أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - تشويه صورة عبد الناصر ضرورة صهيونية وهدف استراتيجي لتدمير وتحطيم الإنسان العربي وقيمه العليا (الجزء الأول)















المزيد.....

تشويه صورة عبد الناصر ضرورة صهيونية وهدف استراتيجي لتدمير وتحطيم الإنسان العربي وقيمه العليا (الجزء الأول)


خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 5578 - 2017 / 7 / 11 - 23:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تتعرض شخصية في التاريخ القديم والحديث لما تعرضت له شخصية القائد والزعيم جمال عبد الناصر من حملات تشويه مبرمجة ومنظمة من الغرب ومن الصهيونية ومن أبناء جلدتنا العرب الذين ارتضوا لأنفسهم أن يلعبوا دور أبي رغال يلتحفون عباءته المحاكة من خيوط الخيانة والغدرليخترقوا وعي الأمة بحصان طروادة الإعلام والتزييف والتشويه لصورة وتاريخ وشخصية ناصر لما تجسده من نموذج للقيم العربية الأصيلة بشهامتها وكرامتها وعزة نفسها وعشقها للحرية والإستقلال .
الصورة السلبية والقبيحة للإنسان العربي ليست حديثة العهد ,بل يمكن رصدها إلى ما قبل الحروب الصليبية ,ومعظمه أو زبدته موثق في الكثير من الأعمال الأدبية الغربية القديمة مثل “الكوميديا الإلهية” لدانتي الذي هاجم فيها الإسلام والنبي محمد عليه الصلاة والسلام والإمام علي كرم الله وجهه بأقسى العبارات . كذلك قصائد “أغنية رولاند” أقدم مجموعة قصائد فرنسية (1140 – 1170 م) والتي تصف وتنعت العرب بأقبح الفات والنعوت ,
ومن التاريخ الأميركي نقرأ كتاب “حياة محمد: مؤسس الإسلام وإمبراطورية العرب المسلمين” الذي صدر في القرن التاسع عشر للقسيس جورج بوش ، والذي هاجم الرسول صلى الله عليه وسلم ووصف المسلمين وقصده العرب حتما ... (بالجراد)
في مرحلة جديدة ترافقت مع صعود وبروز المشروع الإستعماري الصهيوني وحلفاؤه للبلاد العربية ,دخلت الصورة السلبية للعربي في وسائل الإعلام الأميركية في مرحلة أكثر تطورا مع انطلاقة (السينما) التي تم استغلالها كوسيلة ترفيهية ومن خلال الأفلام الكرتونية إلى الإمعان في تشويه صورة الإنسان العربي بالتزامن مع الحملات المبرمجة في الصحافة المطبوعة حين ذاك مع تزايد وتعاظم دورها في صياغة الوعي والرأي العام .وقد تضخم وتصاعد تصاعد دور الإعلام الأميركي والبريطاني في تشويه صورة العربي وما زال حتى اليوم بصورة أكثر إحترافية وعلمية منذ أواسط القرن العشرين قبل وبعد نشؤ الكيان الصهيوني وبدء هيمنة اللوبي الصهيوني على السياسة الأميركية خصوصا المتعلقة بالشرق الأوسط.
لقد ظلت الصورة التي رسمها الصهيوني وحلفاؤه إضافة للإرث التاريخي المعادي للعرب محافظة على ملامحها كما نحتوها .قبيح .وسخ .عدواني ,دموي.شهواني,لص,نذل,غبي,عديم الكرامة,متوحش.....هذه الصورة بدأت تتغير ولم تعد تُقنع أحدا حتى قبل إطلالة القائد على الإعلام وفي بداية الثورة ومن لحظتها الأولى ,كانت هناك شخصية في الظل لم يألف الغرب .بريطانيا وأمريكا و العدو الصهيوني وجودها في مكان ما من السلطة والحكم في أكبر الدول العربية المحاذية والمعادية للكيان الصهيوني ومشروعه ,فشخصية ناصر وما أحدثته من إنقلاب جذري بمواقفه وبحضوره وذكاءه في العقل الغربي أشبه بالمعجزة حقيقية,وأحدثت صدمة قلبت كل الموازين فيما يتعلق بشخصية العربي ,حيث أصبحت كلمة عربي وأي تكن جنسيته يُقابل في كل مطارات العالم بنظرات الإحترام والإعجاب وترديد كلمة ...ناصر ناصر .....
"يوجين جوستين" رجل المخابرات المركزية الأمريكية، يقول فى شهادته عن البكباشي جمال عبدالناصر،:"مشكلتنا مع ناصر أنه بلا رذيلة مما يجعله من الناحية العملية غير قابل للتجريح، فلا نساء ولا خمر ، ولا مخدرات، ولا يمكن شراؤه أو رشوته أو حتى تهويشه، نحن نكرهه ككل، لكننا لا نستطيع أن نفعل تجاهه شيئا، لأنه بلا رذيلة وغير قابل للفساد".هذه الشهادة مفتاح الشخصية ناصر ,الغرب والصهاينة أمام عدو مختلف ورجل ثورة مختلف وقائد مختلف ,وحين كانت هذه الصورة وهذا الإنطباع تشكل رعبا لأعداء الأمة شكلت هذه الشخصية وهذا النموذج بالنسبة للأحرار والشرفاء والجماهير العربية صورة المنقذ والفارس والثائر ,باختصار ,كان العربي كما عرفته المخيلة الشعبية والتاريخية في موروثها ,الفارس الشجاع والشهم والبطل ,,وهكذا كان ناصر.
ثمانية عشر عاما من حياة القائد في ميدان المواجهات مع أعداء الأمة ,قلبت موازين وكسرت حواجز وأوجدت حقائق ,لقد نفخ الحياة في مشروع وحدة الأمة وقد كانت قد استكانت لواقع حدود سايكس بيكو,آمن أن حرية الأمة العربية وتحررها جزء لا يتجزأ,فوقف في اليمن والجزائر وحارب الأحلاف وكرس مفهوم وحدة الأمل والهدف والمصير,وإلى فلسطين وفيها ومنها خيث انطلقت فكرة الثورة ,توجه عبد الناصر بكل ثقله وكامل حركته ونضاله,لقد أيقن عبد الناصر أن المشروع الصهيوني هو نقيض وجودي للأمة العربية وأن الكيان الصعيوني هو القاعدة المتقدمة للغرب الإستعماري الطامح بثروات بلادنا,لقد أدرك ناصر أن الصهيونية والعروبة لا يمكن أن يلتقيا على أرض واحدة وعلى أحدهما أن يقضي على الأخر,أدرك عبد الناصر أن السلام كذبة ومجرد استهلاك للوقت ولعبة أممية ينفذ من خلالها الوحش الصهيوني والإستعماري من خلال كيان غير شرعي إلى اتفاق تشرعنه القوة فيتغلغل في جسد الأمة سرطانا يفتك فيه مدمرا ومفنيا,أدرك وآمن عبد الناصر أن القومية العربية هي العروبة تاريخا وثقافة وحاضرا ومستقبلا لكل مكونات الأمة ,أدرك عبد الناصر خطورة الطائفية والمذهبية فحاربها بكل ما أوتي من قوة ,لقد وعى ناصر مواقع الضعف في الأمة فأعلن عليها الحرب وتلمس مواقع القوة فجهد وجاهد في سبيل تقويتها وتحصينها وتطويرها ,أدرك ناصر ما تملك الأمة من مقومات للوجود والتقدم كما أدرك أن الكيان الصهيوني يعيش على الشرايين والدم والتنفس الإصطناعي ,علم الغرب كما الكيان الصهيوني أنهم أمام مرحلة مختلفة من الصراع ,وكل تقديراتهم تشير أنها في غير مصلحتهم ,فشنوا حربين علانيتين ,1956و1967 عدا حروبهم السرية ومؤامراتهم المتواصلة مع الرجعية العربية وأذنابها,وكانت حرب الإعلام هي الأقذر والأوسخ والأعلى كلفة من غيرها من الحروب .
في 28 سبتمبر 1970رحل القائد إلى جوار ربه ,لكنها ليست نهاية الحرب معه بالنسبة للكيان الصهيوني_وقوى الإستعمار الغربي_والرجعيون والورثة الإنقلابيون ,,,,فناصر مات كرجل....ويبقى أن يموت مشروعا ومفهوما وإرثا وتشويها شخصيا لصورته كي لا تجدد نفسها كطائر الفينيق مع كل يوم طالماعلى أرض فلسطين والعرب قدم غريبة تحتل وطالما أن هناك كل قبيلة تظن نفسها أمة !!! كان لا بد من القضاء على جمال عبد الناصر_المشروع_والثورة ,فأعلنوا الحرب التي ما زالت مستعرة حتى اليوم ,,,,وسنقرأ في الجزء الثاني لماذا؟ وكيف؟ومن هم جنودها؟وما أهدافهم ؟وأين نجحوا وأين أخفقوا؟ ومن هي القوى التي ساهمت في حربها الإعلامية على مشروع النهضة القومية المجسدة في ناصر....ومن ..وما هي الأدوات ؟؟؟سنحاول قدر الإمكان البحث عن الإجابات في الجزء الثاني من هذا المقال.
(العروبة هي الحل)



