أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - مات فيدل كاسترو














المزيد.....

مات فيدل كاسترو


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 5577 - 2017 / 7 / 10 - 00:09
المحور: الادب والفن
    


مات صديق خالي
ومات خالي ايضا
أثر نوبة (غربة حادة) على الحدود
ولم يعزينا أحد.
مات ذلك
الذي ناضل طويلا لأجل وطنه
وليس لأجلنا كما يعتقد البعض.
ومات صديقي الوفي
الذي أخبرني بتباه
قبل موته بأيام
انه تتلمذ على يد كاسترو وجيفارا
مات
متحفظا بآرائه وملفوفا بآراء كاسترو
مات صديق ابي الطيب
الذي ادعى انه تعلم الكثير من كاسترو
منذ ان تعرف عليه في مطلع شبابه المهدور
وكان بمثابة معلما له
ولا اعرف ماذا تعلم منه
وما الذي قدمه كاسترو لنا كيف لم يدرك أحد
انه جاء لأجل كوبا وليس لأجلنا كما انه لم ينفع
الا اهله وشعبه، غير هذا كله هراء وكلام منمق وغير مقنع
غير ان صديق ابي كان رأيه مغايرا تماما
مؤكدا لي
ولأبي
انه تربى على يد كاسترو
وجيفارا صديقه العظيم على حد قوله
ومات كلبي الوفي
قبل موت صديق ابي بساعات
وحزنت كثيرا على موت الاوفياء
كما حزنت على موت ابي
وحزنت على جاري الطيب
الذي كلما كنت اذهب لأستعير كتبا منه كان يحدثني عن جيفارا وكاسترو وعن بطولاتهم التي لم تخدمنا يوما بشيء؛
ومات جاري أيضا،
أثر عبوة ناسفة حين كان في طريقه الى دائرة التقاعد مات قبل كاسترو بخمسة اعوام
مات متأثرا بجراحه وبكاسترو
تاركا خلفه’ زوجة ناقمة وابناء في نصف الطريق
لا هم كبار
ولا هم صغار
تاركا لها راتبه التقاعدي الضئيل
وكتب في كل زواية البيت وصورا مؤطرة
لأصدقاء خذلوه
وردا على صمتهم
قامت بحرق كل كتبه وصور اصدقاءه من ضمنهم صورة كاسترو مؤكدة لا بناءها ان هؤلاء هم من تسببوا بمقتل ابيهم مات ملفوفا بآراء كاسترو وجيفارا تاركا الزوجة الوفية تتولى الباقي بتركة صغيرة بالكاد تكفي وليمة عزاء على روحه الطاهرة

