أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نواف خلف السنجاري - خطاب لرجل ضائع














المزيد.....

خطاب لرجل ضائع


نواف خلف السنجاري

الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 11:04
المحور: كتابات ساخرة
    


أتوق إلى لغة أخرى، تستوعب أحزاني وجنوني.. إلى شوارع أخرى لا تسألني عن عنواني أبدا، عندما أهيم على وجهي وأتسكع بلا هدف.. فالضياع هو مهنتي الأولى،وإدمان الشعر والأرق هما هوايتي المحببة.. كم أحتاج إلى أناس آخرين غير هؤلاء البشر – نصفهم مال ونصفهم جشع – الذين لا يميّزون الجمال عن القبح إلاّ بالميزان ولا يفرّقون بين الخطيئة والأيمان إلاّ حسب مصالحهم ، كم أود أن أخرج من متاهات الزمن؟!
كنت أخاف من حزن ذلك اليوم وكآبته.. أود لو يمسح من التقويم.. بلا انتظار وجدت نفسي أعيش نفس يومي المشؤم بنشاط ! لقد عرفت كيف أحول خوفي وهزيمتي إلى انتصار لأن هذا هو الهدف.. و استطعت أن أحول حزني العميق إلى قمة حيوية ، إلى بداية حرفة و ختام لحقبة مأساوية. كيف أسلط الضوء إلى أعماقي المظلمة
و اجعلها تشع بريقا ؟ فهذا هو الفن الحقيقي! كيف اشخص مواطن ضعفي و قوتي و أغطي غرائزي بقناع سميك.. و انشر شفافية روحي كالبلور تحت الشمس.. و أبدل وجودي العادي إلى حضور ساحر مبهر، و أحول تأثيري الباهت على الناس إلى حاجة ملحة لكلماتي.. كيف أحول طيبتي المعهودة إلى مارد جبار ؟؟ هذا هو غاية كل شيء و هذا هو عملي القادم.
حرفتي الجديدة هي أن أقول ما أريد كما تودون انتم،و أن أحول وضوحي إلى طلاسم تقض مضاجعكم.. لن أعطي لكم شيئا بعد الآن قبل أن اقبض ثمنه أضعافا مضاعفة.. لن اطلب منكم شيئا مهما كان تافها و سأعطيكم كل ما تريدون مهما كان صعبا، بابتسامة الكريم المنتصر.. لن أتكلم بعد الآن قبل أن تسألوني و لن أنصحكم قبل أن تتوسلوا ألي سأكتفي بوحدتي و أ من عليكم بحديثي و أقطر لكم المرح و السخرية تقطيرا!! سأسلبكم إرادتكم و امزجها بإرادتي.. كل شيء برغبتي أنا لا كما تحبون انتم.. سأشعل من غاباتكم ارخص سجائري وأعلق على شماعاتكم كل أخطائي، لن تعرفوا بعد الآن مكان لي، سأكون كالريح عاصفا و هادئا .. سأدهشكم بالواني!! و سأظهر لكم في كل مكان لا تتوقعوا أن تجدوني فيه ، سأسافر إلى مجاهل لم تحلموا بها وسأحط فوق شطآن لم يدنسها احد قبلي.. سأجعل من إلهكم صديقا لي و من قديسيكم و أوليائكم ندماء يقدمون الخمر المعتقة إلى يدي لأرشفها بكؤوس من ذهب.
سأجعل من انجازاتكم الكبيرة تفا هات لا معنى لها، و سأحول تفا هاتي إلى تعاليم تستشهدون بها في مجالسكم.. لن أفكر في الغد أو بعده سأعيش حياة كاملة في يوم واحد.. و أوهمكم بان كل سني أعماركم ذهبت سدى.. و اضحك منكم في أعمق أعماقي!!.



#نواف_خلف_السنجاري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة ليلٌ وجمرٌ وحكاية
- امرأة و زنزانة
- عناق
- هلوسات محموم
- السنونو والحوت
- (( زوبعة الزمن ))
- جرح ورماد
- قصص قصيرة جدا /4
- البركان
- همسات
- أحزان
- النظرة العراقية.. والمخلوقات الفضائية
- صخرة سيزيف شعر
- ليس لدى المهيب الركن من يكاتبه
- الحب في زمن الطاغية
- خمسة وثلاثون عاماً من العزلة
- قصة قصيرة المهووس
- طريق المقبرة قصة قصيرة:
- قصة قصيرة رجلٌ .. ونصف جسد
- حلم وفراشات


المزيد.....




- -ذخيرة الأدب في دوحة العرب-.. رحلة أدبية تربط التراث بالحداث ...
- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نواف خلف السنجاري - خطاب لرجل ضائع