|
ليوم الشهيد ..تحية وسلام ..! - بمنايبة يوم الشهيد الشيوعي
هادي فريد التكريتي
الحوار المتمدن-العدد: 1449 - 2006 / 2 / 2 - 10:13
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
" دمُ الشهداء أنت أعُز ملكا وقاعُك أشرفُ الدنيا بقاعا " (الجواهري )
كل الشعوب على امتداد تاريخها النضالي ، قدمت الكثير من الشهدء " الضحايا " ، وصارت دماؤهم الزكية ، المراقة على دروب النضال الوعرة ، زيتا يوقد مشاعل الحرية ، لإنارة تلك الدروب ، " فلا نصب ولا أعلام " ، للمناضلين السائرين في هذا الدرب غير دمائهم ، ترشدهم لتحقيق أهدافهم الوطنية ، وفق مبادئهم السامية ، من اجل شعوبهم . .. الحركة الوطنية العراقية ، قدمت الكثير من الشهداء ، على مختلف العهود ، ثمنا باهضا لتحرير الوطن من الأجنبي واستقلاله ، كما خسر العراق الكثير من مناضليه على يد حكامه "الوطنيين " ، إلا أن الحزب الشيوعي العراقي كان له النصيب الأوفى والأوفر " حظا "من الشهداء ، من واقع العداء للشيوعية ، الذي قرره حكام العراق غير الوطنيين ، فالكثير من قادة الحزب الشيوعي ، تم إعدامهم دون ما جريمة مرتكبة ، سوى فكرهم وحبهم لشعبهم ، وإنهم وطنيون ، قبل أن يكونوا شيوعيين ، حرموا من حق تشكيل حزب خاص بهم ، ولم تمنح له فرصة للعمل السياسي العلني أسوة بالآخرين ، على الرغم من دعاوى نظام الحكم الملكي ، بأنه حكم دستوري وديموقراطي . 14 شباط هو يوم الشهيد الشيوعي ، سياسية ففي هذا اليوم من العام 1949 تم إعدام الرفيق فهد ، سلمان يوسف ، سكرتير الحزب وقائده ، والرفيقين محمد الشبيبي وزكي بسيم ، حازم وصارم ، عضوا المكتب السياسي ، وفي العام 1963 ، عام ردة شباط الفاشية ، تمت تصفية الرفيق سلام عادل ، حسين أحمد الرضي ، سكرتير الحزب ، تحت التعذيب ، كما تم قتل وإعدام المئات من الشخصيات الوطنية ، من قيادة ثورة 14 تموز الوطنية ، عبد الكريم قاسم ووصفي طاهر والمهداوي وعبد الكريم الجدة وماجد محمد أمين وغيرهم ، إضافة للعديد من أعضاء اللجنة المركزية وكوادر الحزب وأعضائه وجماهير الشعب ، ومابين شباط 1963 وحتى العام 1975 ، سقط الكثير من كوادر الحزب وقياداته مضرجين بدمائهم ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ الرفاق ستار خضير والخضري وغيرهم ، شهداء غدر وخيانة " الحزب الحليف " ، كما شملت التصفيات العديد من الكوادر والقيادات ، لأحزاب ومنظمات سياسية أخرى ، ومن أقطاب حكم لفترة سابقة ، مناهضة لحكم البعث . أما شهداء الشعب العراقي ، من الحزب الشيوعي العراقي ، ومن القوى السياسية الأخرى للفترة اللاحقة للعام 1975 وحتى سقوط الحكم الفاشي في العام 2003 ، بما فيهم شهداء الأنفالات والمقابر الجماعية ، فهم كثر ولا يمكن حصرهم وتسميتهم ، فالشهداء كلهم مواطنون عراقيون ، ومن قوى سياسية وشخصيات وطنية مختلفة ، ناضلوا واستشهدوا ، ضد سلطة فاشية ودكتاتورية ، ومن أجل بناء عراق حر وديموقراطي خال من كل قهر واستبداد ، فاحتراما لشهادة من أرخص دمه للوطن ، وقدسية لهذا اليوم العظيم ، وعدم تجزئته تحت تسميات مختلفة ، الأحرى تسمية هذا اليوم باسم " الشهيد الوطني العراقي "، أسوة بتسمية "الجندي المجهول " ، على سبيل المثال ، فهو للوطن وليس لحزب أو تنظيم أو فئة مهما كانت ، فالكل ساهم والكل أرخص دمه ، فلا ينبغي أن تتفرق وتتكاثر أيام الشهداء ، بل ينبغي توحيدها .