أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - خاطرة المساء ..2017 م















المزيد.....

خاطرة المساء ..2017 م


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 5604 - 2017 / 8 / 8 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خاطرة المساء ...
كنت دوما متفائلا بالرغم من قتامة المشهد السياسي والاصطفاف الطبقي والطائفي والاثني ، وما يدور على الساحة العراقية ...سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، داخليا وخارجيا ، وما مر على العراق طيلة العقود الأربعة الأخيرة من حياة شعبنا .
دائما كنت أتذكر هذا القول [ الشعب ما مات يوما وأنه لن يموتا
أن فاته اليوم نصر ففي غد لن يفوتا ].
ولدي قناعة راسخة بأن حركة المجتمع هي كحركة الزلزال!.. الذي يحدث على كوكبنا ، لا يمكنك التنبؤ بموعد حدوثه ومقدار قوته وعدد الارتدادات التي يحدثها والتصدعات وحجمها ، وكذلك الحراك الاجتماعي ( الثورة الاجتماعية ...أو قاطرات التأريخ مثلما أسماها ووصفها شيخنا الجليل كارل ماركس ) .
اليوم الجموع الغفيرة التي خرجت لتعبر عن سخطها ورفضها لهذا الواقع والبؤس الذي هي عليه ، وما قاسته عبر هذه العقود العجاف ، وما نالته على أيدي هذه القوى المتخلفة والظلامية ، التي أمسكت بزمام الأمور بعد 2003م ، والتي أتت على كل ما فيه حياة ...وبالرغم من كل المناشدات التي تطلقها حناجر المتظاهرين ، والهبات لجماهير شعبنا وقواه السياسية في سوح التظاهر ، رغم ذلك لن يصغي المتربعون على دست السلطة لهذه المناشدات ، ولمنطق العقل والضمير ، ويرحموا الناس وينتشلوهم من هوتهم التي وضعوا بها من قبل هذه القوى الفاسدة ، والقيام على تلبية الحد الأدنى من مقومات العيش الكريم لهم ، بل ازدادوا أيغالا وعنجهية وطغيانا ، ولن يلتفتوا الى هذه الملايين التي تعاني من جحيم الفساد والافساد والطائفية والمحاصصة والارهاب بكل أشكاله ، من داعش.. والميليشيات الطائفية والعنصرية ، وغياب الأمن والخدمات ، والبطالة المتفشية بين القوى القادرة على دخول سوق العمل ، والانهيار والتمزق المجتمعي المريع ، وذهبت هذه الفئة الباغية بسرقة كل شئ ..سرقة البسمة والفرح والاطمئنان من أبناء شعبنا ، وعدم الشعور بحلاوة الحياة وبهجتها ، ولا بالسعادة والرخاء الذي يرجوه ويتمنوه !
فهؤلاء لم يسرقوا المال العام فقط!.. وحولوه الى خزائنهم في البنوك الخارجية ...بل سرقوا وطن بكامله ! ...واليوم يَعِدون الملايين ؟..بأنهم سَيُعَدِلون المسيرة ههههه ؟!!...ويحاربون الفساد والطائفية والحد من سلطة الميليشيات وهيمنة الأحزاب الدينية الاسلاموية ، على مقدرات البلد ؟
وكأن من سرق كل شيء .. قوة خارقة جاءت من كوكب خارج كوكب الأرض ؟... و ليس هم !.. وأحزابهم وزبانيتهم ورواد حاناتهم ، المسيطرين على دور العهر والنخاسة ، وتجار السلاح والمخدرات ، وتحت أعينهم واشرافهم !!..
ومحاولاتهم تظليل الناس !.. بأنهم سينهضوا بالبلد !!.. وبثورة ( عرمرم ) ثوروية انفجارية ؟!!
