أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - الدم العراقي المهدور في شباط الأسود ..!















المزيد.....

الدم العراقي المهدور في شباط الأسود ..!


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1455 - 2006 / 2 / 8 - 09:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ثلاث مناسبات حزينة ، اجتمعت على الشعب العراقي ، في شهره هذا ، شباط الأسود ، أولاها ، أقدمها وأقدسها وأكثرها حرمة ومأساوية ، هي ثورة الشهيد الحسين ، على سلطة مغتصبة وجائرة ، مورست في قمعها قوة مفرطة بالوحشية ، لم يسلم منها حتى الطفل الرضيع ، في ظروف غير مواتية ، ودون تناسب في القوى ، فخلدها التاريخ منذ 1400 لأنها طرحت قيما سامية أمام المقهورين ، في مقاومة الظلم وسلطة البغي ، خارج إطار العدد والكم ، فعاشت في فكر وقلوب المغلوبين والمقهورين ، وظلت معاني وقيم هذه الثورة العظيمة بدلالتها ، المريرة والقاسية بنتائجها ، لا تمد بتجربتها العراقيين فقط ، بل أصبحت ملكا لكل من اكتوى بعسف سلطة الدين المطلقة ، وجور سلاطين الدين والمتاجرين به وفيه .
المأساة الثانية في هذا الشهر ، في الرابع عشر من شباط عام 1949 حين أقدمت السلطة الملكية العميلة للإنكليز ، على إعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي ، فهد وحازم وصارم ، انتقاما منهم للنجاحات التي حققها الحزب ، في توحيد الحركة الوطنية العراقية ، التي هيأة ظروفا وطنية ملائمة ، لنجاح وثبة كانون الثاني الوطنية ، في العام 1948 ، حيث أسقطت معاهدة بورت سموث الخيانية ، التي ضمنت حقوقا إضافية ومطلقة للإنكليز ، والتصرف بالشأن العراقي ، أرضا وشعبا ، وارتهان اقتصاد البلاد ، وخصوصا النفط ، تحت إدارة ونهب الشركات النفطية البريطانية لأجيال قادمة . حاول النظام الملكي العميل ، وحكام خونة من أمثال نوري السعيد وصالح جبر ، فرض هذه المعاهدة على الشعب العراقي بديلا عن معاهدة 1930 الجائرة ، إلا أن وثبة كانون الثاني ، أفشلت مسعى الحكام الخونة ، وألغت المعاهدة ، معمدة بدماء الكثير من شهداء الشعب العراقي ، فنتيجة لحقد هذا النظام ، على الحركة الوطنية العراقية ، وبالذات على الحزب الشيوعي العراقي أقدم على إعدام قادته .
والمناسبة الثالثة ، جريمة كبرى ، حزينة وقاسية ، تحل بالشعب العراقي في هذا الشهر ، يسجلها التاريخ العراقي المعاصر في 8 شباط من العام 1963 ، بحق خونة من القوميين العرب والبعثيين ، متواطئين مع شركات النفط ، والمخابرات الأمريكية ، على إسقاط ثورة 14 تموز ، كان نتيجتها التأسيس لحكم قومي ـ فاشي ، وسقوط آلاف الضحايا من شهداء الشعب العراقي ، نساء ورجالا ، في شوارع المدن والحواري الشعبية المقاومة للمؤامرة ، ولم تخلُ السجون من الضحايا الشهداء . لم يفرق القتلة بين شخص وآخر ، فكل أبناء الشعب هم مشروع قتل طالما لم يكونوا متآمرين منهم ، ظل العراق شهور عدة ، وهو يعيش في مأتم كبير وحزن عميق ، ورغم الضحايا التي فاقت كل تصور ، وبرغم أن الشهداء كانوا من كل القوميات والأديان والطوائف العراقية ، إلا أن الوطنيين والشيوعيين كانت حصتهم الأكبر ، من هذه الوليمة الفاشية ، المتحالفة مع المخابرات الأمريكية ، بقيادة رئيس البعثة الأمريكية آنذاك.
ضحايا الشعب ، كانوا أكثر مما يمكن عدهم وحصرهم ، قادة وكوادر وطنية ، مدنيين وعسكريين ، رجالا ونساء ، ناهيك عن كل قيادة ثورة 14 تموز الوطنية ، وأغلب قادة الحزب الشيوعي ورفاقه ، كان شهر شباط شهرا أسودا ، داميا وحزينا ، إلا أن الشعب العراقي لم يلق السلاح ولم يستسلم للنظام الجديد وميليشيات الحرس القومي ، فما هي إلا أشهر حيث تهاوى التحالف الفاشي ليسقط النظام العميل ، معترفا بعمالته قادته قبل غيرهم ، لينهض الشعب العراقي لاعقا جراحه ، محاولا إعادة بناء ما يمكن .الخسارة كانت عظيمة وقاسية بكل المقاييس ، ولم يجد الشعب حوله من يعينه على البلوى غير أبنائه .
ما يعانيه العراق والشعب في ظرفنا الراهن ، من مشاكل على مختلف الأصعدة ، ليس بمعزل عما أورثنا إياه الحكم الفاشي الساقط ، ولم تكن نتائج ذلك الحكم بعيدة عن تواطئه وتعاونه ، مع القوى الأجنبية ، وخاصة أمريكا ، التي أسقطته ، فالعراق ومنذ غابر الأزمان منطقة تحظى باهتمام القوى الكبرى ، ليس فقط لأنه ضمن منطقة استراتيجية ، وموقعه الجغرافي الرابط بين الشرق والغرب ، بل وأيضا لأنه آخر معين ناضب من الطاقة التي يتكالب عليها العالم اليوم ، فأمريكا لم تقدم على إسقاط النظام الفاشي ، من أجل حرية وبناء ديموقراطية للشعب العراقي ، كما يدعي البعض ، فأمريكا ، كانت على الدوام شريكا للنظام في كل الشرور التي ارتكبها ، ليس بحق دول الجوار فقط ، بل ما كان قبلا من تضييق على حرية الشعب العراقي ، وقمع قواه الوطنية ، وحتى الحرب الداخلية مع الكورد ، كانت هي وراء جرائمه تلك ، فإضعاف الحركة الوطنية والديموقراطية والتضييق عليها ، في أي مكان غير بلدها ، أمرمرغوب فيه وُيََسهل عليها أمر الحصول على ما ترمي إليه وتريد من أي نظام . لو كانت ، أمريكا ، فعلا ترمي لبناء الديموقراطيات في المنطقة ، ومن ضمنها العراق ، لما أقدمت على تحطيم الدولة العراقية ومؤسساتها ، ولما فتحت الحدود أمام قوى الإرهاب ، ولما سمحت بتأسيس الحكم وفق مبادئ المحاصصة الطائفية والعنصرية ، ولما تدخلت ، حتى اللحظة ، في الشأن العراقي .
أمن العراق ، سيبقى ملتبسا ، والدم العراقي ، سيبقى نازفا ، طالما كان قرار تلاقينا أو تباعدنا ، خصومتنا أو تصالحنا ، مرهونا بالقرار الأمريكي ، وطالما قادتنا السياسيون ، بكل طوائفهم وقومياتهم ، وبغض النظر عن معتقداتهم وأفكارهم السياسية ، يهرعون طالبين النصح والمشورة من عميد السفارة الأمريكية ، زلماي خليل زاد ، لحل ما يعاني منه الوطن ، ويشكو منه الشعب العراقي . من يبغي مشورة ونصحا من عدو فلن يجد سوى المأساة ، والمأساة هي أن نلجأ لتجربة المجرب الفاسد . قضيتنا التي نشكو منها عراقية بكل تفاصيلها ومفاصلها ، والحل عند العراقيين أنفسهم وبيدهم ، من غير أن يجتمع عقلاء العراق وناصحوه فيما بينهم ، ويتدارسوا الحلول الوطنية الواجب الاتفاق عليها وتنفيذها ، فلا حل ولا اتفاق ، ولن يكون الوفاق حاصلا بين طوائفه أيضا . العراقيون ، فقط ، وحدهم القادرون على إيجاد حلول ناجعة لقضاياهم ، قادة العراق ، إن أخلصوا النية له ، قادرون على إرساء الأمن والاستقرار ووحدة الشعب ، أما الأجنبي فلن نجد عنده سوى مبادئ فرقة وخلاف ، نتيجتها مجربة وملموسة ، مآس وأحزان جديدة ، تشمل الشعب وكل قواه دون تمييز ، وليس مهما إن حصل هذا يومئذ ، في شباط أم في كانون فالأمر سيان ..!
7شباط 2006



