أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - ايقاع العصرنة ..تحديات الاستلاب وضرولرات التحديث














المزيد.....

ايقاع العصرنة ..تحديات الاستلاب وضرولرات التحديث


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5596 - 2017 / 7 / 30 - 12:33
المحور: الادب والفن
    


ايقاع العصرنة.. تحديات الاستلاب وضرورات التحديث
نايف عبوش
لا شك ان ايقاع العصرنة يتسارع في كل جوانب الحياة.وثورة الاتصال والمعلوماتية بفضائها المفتوح في كل الاتجاهات،اخترقت كل خصوصيات المجتمع.ولاشك ايضا ان الشبكة العنكبوتية،والقنوات الفضائيات ،صارت ادوات اختراق عابرة للحواجز المكانية،والقيمية،وبسرعة مذهلة.وقد انعكست عولمة الفضاء المعلوماتي،والإعلامي بشكل مباشرعلى ثقافة الجيل،وباشرت عملية اعادة تشكيل جديدة لرؤاه،خرجت عن زمام سيطرة الاسرة،والمجتمع.فالجيل الآن يمارس عملية محاكاة الية لكثير من السلوكيات التي تنقلها له تلك القنوات.وقد انعكست الكثير من التداعيات التي افرزتها عولمة ثورة الاتصال،والمعلوماتية،في سلوك الجيل بمظهرية شكلية،تجسدت في نمط الملبس،وقصة الشعر،والهوس المفرط في استخدام الحاسوب،والهاتف النقال،وأجهزة الميديا الاخرى.وبالرغم من كل ايجابيات التواصل الذي اتاحته الشبكة العنكوبوتية، والهاتف النقال، والفضائيات، الا ان عزلة الجيل التي فرضتها تلك الوسائل،بتنحيته عن واقعه الاجتماعي الحقيقي،وانشغاله بالاستخدام المهووس للحاسوب، والهاتف النقال،وملازمته التلفاز لساعات طويلة لمشاهدة افلام باهتمات مختلفة،قد فرض عليه نوعا من الخلوة شبه الاجبارية،التي اضعفت علاقاته الانسانية البينية،وجففت عواطفه الشخصية، واستولدت سلوكيات نمطية غريبة،متماشية مع المكونات المادية لتلك التقنيات التي انجبتها العصرنة،فتحول المستخدم الى ما يشبه الروبوت الآلي بعد ان اضمحلت ميوله العاطفية،وجفت ملاطفاته الاجتماعية،وتيبست احاسيسه المرهفة،وتبلدت مشاعره الوجدانية التي سلبتها منه تقنية الاتصال الساحرة.
ولاشك ان العزلة التي طوقت الجيل بتفاعله المهووس بتقنيات العصر،بتضافرها مع عوامل اخرى غيرها،هي التي حرمته من استلهاماته الوجدانية،التي كان اسلافه يتمتعون بها في تفاعلهم المباشر مع عناصر بيئتهم الطبيعية،والاجتماعية حيث يستفزهم جمال الطبيعة الخلاب، وتحركهم الالفة الاجتماعية، بمرموزاتها،السارة،والحزينة،فيستجيبون لها بانثيالات وجدانية، وقصائد شعرية،ومواويل غنائية.
وهكذا صرنا اليوم،امام جيل ذبلت ابداعاته الشعرية،وخمدت انثيالاته العاطفية،فحرمنا من طاقات كامنة كان يمكن ان تتفتق ابداعا شعريا، وعطاء فنيا،وانجازا فلسفيا،لو تمكنا من التعامل مع تحديات العصرنة بشكل متوازن،يوائم بين خصوصيات مجتمعنا،ومتطلبات التكيف مع الحداثة،وبالشكل الذي ينمي طاقات الجيل الابداعية،بالإضافة الى تمكينه من امتلاك ناصية معطيات العصر بوعي واقتدار،في ذات الوقت،وهو ما يطرح تحديا جديا،يتطلب الامر مواجهته برؤية رشيدة،ووضع معالجات هادفة له،قبل ان يستفحل وتصعب معالجته.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سماحة الإسلام في التعامل مع الغير
- حسين اليوسف الزويد..وحسن الجار ونكتة اقتدار تكامل نظم الزهير ...
- في ذكرى النكبة
- شجرة الزعرور
- العرب..والتعددية القطبية الدولية الناشئة
- تداعيات الربيع العربي على الحركة العمالية العربية
- الاستاذ زهير جلميران في ذاكرة الجيل الاول من طلابه
- القمر.. والليل.. والسهر.. في ذاكرة ايام زمان
- الكمأ.. والربيع في ذاكرة الماضي
- في ظاهرة الحنين الى الماضي
- اقتيات على ذكريات الماضي
- الشاعر معد الجبوري.. وجدل التوحد مع درة المدن ام الربيعين
- الشاعر الدكتور حسين يوسف محيميد الزويد يتواشج مع رعيل البردة
- النهوض باللغة العربية.. مخاطر الانزلاق الى العامية وتحديات ا ...
- المستهلك..وتنمية حس تدقيق صلاحية استعمال السلع
- الشاعر احمد علي السالم يتسلل الى مصاف الرعيل الاول من المداح ...
- مفتاح علي السالم..طبيب وأديب وفنان
- مجالس الدواوين..موروث اجتماعي رمزي بحاجة تفعيل
- تجليات الصبر في مرثية (الصبر هو الملاذ) للشاعر ابو يعرب
- التواصل الوجداني بين المبدع والمتلقي


المزيد.....




- السينما في مواجهة الخوارزميات.. المخرجون يتمردون على قوانين ...
- موسكو تستعد لاستضافة أول حفل لتوزيع جوائز -الفراشة الماسية- ...
- مهرجان الجونة السينمائي 2025.. إبداع عربي ورسالة إنسانية من ...
- تنزانيا.. تضارب الروايات حول مصير السفير بوليبولي بعد اختطاف ...
- باقة متنوعة من الأفلام الطويلة والقصص الملهمة في مهرجان الدو ...
- حريق دمر ديرا تاريخيا في إيطاليا وإجلاء 22 راهبة
- الإعلان عن 11 فيلما عربيا قصيرا تتنافس في مهرجان البحر الأحم ...
- هنا يمكن للمهاجرين العاملين في الرعاية الصحية تعلم اللغة الس ...
- قطر تطلق النسخة الدولية الأولى لـ-موسم الندوات- في باريس بال ...
- الممثل توني شلهوب يقدّم إكرامية بنسبة 340? إلى عربة طعام.. ش ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - ايقاع العصرنة ..تحديات الاستلاب وضرولرات التحديث