وراحوا يهرولون الى الأمام وبشكل ديماغوغي وغبي !!..تفاديا من أن ينال الشعب وينتقم منهم ومن شرورهم !.. لكذبهم وفشلهم وفسادهم الذي فاق كل التصورات !.. ولم يسبقهم أحد في ذلك !.. فقد نالوا وبامتياز مع مرتبة الشرف ؟.. ومنحوا الدرجة الأولى في فسادهم وخرابهم وفشلهم !، وليغدقوا على هذه الملايين بوعودهم وفبركاتهم الكاذبة ، من خلال خطاباتهم الرنانة ومشاريعهم العملاقة التي يعدون الناس بتحقيقها ومنذ سنوات !.. ولكن لن يقبض هذا الشعب ، سوى الجوع والموت وغياب الحياة والخدمات ، وغياب الأمن وانتشار السلاح وعصابات الجريمة التي تحصد يوميا ضحاياها في مختلف المحافظات ، وقد أقاموا جبلا من الجليد بين جنباته كل ما تتمناه الملايين المحرومة من كل ما لذ وطاب ! .. وفقدت هذه الملايين بفضل هؤلاء كل شيء !.. والأمل بحياة أمنة .. رخية وسعيدة كباقي خلق الله ؟!!
هذه الملايين من أبناء وبنات شعبنا التي خبرت هؤلاء ، وقاست الويلات نتيجة لسياساتهم المدمرة للعراق وشعبه ، لن تُلْدغ من جُحْرٍ مرتين !!
فقد خذلتهم هذه الفئة الضالة والمتحايلة واللعوبة ... مرارا وتكرارا ولسنوات عديدة ...واليوم تقول لهم الجماهير [ ألى موضع الأسرار قلت لها قفي ] ...فلن تصدقكم بعد اليوم رغم وعودكم وتضليلكم وكذبكم المكشوف !...ووقت التغيير قد أزف ...وجاء وقت الحساب والمكاشفة وتبيان المستور !!
أقولها مخلصا لهذه القوى !!.. بأن يتعلموا من تجارب التأريخ ، ومن الذي مروا به من تجارب مرة ومريرة !.. بأن يحسنوا الاختيار والتعامل مع الواقع !.. برجاحة وعقل وروية ، ويعلنوا فشلهم الذي لا يمكنهم التستر عليه أو اخفائه ، وحجم ما ارتكبوه بحق هذا الشعب من كوارث وما عرضوه من محن وويلات وخراب !! ... ويعتذروا لشعبهم ووطنهم ، ويعيدوا كل دينار سرقوه !...وما ليس لهم حق به ، ويعودوا الى مساجدهم وحسينياتهم ومدارسهم الدينية ..كرجال دين ووعاظ يبشرون لدينهم ومبادئه وقيمه السمحاء ، وما أمرهم الله به ، ويبتعدوا عن سلوكهم الشيطاني المعادي للدين وللدنيا وللحياة .
فلا يمكنكم الجمع بين السياسة والدين أبدا ، فهي من المتناقضات والمتقاطعات !...ولست أنا الذي أقول لكم ذلك ولكن تجارب التأريخ تأشر الى حجم الصراع والعنف الذي ارتكبته هذه الفئة التي أمسكت بالسلطتين الدينية والدنيوية في أوربا ، وكم من الملايين من الأبرياء ذهبوا ضحية الجمع بين السلطتين ، وفي أخر المطاف ولقناعة المجتمعات بأن الجدوى !.. هي انتزاع السلطة السياسية من رجال الدين وابعادهم عن الدولة وعن السياسة ، حينها تم فصل الدين عن السياسة بشكل كامل عام 1789م وعبر هذا التحول التأريخي ، تمكنت أوربا من التعايش بين شعوبها وساد الأمن الاجتماعي من خلال الدولة الديمقراطية العلمانية المدنية ، وتم حفظ حقوق رجال الدين وسواهم على حد سواء .
واليوم .. نحن نمر بمرحلة مفصلية ودقيقة وصعبة ولا يجوز التشبث بالسلطة !.. ولا تغريكم مغانمها ، فهي سلاح ذا حدين !!.. فلا تغرنكم مكاسبها فتقعون في وحل فسادها ، واتقوا الله في شعبكم ووطنكم .
على جماهير شعبنا أن لا تستكين ولا تتراجع عن أهدافها في قيام دولة المواطنة... الضامن الأكيد والوحيد لطموح شعبنا ...والمتناغم تماما مع حركة الحياة ومع مصالح الناس ، والناشر للأمن والسلام والرخاء في ربوع عراقنا الجريح والمدمر .
وعلى الجماهير أن تضغط ومن دون تردد أو تراجع ، عن الذي بدؤوه منذ عامين ، لتحقيق هدف بناء دولة المواطنة ، ومن أجل تحقيق العدالة والمساوات بين الجميع .
