أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حين نكتشف ما هو مكتشف.... قصة قصيرة














المزيد.....

حين نكتشف ما هو مكتشف.... قصة قصيرة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5589 - 2017 / 7 / 23 - 01:52
المحور: الادب والفن
    


حين نكتشف ما هو مكتشف

بحكم ما تألف عليه س من وحدة بعد أن عجز أن يجد له شريكة حياة بشروطه المتعجرفة قرر أخيرا أن يقطع عضوه التناسلي أحتجاجا على ما ألت إليه الأمور، كل ما كان يخشاه أن تسفر العملية عن فقدانه الحياة لذا لم يترك بابا ذا معرفة في الأمور الطبية دون أن يطرقه، لم يلتفت للنصائح الأفلاطونية التي كانت تحاول منعه من تنفيذ قراره، بل مضى في قراره وعزم أن يفعلها لو حصل على إجابة شافية ترضيه.
في عيادة الدكتورة م ص كانت أخر خطواته العملية حين أخبرها على أستحياء عن مشروعه بكل أعذاره ومبرراته....
كانت الدكتورة م ص تصغي إليه بأهتمام مبالغ فيه وعند الأنتهاء من سرد ما يريد أخبرته حقيقتين، الأولى على ضرر على حياته ولكن سيواجه مشاكل وظيفية فقط وهذا الأمر سيسبب له الإزعاج والمضايقة وهناك خيار أخر هو أن يخصي نفسه وتنتهي الحكاية بكل سلام.
قبل أن تكمل حديثها عن الحقيقة الثانية فاجأها بالقول (وهل الخصي سيبرر له أحتجاجه على ما هو فيه) عالجته بجواب ساحق.....
_ تعرف أني كنت أبحث عن رجل يملك ما تملك من شجاعة وقد أكون أنا من تقبل بكل شروطك لو قررت العودة عما تنوي فعله...
_ ولكنك سيدتي قد لا تحتملين قسوة ما أريد وأنت كالزهرة اليانعة أمامي....
_ هذا ما كنت أريده تماما وقد أضربت عن الأقتران بكل من تقدم لي لكنني لا أملك جزء من قوة إرادتك كما لا أملك الخيارات التي عليها أنت.... قد يكون قدري أن أجد نصفي الثاني في اللحظة التي لا أستطيع الإمساك فيه لذا فحزني يبدأ حين تذهب لتفعل ما هو غير عقلاني.
_ وهل يعنيك ذهابي شيئا ما؟
_ بكل تأكيد هذا جزء من سلسلة بدأت حين أحسست أن نداء أنوثتي يتمرد على واقعي.
_ قد أفكر في خيار بديل ولكن من يضمن لي أن بقاءك على قرار مجنون مثل هذا سيكون نهاية سعيدة (قالها وهو يشعر بشيء من الجنون والحيرة).
_ أنا من يضمن....
لقد أيقن س أن قراره قد يكون متسرعا أو فيه شيء من التهور في الوقت الذي يمكنه أن يجد من يسمع أو يستجيب، بالرغم من مكانته الأجتماعية التي تتيح له الحصول على أكثر من خيار مناسب أو تعديل بعضا من شروطة لينعم بحياة مثمرة، إنه الآن في صدد مراجعة شاملة لأفكاره وربما يقرر التخلي عن عزمه طالما أنه وثق بكلام الدكتورة.... شيء من الفرح أعتراه وقرر أن يبدأ من جديد مع زهرة بيضاء وأخرى حمراء سيبعثها من بائع الزهور القريب جدا من عيادتها....
في اليوم التالي وبأناقته المعهودة توجه لعمله وهو يبحث في وجوه الناس عن صورة لروحه المرحة والتي أنعشتها كلمات دكتورته الموعدة، الغريب أنه لم يلمس أي تغيير في وجوه من ألتقاه بل تكاد تكون الوجوه هي ذات الوجوه المعتادة ..... هنا أدرك أن الحياة ليست نرأة لأرواحنا بقدر ما أرواحنا هي مرأة للوجود.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجديد في فهم الدين أم تجديد في الرؤية الدينية
- النص الديني وإشكالية القراءة
- عالم ما بعد الدين .... عالم ما بعد المعرفة
- العمامة الدينية ومستلزمات الصراع البيني في المجتمع الديني ال ...
- في مسائل توظيف الوعي لبناء المعرفة وتنمية الميل العقلاني للن ...
- أسئلة مأزومة قبل الأنتحار
- معيار التفريق بين التفسير والتأويل وحقيقة التدبر في فهم النص ...
- راهنية النص ومشكلات القراءة المتتالية زمنا وحالا
- بسط مفهوم الكفر ومفهوم الإيمان
- حقيقة المحكم والمتشابه في النص الديني، تفريق المفهوم أم توفي ...
- المجتمع العلماني وحلم الإنسانية بالسلام
- الجبر والأختيار والحرية في التكليف
- الإسلام التاريخي ونظرية الحكم
- المشروعية ومصدر الإرادة
- سعدي يوسف ومحاولة الظهور على سطح الموت
- قيمة التجربة التأريخية
- جدلية الفرد والجماعة
- إسلام ومسلمون
- محاولة في الأنتصار على الذات
- منهج الأنتصار


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حين نكتشف ما هو مكتشف.... قصة قصيرة