أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم الحناوي - إنسانية الشيخ ومعنى ابو عجادة














المزيد.....

إنسانية الشيخ ومعنى ابو عجادة


كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 5597 - 2017 / 7 / 31 - 17:59
المحور: سيرة ذاتية
    


إنسانية الشيخ ومعنى ابو عجادة
كاظم الحناوي
مدخل الحديث عن البعد الإنساني لشخصية المرحوم الشيخ شنشول منشد ابو عجادة وهو من عشيرة الجوابر ال بو شطيط الى الغرب من مركز قضاء الخضر.
هو الباب الذي ظل مفتوحاً منذ منذ نعومة اضفاره الى يوم وفاته (وهو انشاء الله دائم بيت عز يستمر باولاده)، والباب المفتوح لم يكن للزوار فقط وإنما لأصحاب الحاجات والقضايا الاجتماعية والمادية والتي يعرف القادم ان عند الشيخ شنشول الطلبات لاترد، ومن ساعد في بناء هذه الشخصية الوراثة ونوع الاصدقاء الذين ساعدوا في تفعيل كرمه وإنسانيته التي ليس لهما مثيل، بيت في وسط الصحراء كان مطعماً وملجأ للناس بمختلف طوائفهم وأعراقهم، وأشير إلى أن إنسانية وقوة الشيخ شنشول وعدم خوفه من نظام صدام الذي كانت الشيوخ انذاك يغردون ويرقصون بالاهازيج عند حضرته في نفس الوقت كان الشيخ شنشول يستظيف افراد من منظمة بدر والذين كانوا في واجب استطلاع في بادية السماوة استمر لفترة طويلة حيث اعتمدت اقامتهم على قوة الشيخ وكرمه . هذه الوقفة تجاوزت إطار الكرم بل التضحية بالنفس دون ان يمنع هؤلاء المطلوبين للنظام من اللجوء اليه .
اما عني فقد وفدت اليه لاجئا خائفا مع بعض الاخوة من قضاء الخضر في الانتفاضة الشعبانية في شهر نيسان 1991 حيث كان هناك مجموعة من اعراب البادية وألعاملين المتجهين الى السعودية، وهم لاعلاقة لهم بالانتفاضة، أهدانا الشيخ كلمات لن ننساها مطلية بمادة تحفظها لأطول فترة من الزمن وقال: إن انتفاضتكم بدأت حين اسقطتوا الصورة (ويقصد صورة صدام) وانتهت بعبور الحفت(خندق بين السعودية والعراق) وما بين الحفت والصورة ثلاثة اشهر...
ومن ثم بدأ يشرح لنا الوضع ومصير العراق بعد هذه الحرب وما قامت به دول التحالف بتوريط الناس الذين هم في الاغلب هربوا اما بسبب سرقة دائرة حكومية او بسبب الخوف من بطش النظام من دون ان يكون لهم ناقة أو جمل في الانتفاضة.
ومن المواقف التي تؤكد عظم إنسانيته مشهد تشييعه الذي تداعى له عشرات الآلاف، مشهد لم يحدث في أي احتفال أو عزاء ، كما ان زياتك لقبره تعطيك بعده الإنساني .. الشيخ شنشول يحمل كل القيم الموجودة في الكبار فهو لا يبغض من يختلفون معه، بل يدعوهم إلى ما هو صحيح وهو ليس كغيره حقود ناكر للجميل..هذا ما كان يردده اقرانه.
يقول عنه بعض رفاقه انه شخص حباه الله بقدرة على التفاعل مع المحيط، كان له بيتان مفتوحان في أي وقت لكل الناس، أحدهم في البادية والاخر بين افراد عشيرته المتمركزين قرب مدينة الخضر كان ودوداً مع أصدقائه وزملائه ويحب دائماً محاورتهم والجلوس إليهم وهو منشرح الصدر، فعلى المستوى الإنساني هو بشوش وقل ما يضيق صدره لحوار عبر تقديره لمواقف المختلفين وعبر تقبل الرأي الآخر، ويتجاوز الأمر سريعاً جداً، ولديّ معه تجربة في هذا الإطار حيث كلفني بمهمة تتعلق بالميراث وكتابة الوصية اعتذرت عن أدائها لأسباب تخصني، فقدر موقفي وتفهمه واستوعبه تماماً. يقول المرحوم كبيح سايب الحناوي: (كلما اجتمعنا تكون روح النكتة وخلق الابتسامة هي القاسم المشترك بيننا كما أن خلفيات الجالسين لها اثر كبير في بث هذه الروح حيث كانت تدور فقط في حلقة اصدقاء الشيخ).
اما المرحوم راهي صالح سمعته يقول عن الشيخ شنشول: (كل الناس الذين احتكوا به في المدينة او البادية تكون لديهم صور مختلفه، أي شخص يعطيه خصلة فمن التقاه في المدينة يعطيك اهم واروع خصال المدينة التي يحملها الشيخ شنشول ، ومن رآه في البادية يجمعه بمنزلة الكبار الذين يتحدث عنهم التاريخ العربي.. هو شيخ الشيوخ عبر السيطرة تامة على شخصه، لا تنفلت منه الكلمات، ليصبح الغضب ظاهراً وفي الفرح ابتسامة عريضة كشروق الشمس..
عندما كنت صغيرا أرهبه معتقداً أن الشيخ لايتحدث الا مع عدد محدود من الناس، لكن هذه الصورة تغيرت بمرور الزمن، فأصبحت افرح في المجلس الذي يكون الشيخ موجودا ، وهو لاينسى الحديث الاخير الذي دار بينك وبينه.. كان الشيخ شنشول لايود ان ينمي العلاقات مع المسؤولين الحزبيين في حكومة النظام السابق، وهذه الخصلة أفادته حيث لم تصبح لديهم معلومات عن اماكن تواجده لدعوته لحضور الاجتماعات مع المحافظ او ارساله مع الشيوخ للقاء رئيس النظام السابق، لكنه على العكس من ذلك متاح لكل الناس، يجالسهم ويتحدث معهم بتواضع.. له قدرة على التحدث مع الناس بمختلف مستوياتهم، جاد في حياته لا يتجاهل شيئاً، جاد في وقت الجد وفي وقت المرح مرح بحدود.
ويقول شقيقه مطشر منشد البوعجاده : عندما استولى احد العاملين عند الامير نايف بن عبد العزيز السعود على ثلاثة الاف رأس من الغنم عند بدأ حرب الخليج ولم يدفع اثمانها بسبب الحرب مع العراق وانقطاع الاتصال مع هؤلاء العاملين عند الديوان الملكي السعودي كان دائما رغم ان تلك الكمية الكبيرة من الغنم التي صودرت قصمت ظهره الا انه كان يحاول دائماً رفع روح ابنائه واخوانه المعنوية، وتحمل من الناس النقد، يسمع ولا يتأثر، لذلك خلافاته مع الآخرين كانت لا تتحول إلى صدامات شخصية.. صادق في علاقاته وتعاطفه مع الآخرين.. علما ان المبلغ لم يدفع الى اليوم وذهبت غنم الشيخ ثمنا لحسن ظنه بالاخرين نرجو من الله ان يجازيه على حسن الظن..
أما عن معنى ابو عجاده فهي جائت لان الافرشة في مضيفه لاتعقد ولا ترزم لكثرة القادمين والسائلين ولكي يجد الزائر كل صور الترحيب ومنها افرشة المجلس كاملة...



