أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - فساد الحكومة ، شماعة التنصل من الواجبات














المزيد.....

فساد الحكومة ، شماعة التنصل من الواجبات


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5567 - 2017 / 6 / 30 - 15:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ف.
قمة البؤس ، أن يقتصر مفهوم الإصلاح لدى بعض المسؤولين على العبث بمصائر الشعب وإرهاقه وتفقيره وتجهيله وإهمال أوضاع طبقاته الاجتماعية الهشة و وكسر طبقته المتوسطة بإطلاق يد أحزاب الاستوزار ونخبها السياسية المتنعمة في خيرات البلاد ، وقادة نقاباتها المرفهة في حياتهم الخاصة ، الفقراء في حياتهم السياسية ، لتتلاعبب بشؤنهم التعليمة والصحية والمسكية والشغلية...
كم هو مؤسف فعلا تمكين مثل هذه النماذج الرديئة التي ليس لديها ما تعطيه ، ولا تنتظر إلا ما تأخذ ، من شأن الموطنين المسحوقين ، وهم لا يحسنون قراءة الأحدات ولا يستبقونها لتطوير لذواتهم ، ومؤسف أيضا تبني تلك النماذج لتوجات اجتماعية وسياسية ، تضخ الحقد وتؤجج روح الثأر، بغرض تحقيق الذات وعلى حساب ما يعيشه الوطن والمواطن من مرارة الواقع ، ومؤسف أكثر ما ينتجه ذاك الواقع بؤس وأفواج الفقراء والمحتاجين الذين تتحول معهم قيم وأخلاق المجتمع إلى منظومة جرائم تشيع الانحلال والانحطاط ، تحت ذريعة العوز والجوع والحاجة ، الذي عجل بتبدلات تنذر بأفدح العواقب في بعض قيمه ومسلكياته ، التي تغذت خفية على فُتات غول الفساد ، وباتت معها الأصول القيمية هوامش ومنسيات تراثية فاقدة لقيمتها الأصيلة ، والتي من أخطرها على الإطلاق ، فكرة "ثقافة اللامبالاة" التي انتشرت بين مكونات المجتمع ، تحت مبررات واهية ، مفادها أن الحكومة مقصرة أو فاشلة أو فاسدة ، المبرارات التي لا يمكن أن يتخدها المواطن الصالح ، شماعة للتنصل من واجباته تجاه قضايا وطنه ، أو دريعة لإلغاء مسؤولياته نحو مواطنيه ، لأن فساد الحكومة و صلاحها ، تقصيرها و قصورها أو فشلها ، أمور لا تصلح أن تكون حجج للتخلف عن تأدية الواجبات الوطنية ، التي يجب أن تكون العلاقة بينها وبين مسؤوليات الحكومة عكسية ، بحيث لا يحق لأي كان الركون إلى اللامبالاة والاسترخاء والتفرج على ما يحدث في بلاده ، دون أن يبدل جهدا لخدمتها ، حيث ينبغي له ، بل ويجب على جميع المواطنين ، كل حسب موقعه، مضاعفة الجهود لتحقيق مصالح المجتمع إذا حدث تقاعص حكومي في إنجاز ما يخدم المواطن ، أو تقصر أو فشل في القيام به ، فكلما ازداد تقصير الحكومة أو تفاقم قصورها أو كثر فشلها ، تحتم على المجتمع المدني أن يبدل - بشكل تطوعي -كامل جهده ووقته لتدارك التقصير أو القصور ، في جميع الميادين التي تصب في بوثقة خدمة المجتمع .
والأخطر من كل هذا وذاك ، والذي لا يكفي معه وفيه ، لا تأسف المتأسفين ولا تحسر المتحسرين ، هو صمت عقلاء الأمة حيال انتشار هذه الفكرة المدمرة والهدامة ، وعدم تحريك أكثريتهم ساكنا لصدها أو تغييرها، ربما يقول قائل ، أنهم معذورون في ذلك لسببين اثنين، الأول منطقي وإن كان غير مقبول ، وهو أن وقوف أي كان في وجه الخطأ والفساد يجر عليه عداء كل الجهات الفاسدة والداعمة للفساد، وهم كثر. والثاني والغير المنطقي والمرفوض، وهو أن أكثرية الناس لا ينتصرون للموقف الصحيح وإن كانوا أصحاب مصلحة فيه، مبدعدين أنفسهم من المسؤولية ، تطبيقا للمثل المغربي المحبط للعزائم المكرس اللنهزامية : "بعد من البلى لا يبليك" والذي يماثله عند إخواننا المصريين :" ابعد عن الشر وغني له". الأمر الذي مكن الأفكار الفاسدة من غزو العقول والإستحواذ على الأفئدة ، والذيوع والإنتشار ، والتمسك بها حد العبادة في المجتمعات الجاهلة ، وتقديمها فرصة سانحة لخصوم الوطن لتوظيفها في مهاجمته وإرهاب وطنيينه بها للتخلي عن دعمه والدفاع عن حوزته .
فهل سيستفيق المجتمع من غفلته ويصحح تصرفاته اللامسؤولة ، اقتداء بأخلاق الرعيل الأول من الوطنيين الصادقين الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل أوطانهم ؟ لاشك أن ذلك ممكن الحصول بالتوعية الفاعلة والمتفاعلة ، كمفتاح تفكيك كل الظواهرة السلبية واحتوائها، وتشجيع الخلق على تحمل المسؤولية، ومواجهة الاعوجاجات السلوكية التي تخطف من المجتمع الفرحة والعذوبة، وتطارد من حوله جمال والحق وتغتال بهجة مشاعر الوطنية ..
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
ورئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنافر مواعيد الأعياد ؟؟
- ليس بغريب أن تتفوق الأنثى !!
- صبيحة جحيمية بمطار -شارل دوكول..
- من عاب الناس عابوه!!
- خاطرة ،الفساد .
- بالعقل والحوار تحل أعقد المشاكل !!
- وأخيرا اتفق العرب على التأكيد على عدم الإتفاق !!
- العبادات التطهيرية .. الانزلاقات!
- عقلية طاغية و العلاقة التبادلية!
- العطل ، تفضيل للكسل أم عزوف عن العمل؟؟
- ليس بالتكبير وحده يكون المرء مهابا !
- لقد أفسد رأيكم ود القضية !!
- رسالة ثانية مفتوحة الى معالي وزير التربية الوطنية والتكوين ا ...
- عسر الكتابة!!
- طاح التعليم ، علقوا الحجام!!
- غطرسة التدوينات وعجرفتها !!
- رهان إصلاح التعليم؟؟
- زمن القيم والمعاير المقلوبة !!
- رسالة مفتوحة الى معالي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني ...
- التضليل المتعمد والتحريف المقصود!!


المزيد.....




- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...
- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - فساد الحكومة ، شماعة التنصل من الواجبات