أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مقلد - دماء على كرسي الخلافة -26-















المزيد.....

دماء على كرسي الخلافة -26-


علي مقلد

الحوار المتمدن-العدد: 5594 - 2017 / 7 / 28 - 19:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لم يترك أمراء الحرب في العصور الإسلامية الأولى نقيصة ،إلا ارتكبوها في صراعهم الدامي على السلطة ، فقتلوا وصلبوا ومثلوا بالجثث ، وسبوا النساء واغتصبوا الأبكار ، ونهبوا القرى والمدن بل وهدموا المساجد حتى الكعبة نفسها "قدس الأقداس" ، عند المسلمين لم تسلم من الأذى ، وقد رأينا في مقالات سابقة ، كيف سنّ بني أمية رماحهم وسيوفهم ، على كل من خرج عن طوعهم ، ونافسهم على الخلافة ، فعاثوا قتلا وتشريدا لآل البيت النبوي "وهم ذرية علي بن أبي طالب من فاطمة بنت النبي " كذلك فعلوا مع الخوارج ، ومع كل الثورات التي اندلعت ترفض حكمهم وجبروتهم .
لكن في مقال اليوم ، نصل إلى مستوى جديد من الفجر في الخصومة والصراع على كرسي الخلافة ، وهو الصراع الذي اندلع داخل البيت الأموي نفسه ، عندما راح كل أمير يرى نفسه أحق بالخلافة ، من ابن عمه ، فيقوم بقتله أو خلعه ، والاستيلاء على السلطة لنفسه ، ولعل ذلك – مع قوة شوكة بني العباس وانتشار دعوتهم- ما عجل بسقوط دولة بني أمية ، غير أن قتل ذوي القربى ، لم يكن جديدا على "آل أمية" فقد فعلوها من قبل في بداية ملكهم ، لكنها بالطبع تفاقمت في آخر أمرهم ، وعجلت بنهاية مأساوية لدولتهم، فالخليفة الوليد بن عبد الملك ، سبق أن قتل ابن عمومته "عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق" ولذلك قصة نرويها باختصار ، أنه لما مات معاوية بن يزيد والذي يقال أيضا ، أنه قتل من قبل أهله لزهده في السلطة ، نودي بعبد الله بن الزبير خليفة للمسلمين – كما رأينا في مقالات سابقة في هذه السلسلة - ، ودانت له كل الأمصار عدا بعض المناطق بالشام ، التي بقيت على ولائها للأمويين، إلا أنهم لم يرضوا بخلافة خالد بن يزيد بن معاوية لصغر سنه، وسعى من بني أمية مروان بن الحكم وعمرو بن سعيد الأشدق للخلافة ، فاتفقت القبائل الموالية للأمويين بعد مشاورات ، على أن تكون الخلافة لابن الحكم ، ومن بعده لخالد بن يزيد ، ومن بعده لعمرو الأشدق ، لكن قبل أن يتوفي مروان تجاوز خالد والأشدق، وأخذ البيعة لولده عبد الملك ، ومن بعده عبد العزيز بن عبد الحكم ، وهو ما رفضه عمرو بن سعيد، وأعلن الخروج على عبد الملك ، ثم تراجع ، إلا أن الأخير غدر به بعد أن أعطاه الأمان ، وقُتله سنة 70هـ ، كما يشك بعض المؤرخين في أن عمر بن عبد العزيز أيضا ، مات مسموما من قبل "آل أمية " لأنه حرمهم من نفوذهم وأموالهم.
نعود لقصة مقال اليوم ، وهي الصراعات الدموية الداخلية ، التي مُني بها البيت الأموي ، بعد موت هشام بن عبد الملك عاشر خلفاء بني أمية ، وأحد أقوى رجالهم والذي حكم نحو عشرين عاما ، والذي بلغت الإمبراطورية الإسلامية في عهده أقصى اتساعها، فقد بلغت جيوشه أبواب "بواتيه " في فرنسا ، ويعد موته نهاية العصر الذهبي لبني أمية، ثم جاء من بعد هشام ، الوليد الثاني بن يزيد الثاني ، الحاكم الحادي عشر في سلسة خلفاء بني أمية ، وهو لم يقم في السلطة سوى سنة واحدة وشهرين ، فقد ثار عليه أبناء عمومته ، طمعا في الملك، حتى قتلوه في قصره بقرية تسمى البخراء ، قرب "تدمر " بالشام سنة 126 ه‍ ، وكان على رأس القتلة ، محمد بن خالد القسري ، ويرجع السبب في ذلك ، أن الوليد كان قد أمر بالقبض على خالد بن عبد الله القسري وتعذيبه حتى مات ، فكان أن توجه ابنه محمد على رأس الجماعة التي قتلت الوليد ، انتقاما لوالده (خالد القسري) وأخذا بثأره ، ولم يكتفي بقتل الخليفة ، بل قطع رأسه وحملها إلى دمشق ، وعلقها بأحد أعمدة الجامع ، وبذلك انتهى عهد الخليفة الحادي عشر وانزلقت الدولة الأموية نحو الهاوية.
ثم جاء يزيد الثالث بن الوليد ، ليصبح الخليفة الأموي الثاني عشر، بعدما ثار على ابن عمه ، لكنه توفي بعد توليه الخلافة بقليل فلم يدم حكمه أكثر من ستة أشهر ، ولم ينعم بالسلطة التي خطط لها وقتل ابن لعمه لأجلها ، ثم تولى أخيه إبراهيم بن الوليد السلطة ، وصار الخليفة الأموي الثالث عشر ، وهو أيضا لم يدم حكمه طويلا إذ لم يبايعه إلا أهل دمشق، و خالفه ولم يعترف به مروان بن محمد بن مروان بن الحكم " والي إقليم أرمينية وأذربيجان " ، وأقوى وأشجع أمراء بني أمية حينئذ ، وهو أيضا كان طامعا في الخلافة ، ولذلك لم يعترف لإبراهيم بالسلطة ، فقد عده مسئولا هو وأخوه يزيد الثالث عن مقتل الخليفة الحادي عشر ، الوليد الثاني ، وكانت هذه مناورة من مروان ، للقفز على كرسي الخلافة ، وأخذها لنفسه بالطبع ، فقد كان يرى أنه الأصلح لتولى الخلافة ، وتضميد جراح بني أمية النازفة ، ووأد الثورات المنتشرة في ربوع الإمبراطورية الإسلامية ضد الخلافة .
بالفعل جاء إبراهيم بن الوليد للسلطة ، في فترة اضطراب الدولة الأموية ، ولأنه يعرف أنه ومن قبله أخيه ، وصلا إلى السلطة على جسد ابن عمهما ، فقد أمر بقتل اثنين من أبناء الخليفة الوليد الثاني "المقتول" خوفا على حكمه ، ومع ذلك لم يقم في الخلافة سوى سبعين يومًا، وانتهى حكمه بخلعه من ملكه ، عندما حاصر مروان بن محمد دمشق وسيطر على الدولة ، مما دفع الخليفة إبراهيم للتنازل عن الخلافة ، ثم اختفى عن المشهد العام ، ثم ظهر بعد أن أمنه مروان على نفسه وماله ، حتى قُتل مع من قتل من بني أمية ، حين سقطت دولتهم على يد العباسيين، سنة 132 هـ ،وقيل غرق في معركة نهر الزاب.
عندما تسلم مروان محمد الخلافة ،كان يظن أنه قادر على "لم شمل" الأمويين من ناحية ، وإحباط المؤامرات ، على دولتهم من ناحية أخرى ، لكن كان قد "سبق السيف العذل"، فلم يستطع الوقوف في طريق الثورات المشتعلة التي يقودها العباسيين وآل البيت النبوي والخوارج في كل مكان خاصة تلك التي اندلعت من خراسان ، وظل مروان في الخلافة نحو ست سنوات قضاها في الحروب والكر والفر مع جيوش العباسيين ، بداية من معركة "الزاب" والتي وقعت أحداثها على نهر الزاب الكبير ، أحد روافد نهر دجلة شمال العراق، وحتى مقتله بصعيد مصر .
بمقتل مروان بن محمد ، تغرب شمس الخلافة الأموية ، وتسدل الستار على جزء مهم من التاريخ الإسلامي ، والذي شهد معارك وصراعات كثيرة على السلطة ، في المقال القادم نوضح كيف اشتعلت ثورة العباسيين ، وكيف تضخمت في غفلة من بني أمية المتصارعين على السلطة ، حتى استطاعوا القفز على الحكم ، ليبدءوا تاريخا جديدا ، من القتل وسفك الدماء أيضا، من أجل الحفاظ على "كرسي الخلافة".



