحيوانية عامة، و الإنساحمارية خاصة، وأن مثل هذا الحدث الذي استغربناه واستنكرناه على الأطفال ، كان شائعا في القبائل و المجتمعات البدائية القديمة ولدى الحضارات الراقية (كاليونان والرومان والفرس) بدليل كثرة محاكمات الحيوانات عندهم.. و أنه في الديانات السماوية "أسفار اليهود" مثلا تسمح بمحاكمة الحيوانات ومعاقبتها في حالتين (الأولى) إذا تسببت بموت الإنسان (والثانية) في حال وجود اتصال جنسي معها ، وفي تعاليم المسيحية -المقتبسة من اليهودية- يُحكم بالإعدام على البهيمة التي تقتل الإنسان أو يتم الاتصال بها جنسياً.. أما في الإسلام فيرى فقهاء الشافعية ضرورة قتل البهيمة التي وطئها إنسان بدون حرق أو ذبح شرعي، في حين لا يرى فقهاء المالكية والحنفية ضرورة اتخاذ أي إجراء ضدها لانتفاء المسؤولية..أما القانون الأوروبي فيحفل بالأمثلة على تعامله مع مثل هذه القضايا حيث أنه بين عامي ( 1120- 1740) مثلاً حصلت أربع وعشرون محاكمة من هذا النوع في بلجيكا واثنتان وتسعون محاكمة في فرنسا وتسع وأربعون في ألمانيا..
فلو مكنني الله من علم القانون وكنت من أصحاب البدل السوداء، لاستندت في دفاعي عن الفتية والحمارة معا، وركزت على السؤال الذي لم يكلف الناس أنفسهم عناء طرحه ومناقشته، وهو ما الذي دفع الأطفال البؤساء لوطئ حمارة "خائسة"؟ قد أصدم الكثيرين إذا ما قلت بأني لم أكن مستغرباً ألبثة مما حدث ويحدث –وهذا معروف عند العادي والبادي- خصوصاً إذا ما عُرف أن الأطفال كما صرحوا لوسائل الاعلام محرومون من أي متعة وتسلية ، و يمنعون من الاختلاط بالفتيات ويرم عليهم الحصول على صديقة في مجتمع يحرم كل علاقة خارج الزواج وفي الوقت نفسه يعج بالمغريات التي تحرض على ممارسة الجنس، فهو عالم يعاني من أزمة خانقة من قلة الاحتشام على ما يبدو أصبحت النساء فيه لا يرتدين إلا القصير أو الخفيف وحتى المحجبات منهن تعصر قوامها الرشيق في سراويل يخال للناظر إليها بأنها خيطت على أجسادهن. وحتى إذا اعتكف الأطفال في بيوتهم تحاشياً لما قد يصادفونه في الشارع واكتفوا بمشاهدة التلفاز فإن الفضائيات توفر لهم ما لا يخطر على بال إبليس من المثيرات ، ولو احتشموا وقرروا مشاهدة البرامج الإخبارية فلاشك أن العديد من المذيعات الفاتنات سيطلن عليهم بأصاوتهن الناعمة وقدودهن الهيفاء وعيونهن الكحيلة الجميلة!
وإذا كان القارئ الكريم يرى أن الأمر مضحك، وفي ما يسمع من الحكايات/الفضائحية المتناثرة في مجتمعنا، من التسلية ما يجعله لا يفكر بأسباب إنتشارها كنتيجة طبيعية للعوز وفقدان الأمان، فيتعامل معها بحكم الندرة التي لا تؤسس لقاعد، رغم أن تواليها وتلاحقها، قد حولها إلى ظاهرة تثبت ان خللاً اجتماعياً و أخلاقياً وتربوياً قد تسلل إلى المجتمع فجعل ممارسة الجنس مع الحيوانات منتشرة بيننا حتى أصبحنا نسمع أن أحدهم أغوى ديكا قاصرا فاغتصبه فلم يحتمل المسكين وقضى ضحية شهوة مكبوتة، أما حوادث الماعز والبقر فأكثر من أن توجز في مقال كهذا.
على العموم فإنه والحالة هذه ليس من المنطقي السكوت على انتشار مثل هذه الفضائح، دون أن تكون حماية الأطفال على رأس الأولويات حتى يتحقق لهم ما يأملونه من الجهات الخدمية المناط بها مسؤولية الحفاظ على الأرواح والممتلكات والسلوكات.
أما أن يتكرر نفس سيناريو الفضائح دون معالجتها بما تستحق من الحزم والجدية، ويقتصر الإصلاح على تقديم المنحرفين للعدالة فقط، وكأننا لم نستفد من الفضائح السابقة. فهل ستكون فضيحة هذا الموسم دافعا لدراسة أسبابها ومسبباتها، أم أن الفضائح ستتكرر دون الاكتراث بدوافعها حتى يغرق الناس في بؤس نتائجها.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
ورئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وراء انتشار صرصار الطرقات -التريبورتور- ؟
- عود بعد غياب اضطراري !!
- من حق الملك أن يغضب من أجل شعبه !
- فساد الحكومة ، شماعة التنصل من الواجبات
- تنافر مواعيد الأعياد ؟؟
- ليس بغريب أن تتفوق الأنثى !!
- صبيحة جحيمية بمطار -شارل دوكول..
- من عاب الناس عابوه!!
- خاطرة ،الفساد .
- بالعقل والحوار تحل أعقد المشاكل !!
- وأخيرا اتفق العرب على التأكيد على عدم الإتفاق !!
- العبادات التطهيرية .. الانزلاقات!
- عقلية طاغية و العلاقة التبادلية!
- العطل ، تفضيل للكسل أم عزوف عن العمل؟؟
- ليس بالتكبير وحده يكون المرء مهابا !
- لقد أفسد رأيكم ود القضية !!
- رسالة ثانية مفتوحة الى معالي وزير التربية الوطنية والتكوين ا ...
- عسر الكتابة!!
- طاح التعليم ، علقوا الحجام!!
- غطرسة التدوينات وعجرفتها !!


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - اطفالنا بين الواقع والمأمول!