إن كنا صادقين وجادين في مسعى لوحدة الوطن ، ووحدة شعبه ، فهذا يتطلب إعادة النظر ، فيما أقدمت عليه الحكومة ، وما انفردت به من توقيت وتسمية ليوم الشهيد ، ب " شهيد المحراب "، ولا يخفى من مغزى ودلالة طائفية لهذه التسمية ، الأجدى لها دلالة الوطنية . فما فرضته من موقع السلطة ، فيه إنكار لشهداء كل مكونات الشعب العراقي من القوى السياسية الوطنية والديموقراطية ، التي تخالف الحكم في وجهة نظره ، وهذا الإنفراد من جهة واحدة بالتسمية ، لن يوحد الشعب ولا أيامه ، ولا يحول دون أن تطلق القوى الأخرى أسماء تخصها ، أو تغير ما لم توافق عليه ، إن لم يكن اليوم فغدا . تعدد قومياتنا وأدياننا وطوائفنا ، وتعدد أحزابنا وقوانا السياسية ، تفرض علينا أن نعمل جاهدين ، بكل ما نملك من قدرة وسلطان ، على وقف نزيف دماء أبناء الوطن ، التي تهدر بغزارة في كل يوم ، فلسنا بحاجة بعد لشهداء آخرين ، فلدينا ما يكفي منهم ، وعلى الجميع ، كل القوى ، أن يتوجهوا، لتكريم الشهداء عن طريق بناء وحدة حقيقية للوطن ولمواطنيه ، وبذل العطاء ، وبسخاء لعوائلهم ، وترسيخ تقاليد إقامة أواصر علاقات وطنية صادقة وحميمية بين عوائل الشهداء ، بغض النظر عن القومية أو الدين أو الطائفة، ودون أي اعتبار للفكر السياسي أوالتنظيم الحزبي ، فكل الشهداء الضحايا ، هم من الشعب العراقي ومن أجله ، وعلينا تكريم هذا اليوم ، بما ينسجم والحالة المقدسة للشهادة ، التي وحًدت بين الشهداء ، على مختلف قومياتهم وطوائفهم ومعتقداتهم الفكرية والسياسية.! 1شباط 2006 سياسية
#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرصافي شاعر التحرر..يحاول إيقاظ الرقود ..!
-
الانتخابات ...وتقرير البعثة الدولية لمراقبتها...!
-
أيها العراقيون ..لا زال العراقي الفيلي مهَجرا..!
-
عندما يتحول البغض إلى حب ..!
-
من أجل من ..صلاحيات رئيس الجمهورية ..!
-
تأبين الشهداء ..والحزب الشيوعي ..!
-
المليشيات والحكومة والوضع الأمني ..!
-
الديموقراطية والاستحقاق الانتخابي ..!!
-
أين الديموقراطية ..؟ تضامنا مع سجين الفكر والرأي الدكتور كما
...
-
الشعب العراقي جدير بالديموقراطية ..ولكن ..!
-
البصرة - تتونس - وكركوك تدفع الخاوة ..!
-
السيادة وقوات الاحتلال ..!!
-
الفساد..وفضح الحرامية..!!
-
فرهود ..!
-
الحوار المتمدن ضرورة لواقعنا ..!
-
هل سجن الجادرية بداية الحلم ..؟
-
من يستحق تمثيلي غدا- ..؟؟/ حمى الإنتخابات ..!
-
هل سيتم توطين الفلسطينيين في كوردستان العراق ..؟
-
هل مؤتمر الوفاق بداية الحل..؟
-
الشهداء والقتلة والحكومة ..!
المزيد.....
-
محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
-
القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
-
شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني
...
-
هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
-
مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين
...
-
بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو
...
-
بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
-
المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا
...
-
بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
-
السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|