#علي_مقلد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دماء على كرسي الخلافة -25-
- دماء على كرسي الخلافة -24-
- دماء على كرسي الخلافة -23-
- دماء على كرسي الخلافة 22
- دماء على كرسي الخلافة 21
- دماء على كرسي الخلافة 20
- دماء على كرسي الخلافة 19
- دماء على كرسي الخلافة 18
- دماء على كرسي الخلافة 17
- دماء على كرسي الخلافة 16
- دماء على كرسي الخلافة 15
- دماء على كرسي الخلافة 14
- دماء على كرسي الخلافة 13
- دماء على كرسي الخلافة -12-
- دماء على كرسي الخلافة -11-
- دماء على كرسي الخلافة -10-
- دماء على كرسي الخلافة 9
- دماء على كرسي الخلافة 8
- دماء على كرسي الخلافة 7
- دماء على كرسي الخلافة - 6-


المزيد.....




- مسيحيو فلسطين يشتكون إلى بابا الفاتيكان عنف المستوطنين الإسر ...
- ماذا بعد سحب الصلاحيات الفلسطينية من المسجد الإبراهيمي؟
- فرحي أبنك مش هيعيط ولا يزن خالص .. تردد قناة طيور الجنة الجد ...
- تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025.. ثبتها لعيالك الأن
- أحمد العبادي يساءل السيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية حول ...
- قائد الثورة الاسلامية: شعبنا سيحقق النصر بالتأكيد
- لماذا يستهدف تنظيم -الدولة الإسلامية- الأقليات؟
- دروز إسرائيل يدعون أبناء الطائفة لعبور الحدود مع سوريا
- فرحي أبنك مش هيعيط ولا يزن خالص .. تردد قناة طيور الجنة الجد ...
- تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025.. ثبتها لعيالك الأن


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مقلد - دماء على كرسي الخلافة -26-