يوم حداد وطني على حدباء نينوى !

صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 5559 - 2017 / 6 / 22 - 22:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يوم حداد وطني على حدباء نينوى !
الحدباء تم تشيدها من قبل ( نور الدين زنكي ) في القرن السادس الهجري (1170-1180 م) ... أي أن عمرها يناهز التسعة قرون، يُعتبر الجامع ثاني جامع يُبنى في الموصل بعد الجامع الأموي الكبير في دمشق ، يشتهر الجامع بمنارتهِ المحدَّبة نحو الشرق، وهي الجزء الوحيد المتبقي في مكانه من البناء الأصلي للجامع .و تقرن كلمة الحدباء مع الموصل !... وتعد المنارة أحد أبرز الآثار التاريخية في المدينة.
بعد تسليم الموصل الى عصابات داعش الأرهابية من قبل القوات المنتشرة في أنحاء محافظة نينوى ، ودخول داعش مدينة الموصل في 10/6/2014 م ، وقد خطب فيها لأرهابي زعيم تنظيم ما يسمى ( الدولة الإسلامية ) أبو بكر البغدادي في 4 يوليو تموز 2014؛ السادس من رمضان ، حيث كان أول ظهور له بعد تسليمها من قبل القوات العراقية ومن دون أي مقاومة تذكر .وتعرض المسجد للقصف عدة مرات في معارك عديدة بعد احتلالها في عام 2014 .
واليوم تم تدميرجامع النوري ومنارته الحدباء في 21 يونيو حزيران 2017.م
.في القرن الثالث عشر الهجري ، حاول محمد بن الملا جرجيس القادري النوري ترميم الجامع. اتخذ له في الجامع تكية عام 1281 هـ ، وتوفي عام 1305 هـ.
[ وتنتشر في الموصل الكثير من الخرافات حول سبب الانحناء، ومنها أن النبي الخضر مر بالمنارة فمالت خجلا منه، أو أن الإمام علي جاء لزيارة حفيده علي الأصغر فانحنت احتراما له، ويستدلون باسم منطقة (دوسة علي) المجاورة.
خرافة أخرى تقول انه لما أسري بمحمد إلى السماوات السبع، مر بالموصل فانحنت له، وهذا مستحيل حيث بنيت المئذنة بعد وفاة محمد بقرون. وقال النصارى أن المنارة انحنت لمريم العذراء والتي يقال أنها مدفونة قرب أربيل، أي باتجاه ميلان المنارة.]
يتألف المبنى من مصلى مستطيل الشكل مساحته 143 متر مربع (قياسه 7،15x20 م)، أرتفاع المئذنة 55 متر مساحة المسجد 5850 متر مربع .
السؤال هنا من المسؤول عن كل هذا الموت والتقديرات تشير الى اليوم في مدينة الحدباء ب( 40.000 ) اربعين الف ضحية ، ومليون و700 ألف نازح والاف المصابين اضافة الى الخراب الهائل في البنية التحتية وفي مؤسسات الدولة المختلفة وفي المساكن والطرق ووسائل الاتصال !؟
من المسؤول عن احتلال داعش لخمس محافظات عراقية وما يقرب على نصف مساحة العراق ؟
من المسؤوا عن ضحايا سبايكر وعمليات النهب والأغتصاب والقتل للمكون الأيزيدي والمسيحي وغيرهم ؟

من المسؤول عن تخاذل القوات العراقية بمختلف صنوفها ، وتمكين داعش من العبث بأرواح الناس وبممتلكاتهم ووعمليات الأغتصاب وبيع النساء في سوق النخاسة ؟ .. من المسؤول عن كل الذي جرى وما زال يجري لليوم ؟
من هو المسؤول عن كل ما جرى ؟... ونريدهم بالأسماء ومراكزهم العسكرية والسياسية ؟.. واليوم وليس بعد حين فقد أنقضت السنة الثالثة لهذا الطوفان المدمر ، ولم تتبين خيوط الجريمة والمسؤول المباشر عنها !!... ومتى سيتم تقديمهم الى القضاء ؟.. أو الى محكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب !
وهل كبار المسؤولين في الدولة والمؤسسة الأمنية وقاداتها الرئيسيين والميدانيين معفيين من المسائلة ؟
لا يمكن أن تمر هذه الجرائم وغيرها من دون مسائلة ومحاسبة وتطبيق العدالة .
والشئ الأخير أتوجه الى فخامة السيد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومجلس النواب وأقول لهم !... ألم يحن الوقت لتقديم استقالاتاكم وبشكل جماعي نتيجة ما حدث اليوم من كارثة وطنية التي كانت تعتبر رمز للعراق ولشعبه وتراثه وتأريخه ؟..

هل فعلا ستخطون الخطوة هذه ؟ وأن كانت متأخرة !.. ولكنها خطوة جريئة وتنم عن شعور بتأنيب الضمير وتقصير وقصور في أداء مهماتكم وفق ما هو منصوص عليه في الدستور !
وأخيرا .. هل ستعلنون الحداد لمدة أسبوع وتنصبوا مجالس العزاء وتندبوا حضوضكم وحضوض شعبكم الذي يموت يوميا وبطرق الموت المختلفة ، وهي عديدة ومعروفة لدى الجميع .
المصدر : منقول من الموسوعة الحرة /ويكيبيديا العربية ..
صادق محمد عبد الكريم الدبش
21/6/2017 م

#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات