أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - السيادة وقوات الاحتلال ..!!














المزيد.....

السيادة وقوات الاحتلال ..!!


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1408 - 2005 / 12 / 23 - 07:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الكثير من الكتاب والمثقفين ، عندما يكتبون عن القوات الأمريكية في العراق ، لا يصفونها بقوات محتلة ، إنما يحاولون أن يعطوا صورة وردية عنها ، خصوصا بعد أن تغير اسم هذه القوات إلى " قوات دولية متعددة الجنسيات ". هذه التسمية لم تغير من الواقع شيئا ، فلا زالت القوات الأمريكية ، تنتهك سيادة العراق ، حيث إدارة قواتها العسكرية ، والسفارة الأمريكية ، تسكن القصر الجمهوري عنوان السيادة الوطنية العراقية ، وهذا ما يستفز مشاعر كل العراقيين ، والسفير الأمريكي له القول الفصل ، ويتدخل في شؤون البلد ، الصغيرة والكبيرة ، وما يقوله ينفذه المسؤولون وهم صاغرون ، وزراء وزعماء أحزاب وقيادات سياسية ودينية .
كل ما كانت تمارسه قوات الاحتلال وقياداتها ، عندما دخلت العراق قبل ما يقارب الثلاث سنوات ، ُيمارس اليوم ولم يتبدل شيء جوهري بالمرة ، إنما تبدلت بعض الوجوه ، وبعض وسائل وأساليب الحكم فقط ، نتيجة لتغير الواقع المرتبط بتغيير نهج وقناعات الإدارة الأمريكية في واشنطن ، وتخبط سياساتها في إدارة الصراع العراقي ، للوصول إلى حل ونتيجة أفضل لما تعاني منه قواتها في العراق ، ليس لتحقيق مصلحة الشعب العراقي ، بل لتحقيق حل أفضل للمأزق الذي هي فيه ، ومحاولة لأن تظهر نجاحا في مهمتها ، أمام شعبها الذي بدأت تتنامى معارضته لسياسة حكومته التي ما عادت قادرة على تحقيق أهدافها في المنطقة وفق ما هو مخطط له من قبل ، فإدارة الاحتلال والقيادة السياسية الأمريكية ، غيرت ولا زالت تغير من مواقفها وأساليب تعاملها مع القوى السياسية العراقية ، وفق ما تقتنع به قيادة هذه القوات من وسائل لحسم الأمر لصالحها ، إلا أن النتيجة واحدة ، تخبط في الحلول ، وبالمقابل ، هيمنة كاملة على القرار السياسي العراقي ، أما ما أطلقته من شعارات الديموقراطية ، وإقامة الحكم الديموقراطي البديل للحكم السابق ، وتسليم السيادة الكاملة للعراقيين ، وحق العراقيين في إدارة شؤونهم ، فهي شعارات زائفة ، يكذبها الواقع ، لإرضاء غرور الساسة العراقيين المتشدقين بالحرية والديموقراطية ، ولامتصاص حقد وكراهية الشعب العراقي المتزايدة والمتنامية للقوات الأمريكية ، نتيجة التدخلات السافرة في شأنه الداخلي ، وعدم احترام رأي الحكومة ، باستشارتها على الأقل ، في اتخاذ الكثير من القرارات التي تخص البلد ، والتي هي من صميم سيادة العراقيين وحقهم في معالجة أمور تخصهم ، وتخص النظام السابق وأركانه ، فإطلاق سراح عراقيين معتقلين ، لدى القوات الأمريكية وعلى أرض عراقية ، من وزراء ومستشارين مختصين بابحاث اسلحة فتاكة ، وتهريبهم خارج العراق ، دون علم الحكومة والجهات المسؤولة عن اعتقالهم وتقديمهم للمحاكمة ، يعتبر هذا بكل القيم والمفاهيم خرقا للسيادة العراقية ، وإدانة سافرة للنهج الذي تمارسه الإدارة الأمريكية في العراق . مرة أخرى ، إن إطلاق سراح متهمين بقضايا تخص الشعب العراقي ، بهذا الشكل المهين ، ودون محاكمتهم عن الجرائم التي ارتكبوها ، لا يعتبر فضيحة لجريمة تهريب مجرمين ، ترتكبها القوات الأمريكية فقط ، وإنما تدخلا فضا في الشأن العراقي ، وخرقا لمبادئ الحرية والديموقراطية والسيادة التي تتمشدق بها إدارة بوش ، تسعى لنشرها وتطبيقها ، ليس في العراق لوحده ، وإنما في منطقة الشرق الأوسط كله . كان بود العراقيين أن يسمعوا احتجاجا من حكومتهم ، فهذا ليس شأنا حكوميا تتقبله أم لا ترضى عنه ، إنما هو تعد صارخ وتجاوز على حقوق الشعب العراقي كله ، وبكل المقاييس يعتبر إهانة للشعب وتجاوزا على حرية قراره ، واعتداء على كرامته الوطنية ..فهل نسمع احتجاجا رسميا من الحكومة بهذا الشأن .؟ وهل يستدعي السيد رئيس الوزراء ، الدكتور إبراهيم الجعفري ، السفير الأمريكي زلماي خليل زاد ، ويبلغه احتجاج الحكومة العراقية على سوء التصرف المسيء للشعب العراقي الذي قامت به القوات الأمريكية . وهل سيحتج السيد عبد العزيز الحكيم على هذا التصرف ، باعتباره زعيما لأكبر تكتل سياسي ، ويقود مظاهرة مليونية احتجاجا على انتهاك السيادة العراقية ..أتمنى أن أرى ..! وهل سينتهي هذا الفعل عند هذه الجريمة فقط .؟أم إن هذا جس نبض ، ومراقبة لردة فعل الحكومة ، سيتبعه تهريب لآخرين ..؟
22 كانون أول 2005



