أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - من عاب الناس عابوه!!














المزيد.....

من عاب الناس عابوه!!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5556 - 2017 / 6 / 19 - 13:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من عاب الناس عابوه !!
لاستمرار العلاقات الإنسانية حية ، لا خيار لنا سوى ان يبدأ كل منا بنفسه ويسمو بها فوق عقدها.. ويباعد بينها وبين الركون الى افتعال المشاكل الوهمية التي لا يتورع أحدنا في انتقاد غيره بها وإتهامهم بذنبها ، كأسهل الطرق وأخطرها في نفس الآن، لإثبات أنه على حق خاصة عند تعدد الآراء، أو تقديم الأدلة على خلوه من العيوب ، إذ ليس هناك ما يؤثر سلبا على الروابط الإنسانية ويسير بها إلى المنعطفات المسدودة ، أكثر من انتقاد الآخرين لأتفه الأسباب وأحقر الأشيا ، واتهامهم بالتقصير، أو ضحالة الفهم . الانشغال بعيوب الغير، ونسيانه أو تناسيه أنهم بشر ، وأنهم يصيبون ويخطئون، كما في الحديث: "كل بني آدم خطاء، وخير والخطائين التوابون" .
فكم هو قبيح أن ينسى الإنسان عيوب نفسه الأمارة بالسوء، والتي تحتاج إلى المجاهدة والعلاج ، وينظر إلى عيوب غيره بمنظار مُـكـبّرة يرى به القـذاة الدقيقة في عين أخيه ولا يرى "العمش" في عينيه" والذي عبر عنه الشاعر بقوله البليغ:
قبيح من الإنسان ينسى عيوبه *** ويذكر عيباً في أخيه قد اختفى
فلو كان ذا عقل لما عاب غيره *** وفيه عيوب لو رآها بها اكتفى.
ولذا يجب ألا يحرص المرء على التفتيش عن عيوب الآخرين ، وتتبع عوراتهم ، وتضخيم معايبهم وإظهارها بدعوى إصلاح أحوالهم ، وكلنا يعلم أنه من المستحيل إصلاح الكثير من الأمور ،بفضح الخفايا والأسرار التي سترها رب العالمين ، وعليه أن يكتفي بالخير الذي يظهره الناس في وجهه، مراعاة لحجم عقولهم ، لأنه غير مضطر لتصحيح تفكيرهم أو سلوكهم ، بقدر ما هو مجبر على إصلاح نفسه ، التي سيسأل عنها قبل غيرها، مصداقا لقوله تعالى: " كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ " سورة المدثر 38، لأن الانشغال بعيوب الناس آفة من آفات اللسان، وعيب من عيوب النفس المؤدية إلى شيوع العداوة والبغضاء بين أبناء المجتمع الواحد ، لأن لكل يكره من يخوض في أعراض الآخرين ويعيبهم بما فيهم، أو بما فيه ، ويشهر عيوبهم ويترك حسناتهم أو يتناساها ، فيفتح على نفسه باب الغيبة وسوء الظن ، والرد عليه بالمثل أو بأشد منه ، فتحدث القطيعة وتنتشر العداوة والبغضاء ، وقد قيل في المثل السائر " من عاب الناس عابوه" ، وقال الشاعر:
لسانك لا تذكر به عورة امرئ ... فكلك عورات و للناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك معايباً ... فصنها و قل يا عين للناس أعين
وقالت مجموعة جيل جيلالى في إحدى أغانيهم :"يا ذوك اللايمين رفقوا من حالي ، لاش تعيبو فقولي وافعالي ، شدرت انا شدرت فيما يجرى لي ، مناش الي اخترت لعيوب ديال !!"يتبع.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خاطرة ،الفساد .
- بالعقل والحوار تحل أعقد المشاكل !!
- وأخيرا اتفق العرب على التأكيد على عدم الإتفاق !!
- العبادات التطهيرية .. الانزلاقات!
- عقلية طاغية و العلاقة التبادلية!
- العطل ، تفضيل للكسل أم عزوف عن العمل؟؟
- ليس بالتكبير وحده يكون المرء مهابا !
- لقد أفسد رأيكم ود القضية !!
- رسالة ثانية مفتوحة الى معالي وزير التربية الوطنية والتكوين ا ...
- عسر الكتابة!!
- طاح التعليم ، علقوا الحجام!!
- غطرسة التدوينات وعجرفتها !!
- رهان إصلاح التعليم؟؟
- زمن القيم والمعاير المقلوبة !!
- رسالة مفتوحة الى معالي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني ...
- التضليل المتعمد والتحريف المقصود!!
- ماذا لو فازت لوبين بالرئاسة؟؟
- ولد لفشوش والحكومة الجديدة !!
- لماذا لا نلغي منصب الوزير؟؟
- استجداء المناصب التنفيذية !!


المزيد.....




- 31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات نتنياهو وخطة الاحتلال ال ...
- وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية يدينون تصريحات نتنياهو و ...
- -إسرائيل الكبرى-.. 31 دولة عربية وإسلامية تصدر بيانا مشتركا ...
- فلسطين تحذر من هجمة إسرائيلية -غير مسبوقة- على الكنائس
- حركة طالبان الأفغانية تحيي الذكرى الرابعة لاستيلائها على الس ...
- 31 دولة عربية وإسلامية تهاجم تصريحات نتنياهو وخطط الاستيطان ...
- في ذكرى السيطرة على أفغانستان.. زعيم طالبان يُحذّر من أن الل ...
- الرئاسية العليا: الاحتلال يستهدف الكنيسة الأرثوذكسية في القد ...
- إسلاميون أجانب يطالبون الدولة السورية بمنحهم الجنسية
- زعيم طالبان يحذر الأفغان: الله سيعاقب بشدة الذين لا يشكرون ا ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - من عاب الناس عابوه!!