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستحقاقات ..والمحاصصة ..!
- ليوم الشهيد ..تحية وسلام ..! - بمنايبة يوم الشهيد الشيوعي
- الرصافي شاعر التحرر..يحاول إيقاظ الرقود ..!
- الانتخابات ...وتقرير البعثة الدولية لمراقبتها...!
- أيها العراقيون ..لا زال العراقي الفيلي مهَجرا..!
- عندما يتحول البغض إلى حب ..!
- من أجل من ..صلاحيات رئيس الجمهورية ..!
- تأبين الشهداء ..والحزب الشيوعي ..!
- المليشيات والحكومة والوضع الأمني ..!
- الديموقراطية والاستحقاق الانتخابي ..!!
- أين الديموقراطية ..؟ تضامنا مع سجين الفكر والرأي الدكتور كما ...
- الشعب العراقي جدير بالديموقراطية ..ولكن ..!
- البصرة - تتونس - وكركوك تدفع الخاوة ..!
- السيادة وقوات الاحتلال ..!!
- الفساد..وفضح الحرامية..!!
- فرهود ..!
- الحوار المتمدن ضرورة لواقعنا ..!
- هل سجن الجادرية بداية الحلم ..؟
- من يستحق تمثيلي غدا- ..؟؟/ حمى الإنتخابات ..!
- هل سيتم توطين الفلسطينيين في كوردستان العراق ..؟


المزيد.....




- فستان أبيض وياقة عالية.. من صمّم إطلالة العروس لورين سانشيز ...
- ترامب يشكر قطر على دورها في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو ...
- خبير عسكري: عمليات المقاومة تعيق تقدم جيش الاحتلال داخل غزة ...
- لا وجود لـ-المهدي المنتظر- في تونس
- ترامب يتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة -خلال أسبوع- ...
- فيديو لدب يتسبب في إغلاق مطار باليابان وإلغاء رحلات
- الجيش الإيراني يكشف حصيلة قتلاه خلال الحرب مع إسرائيل
- كيف تعرف أن بياناتك الشخصية في أمان؟
- في رسالة لمجلس الأمن.. أميركا -تبرر- قصفها لمواقع في إيران
- عراقجي: لا اتفاق مع استمرار تهجم ترامب على المرشد خامنئي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - الدم العراقي المهدور في شباط الأسود ..!