مات صاحب اغلظ سيجارة
اغلظ حتى من قلوب المرابين التي كانت تتدلى من زاوية فمه الكبير
بفخر واعتزاز،
منها للتباهي بصناعته
الوطنية ومنها للدعاية
انا بصراحة لم أحزن عليه
ولم يكن يهمني بشيء
رغم إني قرأت الكثير عنه وعن صديقه جيفارا
كما أنى اعرف
انه كان بارعا بألقاء الخطابات الثورية
واعرف ايضا
ان القاسم المشترك بينه وبين جيفارا
هي سيجارة
وتصدير الثورات العقيمة
الى الدول الفقيرة التي تصدق حتى ابتسامة خيال الماتة
مات كاسترو بعد عمر طويل
في حضن بلده وبين احبابه وناسه
غير ان كل الذين حذوا حذوه
احتضنوا قيمه.
كما كنت احضن صورة (جون ترا فولتا) في ايام مراهقتي والخوف يلفني من ان يكشف امري
ماتوا منفيين
مثل خالي
مات كاسترو
مات غير مباليا سعيدا
والسيجارة لا تفارق فمه الكبير
هذا الذي قالوا عنه الكثير
هذا الذي تعرض للاغتيال عشرات المرات وبموته الغير مفاجئ فتح كل دفاتري القديمة
وفتح ذلك الجرح الذي ظننته التئم
بصراحة لست حزينة عليه وانما على الذين ماتوا وفي صدورهم قضايا شائكة
ماتوا قبل ان يجدوا حلا لها
قبل ان يضعوها على طاولة المطالب المحظورة
وكيف أحزن
وفي بلدي رجالا ماتوا بلا معنى وشبابا
لم يلحقوا يتهنوا بحياتهم المملة
ماتوا من اجل شجار لا يخصهم
ماتوا لإرضاء نفوس فاسدة
لذا هم اولى بالحزن عليهم ولم يكن كاسترو أفضل منهم هذا الذي تعرض مئات المرات للاغتيال ونجى بقدرة الله اولا وبعدها بقدرة جواسيسه المهندمين بزي غريب
وعاش عمرا طويلا رغم انف الجميع مات معززا مكرما في وطنه وبين احبته وناسه
علام أحزن عليه؟
طالما مات وبفمه سيجارة
على اي حال، بفضله عادت الذاكرة اقوى من قبل كما يعود المنفي الى بلده بعد ان يزول سبب نفيه ويزول من قاموا بنفه وفي نفسه مئات الامنيات راغبا بتحقيقها
وها انا طفلة بظفيره برفقة خالي الشيوعي في مطار بغداد نودع صديقا لخالي في طريقه الى روسيا لإكمال رسالة الدكتوراه ولم يعد
حاله حال كل من يحصل على منحة وان كانت في سيبيريا او الاسكا طالما بعيدا عن المجالس الحزبية وعن مجالس العزاء وغيرها من المجالس
سافر وتحت ابطه جريدة طريق الشعب
وتحت ابطي نسخة من الجريدة دسها خالي في يدي لحين العودة وبعدها يأخذها مني رغم ان يومها لم يكن هناك طريقا للشعب
واليوم عشرات الطرق وكلها مغلقة
ولا اعرف من اين حصلت الجريدة على هذا الاسم المثير الذي الهمت كثير من الكتاب
ونشروا بها همومهم واراءهم التي لم يهتم بها احد
وبقيت حيث هي عالقة ومركونة في صفحات الجريدة الى يومنا هذا
وبالتالي الشعب بطريق او بغير الطريق فهو لا يزال مسمرا في مكانه ثابت لا يتزعزع يذكرني بزوجة نوح التي تسمرت في مكانها وفي اللحظة الاخيرة عندما التفتت وتحولت الى تمثال من الملح واما الشعب كل ظنه إذا تحرك سيتفتت ويتحول الى رماد اسود.
واليوم انا حزينة
على خالي
على جاري الطيب
وعلى صديقي الوفي
وعلى صديق ابي
وعلى كلبي الأمين
متمنية لجريدة الشعب العمر الطويل
التي كانت اول جريدة
اتصفحها وانا طفلة
واتمنى ان لا تموت
كما ماتوا جميع احبتي
على الاقل من اجل خالي
واعتذر لأنني لم أحزن
على كاسترو!

جوزفين كوركيس البوتاني



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خذي الصدق من فم امرأة يا امرأة
- ع الضيعة يمة ع الضيعة
- كنت صغيرة
- يوميات أرملة مملة
- قصتان
- من يوميات فلاحة
- من دفاتر لم تقرأ
- من يوميات أمراة شبه منسيه.
- الحضور والرحيل
- تصديق ما لا يصدق
- ولا زالت الميمة جنب الخيمة
- مسطبة العابرين
- متشردة
- لحظات مكسورة-الجزء الخامس
- وطن مغلق بقلوب مفتوحة
- جاري العزيز
- حوار بين أم وابنها
- وقفة احتجاج في قاعة محاضرات مغلقة*
- هلوسة ليلية
- أحمر الشفاه


المزيد.....




- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟
- جريدة “أكتوبر” الصادرة باللغة الكردية والتابعة للحزب الشيوعي ...
- سجال القيم والتقاليد في الدورة الثامنة لمهرجان الكويت الدولي ...
- اليونسكو تُصدر موافقة مبدئية على إدراج المطبخ الإيطالي في ال ...
- بين غوريلا راقصة وطائر منحوس..صور طريفة من جوائز التصوير الك ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - مات فيدل كاسترو