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد..وفضح الحرامية..!!
- فرهود ..!
- الحوار المتمدن ضرورة لواقعنا ..!
- هل سجن الجادرية بداية الحلم ..؟
- من يستحق تمثيلي غدا- ..؟؟/ حمى الإنتخابات ..!
- هل سيتم توطين الفلسطينيين في كوردستان العراق ..؟
- هل مؤتمر الوفاق بداية الحل..؟
- الشهداء والقتلة والحكومة ..!
- سياسات غير وطنية ..!
- بانوراما عربية..!
- هل من ضرورة لتحافات وطنية..؟ القسم الثاني والأخير .
- هل من ضرورة لتحالفات وطنية ..؟
- مجرد شك ..! يا سيادة الرئيس .!
- أنتم أعلم بأمور دنياكم ..!
- ..! المليشيات وتدهور الوضع الأمني
- العراق ..وجامعة الدول العربية ..وعمرو موسى..!
- الديموقراطيون الجدد..!
- ديموقراطية الاحتلال..!
- لا..لمسودة الدستور الطائفي ..!
- الحكم لازال بيد مريكا ..أيها السادة !!


المزيد.....




- الحرب في أوكرانيا.. بوتين يكشف تفاصيل اتصاله الهاتفي مع ترام ...
- ترامب يوضح ما تريده روسيا بعد مكالمته مع بوتين حول حرب أوكرا ...
- عشرات القتلى في غزة بآخر 24 ساعة مع تصعيد إسرائيل العملية ال ...
- هل ترامب الضعيف مفيدٌ لروسيا؟
- -لا للمعايير المزدوجة-.. رئيس وزراء إسبانيا ينتقد مشاركة إسر ...
- فضيحة مدوية في فرنسا: تواطؤ حكومي وتلاعب بالتقارير لإخفاء تل ...
- بعد اكتشافها اليوم.. كم تبلغ القيمة الإجمالية لأكبر سرقة في ...
- ضحاياه رجال أعمال وأطباء ومديرون.. القضاء التونسي يحتفظ بـ-ا ...
- بوتين: من المهم لروسيا وأوكرانيا إيجاد حلول وسط مقبولة للطرف ...
- سوريا.. صرف مكافأة -سخية جدا- لموظفين قاما بحماية أهم متحف ف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - السيادة وقوات الاحتلال ..!!