على النظام القائم اليوم أن يسارع بالبدء بالقيام بإصلاحات حقيقية ، وبما يعود على الملايين بالفائدة ، وبشكل ملموس ، ورفد مؤسسات الدولة المختلفة وعلى وجه الخصوص المؤسسة الأمنية ، بأصحابي الخبرة والكفاءة والنزاهة والوطنية ، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب ، بعيدا عن الطائفية والمحاصصة والتعصب ، من الوطنيين والمخلصين ، أصحابي الدرجات المعرفية والعلمية ، ومن أصحابي الخبرة الادارية ومن مكونات شعبنا المختلفة ، وتشكيل مجلس وطني للدولة ، من الخبراء والقانونيين والسياسيين والمستقلين لاعادة النظر في بناء الدولة ، وعلى أساس المواطنة ، وبما يضمن وحدة نسيجنا الاجتماعي ، وبما يصب في وحدة العراق وسلامة أراضيه ، وضمان عدم التدخل في شؤونه ،
والعمل على اصدار التشريعات والقوانين التي تساهم في أعادة هيكلة الدولة والمنظمات الاجتماعية والأحزاب السياسية ، والقيام ببعض التعديلات الدستورية والقانونية والتي تساعد وتساهم في عصرنة بناء الدولة والمجتمع وبما يحمي شعبنا وثرواته وأرثه الحضاري ، ويحافظ على كيانه في دولة ديمقراطية مستقلة وذات سيادة على كامل تراب الوطن، والطلب من المجتمع الدولى المساندة والدعم والحماية وخاصة الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة ، وتشريع كل ما من شأنه أن يعزز النهج الديمقراطي العلماني ، وعدم وضع العصي في عملية إعادة بناء الدولة وعلى أساس سليم ورصين وحقيقي ، وبذلك نكون قد وضعنا قدمنا على السكة وفي المسار السليم والمنقذ لحاضر ومستقبل بلدنا وشعبنا وبشكل متوازي ، العمل على هزيمة الارهاب والارهابيين ، لنعيد للعراق وجهه الحضاري وبسمته وألقه ومكانته بين الأمم .
صادق محمد عبد الكريم الدبش .
7/8/2017 م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم لٍعَلْمانٍيَة ْ الدولة .. لا للدولة الدينية !
- نَعَمْ لِعَلْمانِيَةْ الدولة .. لا للدولة الدينية ! الجزء ال ...
- لا تجني من الشوك العنب 2017 م !
- بهرز !.. وقطع الماء عنها ؟
- حدث .. وتعليق !
- حوار ... مع الذات .
- الطريق غير سالك !..لتراكم المطبات والحواجز ؟!
- للفقراء والمعدمين رب يستغيثونه !؟
- علينا ان لا نفقد بوصلتنا
- الوطنية غير موجودة في بازار الساسة ؟
- قالت هلا توقفت قليلا ؟!
- اسامة النجيفي !.. مؤامرة الشواف !.. ( ثورة ؟! ) ؟
- الطائفة .. والطائفية .. ونظامنا السياسي الطائفي ؟!
- تحرير نينوى .. مدخل لتحرير العراق !
- الانقلاب على المنطق !... هو المنطق ذاته !
- ما أشبه اليوم بالبارخة !
- عريان السيد خلف في العناية المركزة منذ ايام ؟!
- تعديل الى أين نحن سائرون ؟
- يوم حداد وطني على حدباء نينوى !
- هل كانت الشيوعية قبل فتوى الحكيم غير ملحدة ؟


المزيد.....




- فيديو: أهالي الرهائن الإسرائيليين يتهمون نتنياهو بتقويض الات ...
- صادق خان يفوز بفترة ثالثة قياسية كعمدة للندن
- جيرونا يهدي الريال لقب الدوري الإسباني برباعية أمام برشلونة ...
- النيابة المصرية تكشف عن هوية أبو حمزة تاجر الأعضاء البشرية ب ...
- الطوائف الشرقية تحتفل بسبت النور
- محلل سابق في CIA يتوقع انتهاء العملية العسكرية بسيطرة روسيا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية أيمن زعرب أحد قادة -لواء رفح- جن ...
- قيادي بارز في حماس: الحركة لن تسلم ردها للوسطاء هذه الليلة
- تواصل المظاهرات عبر العالم تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غز ...
- حزب الله يقصف 4 مواقع للاحتلال وغارات إسرائيلية على جنوب لبن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - خاطرة المساء ..2017 م