#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد فضيحة ايطاليا: أحزاب عنصرية اوربية قد تكون ممولة من حركا ...
- قانون حرية التعبير : دكتاتوريات المحيط ودورها في سن قوانين د ...
- هرطقات ما يسمى ب (الشيوعي الأخير)
- تهنئة سوف تفرح بها ، الخاص للخاص
- ميزة التخطي : هل ستقطع الطريق امام الصراعات؟
- قطر ومجلس التعاون صراع قيمي أنتجه عنصر جديد
- مدن تحتها ترقد حضارات
- النهضة العمالية ضرورة لمجتمعاتنا قبل المرحلة الديموقراطية
- بيان جمعية الاعلاميين الاكاديميين بمناسبة اليوم العالمي لحري ...
- الإتهامات الموجهة للحشد الشعبي
- فصائل الحشد الشعبي
- مرحبا شعب اليابان
- الحشد الشعبي .. من هم وما أهدافهم؟ (1)
- نعمة الامن والامان
- مشروع سيناريو وحوار مقدم الى اللجنة المشرفة لاستضافة معرض اك ...
- ألمانيا تخزن المؤن والعنصريون يدعون لبناء جدار خنزير؟!
- ليلة تمرمر الجيش على أردوغان (الجزء 5 والاخير)
- ليلة تمرمر الجيش على أردوغان(4)
- ليلة تمرمر الجيش على أردوغان (3)
- ليلة تمرمر الجيش على أردوغان (2)


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم الحناوي - إنسانية الشيخ ومعنى ابو عجادة