|
ما أشبه اليوم بالبارخة !
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 5572 - 2017 / 7 / 5 - 00:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ ان حدث الطوفان في عراق جلجامش !... وثارت ثائرة هولاكو والمغول وأشتد غضبهم على عاصمة الرشيد !.. وناقوس الخطر يقرع طبوله ، ليستعد سكان أرض السواد لتقديم قرابين للألهة من بنات حسناوات وغلمان وجيد ! فهي أرض لا ترتوي من ظمأ أزلي ، روضها الجبابرة المتعفرتين والمستأسدين على أرض الميعاد .. أرض العشق والخضرة والتسامر والهيام ! التي ما برحت ترسل لبني البشر ، رسائل السلام والتسامي على الجراح والأهوال والنكبات ، وتقول لكل البشر بأن هذه الأرض ليس أرض الحرب والكراهية والتمزق والأحتراب ! عاش على أرضها كل الأجناس والألوان والأديان ! وأخذتها الألهة مقرا ومستقرا ، ومفرا وراحة وجنان ! وأرسلت رسلها المقربون ، من هنا من هذا المكان ، وتقاطروا في بقاع المعمورة !... لتنبأ بني البشر بأن الله وأبنائه وألهته ، كان مسكنهم ومكمنهم ومأمنهم ومنطلقهم ومقرهم ، هنا في بلاد مابين النهرين ! الألهة ورسلها يسألون ؟ .. لماذا تنشرون الموت والعذاب والخراب والكراهية يا بني البشر ؟ وقد منحتم الخلود الأبدي في جنان الأرض وجمالها وعبقها ، لتنعموا وتتعايشوا وتتحابوا على أرضها وفي أفيائها وسحرها السالب للألباب والعقول ؟... لماذا ؟ قبل عام وفي مثل هذا اليوم هزت بغداد زلازل مدمرة ، فتنقلب بغداد !.. فيكون عاليها سافلها من هول ما حدث في الكرادة ، وقد لا يمر يوم ألا والعراق يدفع بالضخايا ، وعلى طول العام ومنذ عقد ونيف ! الموت وصوره المرعبة بألوانه المتعددة وأساليبه ومبرراته !!!؟؟ .. بسبب أو بدون سبب ! والتفنن في عمليات النحر والحرق والأغراق والسبي والخنق والدهس والأغتصاب والسحل والدفن وهم أحياء ، والرمي من مناطق مرتفعة وغير ذلك من أساليب لا تمر على مخيلة الشياطين والساديين والفاشيين والوحوش الكاسرة والبهائم ! قبل يومين وجد شاب في مقتبل العمر ، طالب في أكاديمية الفنون الجميلة مقتولا وبخقد بربري أعمى ، بعد أختطافه ومن ثم تعذيبه وطعنه بطعنات عديدة ثم أطلاق الرصاص عليه ؟... لا لسبب يذكر ! .. فقط كون هندامه وهيئته ولباسه وشعره لا يعجب من قام بفعلته !... ولا يروق لهم نمط تفكيره وطريقة عيشه ! وبالأمس القريب قتل شاب في التظاهرات في مدينة النجف !.. لا لشئ سوى كونه كان يطالب بحق من حقوقه المغتصبة ، وهو حق كفله الدستور ، وكفلتها القوانين النافذة ! هذه وغيرها لن تكون الأخيرة، وهي ليست الأولى ، فقد شاهدنا عشرات بل مئات الأحداث المشابهة ولأناس من شتى الشرائخ والمكونات والمذاهب والأديان ، وفي الغالب من أصحابي الرأي ومن رموز الثقافة والمعرفة ومن الفنانين والصحفيين والمفكرين ، ومن الناشطين المدنيين والسياسيين ، ولو تتبعنا خيوط تلك الجرائم ودوافعها والجهات المسؤولة عنها سنجدها جميعها تستهدف العناصر الديمقراطية والتقدمية والثقافية ، وجميعها تسجل ضد مجهول ولن تتمكن المؤسسة الأمنية والسلطة القضائية من الوصول الى الجنات ومعاقبتهم ، وسوف أورد بعض الأسماء التي تمت تصفيتهم وبدم بارد وهذه على سبيل المثال لا الحصر كون هذه قوائم يطول تداولها وذكرها ! المغدور قاسم عبد الأمير عجام شخصية معروفة ، وكاتب ومثقف ، كامل شياع مفكر ومثقف وسياسي وصخفي . وضاح حسن عبد الأميرأحد قادة الحزب الشيوعي وعضو الجمعية الوطنية مع رفاقه ، حارسه الشخصي وسائقه ، نجاخ خمدوش ناشط سياسي ووجه أجتماعي معروف ، منير جبار ياسين أبو الياس ناشط سياسي وكادر فلاحي ، والمغدور رئيس مجلس الحكم ، والسيد رئيس مفوضية النزاهة ، والقائمة تطول ، ناهيك عن الذين تم خطفهم ولم يعلم مصيرهم لليوم مثل الدكتور شاكر اللامي ، ورئيس فوضية الأنتخابات في محافظة ديالى المخامي عامر لطيف أل يحي وحارسه الشخصي ! أضافة الى سياسات الترهيب والأعتداءات المبرمجة والممنهجة ضد طيف واسع من أصحابي الرأي ومن المعارضين لنهج وسياسة الأسلام السياسي الحاكم ، وهذه الجرائم والممارسات تحتاج الى أرشفتها وتثبيت وقائعها ووضعها أما الرأي العام العراقي، وعرضها أمام المحافل الدولية ، ويرقى البعض منها الى جرائم ضد الأنسانية ، وتعتير الكثير من تلك الجرائم والممارسات من قبيل التطهير العرقي والتمييز الطائفي والمذهبي والديني ، والتعتيم على هذه الأمور هو مجافات للحقيقة وطمسا لها ، وألغاء للمواطنة وللقانون والدستور ، وهذا يعني أننا في غابة من القطعان والبهائم والوحوش التي ليس لها أي صلة بالجنس البشري . وأحد أبرز أسباب ما حدث وما سوف يحدث ، الغلو والتطرف الديني ، والتعصب الأعمى وسياسة الألغاء والأقصاء والتمييز العنصري بأشكاله المختلفة ، وأستمرار هذا النهج وتكريسة وعدم التصدي له ولجمه !... ليشكل الخطر الأكبر والمدمر لحاضر العراق ولمستقبله ومستقبل أجياله . صادق محمد عبد الكريم الدبش 4/7/2017 م رثاء لضحايا العمليات الأرهابية الذين سقطوا في بغداد أول من أمس ولكل ضحايا الأرهاب في عراقنا الذبيح . دَعاکَ الهَوی وَ اسْتَجْهَلَتْکَ المَنازِلُ وَکَيْفَ تَصابي المرءِ و َالشَّيبُ شامِلُ؟ وقَفْتُ بِرَبْعِ الدّار ِ، قَدْ غَيَّر البِلی مَعارِفَها ، وَ السّاريات الهَواطِلُ . النابغة الذبياني . وقال احدهم : نصيبُكَ في حَياتِكَ مِن حَبيبٍ ### نَصيبُكَ في مَنامِكَ مِن خَيالِ رَماني الدَهرُ بِالأَرزاءِ حَتّى ### فُؤادي في غِشاءٍ مِن نِبالِ فَصِرتُ إِذا أَصابَتني سِهامٌ ###تَكَسَّرَتِ النِصالُ عَلى النِصالِ وفي ختام القصيدة يقول : وَما التَأنيثُ لاِسمِ الشَمسِ عَيبٌ### وَلا التَذكيرُ فَخرٌ لِلهِلالِ وَأَفجَعُ مَن فَقَدنا مَن وَجَدنا### قُبَيلَ الفَقدِ مَفقودَ المِثالِ يُدَفِّنُ بَعضُنا بَعضًا وَتَمشي### أَواخِرُنا عَلى هامِ الأَوالي . صادق محمد عبد الكريم الدبش 4/7/2016 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عريان السيد خلف في العناية المركزة منذ ايام ؟!
-
تعديل الى أين نحن سائرون ؟
-
يوم حداد وطني على حدباء نينوى !
-
هل كانت الشيوعية قبل فتوى الحكيم غير ملحدة ؟
-
هل تستقيم الحياة بغياب الأمل ؟
-
الكفيشي ... ومشكلته مع الشيوعيين !
-
رسالة لكل بني الأنسان بأعياد ميلاده !
-
تم التعديل / الشمس لا تستحق الرجم والتشهير !!!
-
تعديل الشمس لا تستحق الرجم والتشهير!
-
الشمس لا تستحق الرجم والتشهير !
-
أطلقوا سراح الناشطين .
-
أطلقوا سراح الناشطون في الحراك المدني ,
-
يوم النصر على الفاشسة
-
لتندحر القوى الفاشية المعادية للديمقراطية والتقدم .
-
الطائفية وما تنتجه من أثار مدمرة على حياة الدولة والمجتمع .
-
يومكم سعيد يا شعب الرافدين .
-
حل الميليشيات ضرورة وطنية ملحة .
-
تعقيب على ما جاء به الدكتور عدنان عاكف .
-
وحيل القائد الشيوعي غانم حمدون
-
تمخض الجبل فولد فأرا !
المزيد.....
-
زفاف ذي يزن نجل سلطان عُمان ونانسي تتألق في ليالي القاهرة..
...
-
فيديو متداول لـ-بالونات غازية- في سوريا لصد الطائرات الإسرائ
...
-
مصر.. تصاعد الجدل حول قانون الإيجار القديم بعد بدء مناقشته ف
...
-
الدفاع الروسية: إسقاط 9 مسيرات أوكرانية خلال نصف ساعة
-
السودان يطلب المساعدة من السعودية للسيطرة على حريق هائل في م
...
-
تحذيرٌ لحماس في لبنان: هل يكون الخطوة الأولى نحو طرح مسألة ا
...
-
بمشاركة 30 مقاتلة... الجيش الإسرائيلي يشن غارات على اليمن
-
إيران تكشف عن صاروخ جديد بعيد المدى وسط توترات مع الولايات ا
...
-
ردا على قصف مطار بن غوريون .. ضربات إسرائيلية على ميناء الحد
...
-
ترامب يريد -العمل- مع أردوغان لإنهاء الحرب في أوكرانيا
المزيد.....
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
المزيد.....
|