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما زال ناصر حتى اليوم الممثل الشرعي والوحيد ..للأمة
- منذ رحيل ناصر والقرار العربي المستقل...كذبة كبرى!!!
- أنا العروبي حتى النخاع...أعيدوا حدود سايكس_بيكو!!
- غيلان تحالف المذاهب وانتخابات نقابة المعلمين
- عندما يصبح الزعيم حاجة شعبية وإنمائية وخدماتية
- حروبنا الجاهلية في القرن الواحد والعشرين....لا سباق خيول ولا ...
- المشروع القومي العربي هو البديل الوحيد
- عبد الرحيم مراد في وطن المذاهب..يقبض على جمر عروبته
- عروبة فلسطين...وحدها لا شريك لها
- من حقي كمواطن (سني)أن أسأل الرئيس الحريري :هل أنت ثابت على ق ...
- خطاب الحريري بقاعيا....بين حاجات البقاعيين ومصداقية مراد
- رسمت مذاهبنا بالدم حدود قبائلنا ....وما زلنا نكابر
- جدي قال : في فقه الثورة قاعدة عظمى....لاتأمن للذئب فيصبح لحم ...
- فصل المقال...لقد عبدنا أبا رغال
- أخبرتني العصفورة
- (هيدا سعد الحريري)..مصالحه ثابتة وثوابته مصلحة..
- قانون (على مقاس المقامات العلية)..ظلم للرعية!!
- لبنان الطوائف..هل الوصاية حاجة بديهية كي لا نقتتل؟؟؟
- لبنان على (فوهة بركان)القوانين الإنتخابية...والطموحات القاتل ...
- لعبة الموت: قانون ملغوم أومؤتمر تأسيسي...!!


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - تشويه صورة عبد الناصر ضرورة صهيونية وهدف استراتيجي لتدمير وتحطيم الإنسان العربي وقيمه العليا (الجزء الأول)