أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - عندما يَغدرُ الصاحب














المزيد.....

عندما يَغدرُ الصاحب


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 5585 - 2017 / 7 / 19 - 17:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




"الأخُ نَسيبُ الجسدِ والصديقُ نسيبُ الروحِ" الإمام جعفر الصادق...
يحكى أن رجلاً رأى كثرة معارف ولده وأصحابه، فأشكلَّ عليه، عندما أخبره ولده بأن كل أولئك إنما هم أصدقائه، فقال الأبُ: أيعقلُ هذا!؟ إنكَ متوهمٌ يا بُني، أو أنكَ لا تعرف معنى الصداقة الحقة؛ فثارت حفيظة الأبن وقال: فهل يمكنك أن تعرفني معنى الصداقة؟ فقال الأب: إنما الصديقُ وقت الضيق، عندها تعرف من هو صديقك حقاً ومن هو صاحبك...
قال الأبن: وهل ثمة فرقٍ بينهما؟ قال الأبُ: نعم، فالصاحب قد يرافقك لفترةٍ زمانيةٍ محددة، ولأجلِ مصلحةٍ معلومة، وقد ينقلبُ يوماً ما عدواً لك، على عكس الصديق، الذي يخاف عليك كنفسهِ أو أكثر، فقال الأبن: زدني يا أبي، قال الأب: قد ترى أني لا أملك من الأصحابِ إلا القليل فضلاً عن الأصدقاء؟ قال الأبن: بلى، وبصراحةٍ يسوؤني ذلك يا أبي، فقال الأب: إنما أملك من الأصدقاء واحدٌ ونصف، وهو كَنزٌ ثمين...
ضحك الإبنُ وقال: أما الواحد فنعم ولكن ماذا تعني بالنصف؟ قال الأبُ: لنجري تجربةٌ أمامك وبإشرافِ أصحابك، إرتدوا ملابس شرطة واحضروا عندي، ثُمَّ قولوا أنني متهم بقضية قتل، وأن الادلة كلها ضدي، عندها سأتصل بالواحد والنصف من أصدقائي، وسوف تتعلمون الكثير...
بدأت التجربة كما خُطط لها، وأتصل الأبُ بأحد صديقيه، فجاء مسرعاً وأستعلم الخبر، ثُمَّ حضر عند صديقه(الأب) وقال: لا عليك يا صديقي سأوكل أفضل المحامين للدفاع عنك، وسأتكفل بعائلتك وجميع أمورك، حتى تثبت برائتك، ولن أتخلى عنك أبداً، فشكره الأبُ وقال إذهب راشداً، فلما ذهب سأل الأبُ إبنهُ: ما رأيك؟ قال نِعمَّ الصديق هو! قال الأب: فهذا مَنْ قصدتُ به النصف، فقال الأبن مستغرباً: فمن الواحد إذن وكيف يكون؟!
أمسك الأب هاتفهُ متصلاً بصديقه الآخر، فحضر على الفور، وعندما دخل وإستعلم الخبر قال: من ضابط التحقيق؟ فأشاروا إلى أحدهم، فقال له: أكتب يا حضرة الضابط أنني القاتل، وأن صديقي بريئ...
هنا تنتهي القصة، ويتبين لنا معنى الصداقة الحقة، ولعل أحدنا يقول: ليتني أمتلك نصف الصديق، فكيف بالذي يمتك صديقاً في هذا الزمن؟! يجب عليه أن يُمسك بهِ ولا يفرط بهِ أبداً...
بقي شئ...
أردتُ أن أكتبَ عَنْ غَدر الصاحب، لكني لّمْ أستطع، فكتبتُ عن معنى الصديق! لعل هذين البتين من الشعر الشعبي، تبين غدر الصاحب:
داريتك وأعرفك ناكر المعروف ..... والخاطر الخاطر صار الك خاطر
بس إنتَ لئيم وما يغزر بيـــــك ..... لا زاد وملح لا عِشرة النــــــــــــــادر
.................................................................................................
حيدر حسين سويري
كاتب وأديب وإعلامي/ العراق



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دماء الشهداء تُطالب بإلغاء الأستفتاء
- تحرير الموصل: رَمَقُ أرملةٍ وصراخُ أيتام
- لماذا نَحنُّ إلى الماضي؟
- مؤتمر بغداد: هل هو إيمانٌ أم كُفرٌ وإلحاد؟
- إلا المصلين
- قَدَرٌ
- عزيز العراق بس بالإسم!
- المناهج التربوية وإنعدام الهدف!
- الحكيم والسيسي: زعيمان في الوقت الأضافي
- وكم عَلَّمتُهُ نَظمَ القَوافي!
- (إلا طحين) صار طحين
- رؤية في بناء إتحاد كرة جديد
- (علي) قراطية
- الفنان العراقي بين مهنة الفن والبحث عن مهنةٍ أُخرى
- خيانة الأباء
- الشمعدان تتزين بمسابقة الشعر
- الإحباطُ، ليس لهُ إلينا سبيل
- تلعفر: متى موعد التحرير؟
- نفاق الدعاة
- أسف


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - عندما يَغدرُ الصاحب