أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - عشيقة لينين - الثورة قبل الحب : إينيسا أرماند













المزيد.....

عشيقة لينين - الثورة قبل الحب : إينيسا أرماند


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5561 - 2017 / 6 / 24 - 00:56
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


عشيقة لينين - الثورة قبل الحب : إينيسا أرماند

لا يمكن لأحد أن يعتبر فلاديمير لينين شخصا رومانسيا . في كل صوره التاريخية تقريبا يبدو لينين قاسيا و حازما . في حالة لينين يتطابق الواقع مع الصورة . كان لينين ثوريا محترفا , منفيا سواء عندما كان في الوطن أو الخارج . كان مكانه في العالم هو أي مكان قد تندلع فيه الثورة أو اندلعت فيه بالفعل . كانت حياة لينين مكرسة للثورة , و هي مثال لا يحمل أية رومانسية . و حسب كل المصادر كانت ناديجدا كروبسكايا زوجة لينين لفترة طويلة , تشبه نموذج لينين نفسه . كانت صارمة كزوجها , مما كان يعني ولاءها التام له و لقضية الثورة . كان لينين معروفا بأنه الشخص الذي لا يساوم أبدا على آرائه . سواء اتفقت معه أو كنت عدوه . و كانت كروبسكايا في تناغم كامل مع آرائه . بما يتناسب مع التزامهما بالمبادئ الثورية قبل أي شيء آخر , لم ينجبا أي أطفال , الأمر غير المستغرب بالطبع . منطقي جدا القول بأن كروبسكايا كانت امرأة عادية المظهر . القتامة و الرمادية هما الوصف الأفضل لذوقها . كانت كروبسكايا مثل زوجها , ثورة في كل زمان .

الرومانسية و الثوريون - سنوات إينيسا أرماند الأولى
لكن فلاديمير لينين كان إنسانا , يملك حاجات بشرية . كان هناك جانب آخر منه , جانب عرف علاقة رومانسية بينه و بين امرأة . مثل كثير من البلاشفة أحيطت حياة لينين الخاصة بالأساطير و الغموض . إن الحصول على تفاصيل عن علاقاته الشخصية أمر صعب جدا . و من الصعب أن نفرق بين حياته الشخصية و المهنية لأنهما غير قابلتين للفصل عمليا . المرأة التي لعبت دور عشيقة لينين كانت إنسانة غريبة لا تناسب هذا الدور . كان اسمها إيلزابيت إينس ستيفان د هيربينفيل . فرنسية كما يدل اسمها . عمل والداها في المسرح , كانت أمها ممثلة كوميدية و أبوها مغني أوبرا . عندما كانت بعمر 5 سنوات كانت حياة أسرتها في وضع يرثى له . بعد موت والدها انتقلت إينيسا ( كما ستعرف بعد ذلك ) إلى موسكو حيث رباها أقارب كانوا يعملون معلمين في أملاك عائلة فرنسية أصبحت روسية . كان ذلك أول انتقال في حياتها من بين مرات عديدة تالية . في السنوات العاصفة الأولى من حياتها بدا أن حياة إينيسا قد استقرت . كإنسانة جيدة التعليم و ذات ميول فنية و مثقفة انتهت بالزواج من أحد أبناء الأسرة الغنية التي نشأت في أملاكها . سرعان ما أنجبت أربعة أطفال . كل شيء بدا و كأنه يسير على ما يرام , لكن الراحة و الهدوء لم تكن ما تسعى إليه إينيسا . انخرط زوجها , الكسندر أرماند , و إخوتها في الحركة السياسية الثورية . انتابت الحمى الثورية إينيسا بعد قراءة كراس لينين "تطور الرأسمالية في روسيا" . و قررت أن تضطلع بدورها في إحداث التغيير الاجتماعي بمساعدتها العمال و الفلاحين . في نفس الوقت وقعت إينيسا في حب شقيق زوجها فلاديمير . و أنجبا معا طفلا . مع الوقت كانت إينيسا تنغمس أكثر فأكثر في الحركة السياسية الاشتراكية الراديكالية . هذا نبه السلطات الروسية القيصرية إليها فاعتقلتها و نفتها إلى الدائرة القطبية في أقصى شمال روسيا . لكنها سرعان ما هربت من هناك إلى باريس المدينة الزاخرة بالحب و الثوريين .

الحب الراديكالي - لينين و عشيقته في باريس و كراكوف
التقت إينيسا أرماند فلاديمير لينين لأول مرة إما في باريس أو بروكسل و على الفور جذبها بكاريزمته و الأهم بأفكاره الثورية . انتقلت إينيسا إلى باريس عام 1909 حيث كان لينين يعيش مع زوجته . صورة باريس كمدينة للحب معروفة جيدا , لكن في سنوات ما قبل الحرب العالمية الأولى كانت أيضا مقرا لحركة شبه سرية تتألف من الاشتراكيين الراديكاليين المنفيين . ساعد لينين و زوجته في قيادة هذه الحركة السرية و أصبحت إينيسا أرماند مقربة من الاثنين . لا شك أن لينين و إينيسا لم يكونا عاشقين باريسيين تقليديين . لم تكن هناك جولات تحت ضوء القمر عند السين أو عناق تحت برج إيفل . بدلا من ذلك كانت عاطفتهما تعود بشكل أساسي إلى أنهما أجنبيان يتشاركان بنفس الإيديولوجيا . كانت علاقة مصطنعة , في اللقاءات السياسية كما في غرفة النوم . لكن لا يمكن استبعاد تأثير جمال إينيسا أرماند الفرنسي كعامل مهم في علاقتهما . مقارنة بناديجدا كروبسكايا , كانت إينيسا تشع جنسا . يمكن الافتراض أنه كان على ناديجدا أن تشعر بغيرة مجنونة من علاقة لينين مع إينيسا . لكن للسخرية لا يوجد ما يؤكد وجود مثل هذه العواطف التي قد تسبب شرخا بين الثلاثي الثوري . ارتبط الثلاثة بالتزامهم بالثورة . أيا كان الحب الذي ربط بين لينين و إينيسا فقد كان يأتي دائما في المرتبة الثانية بعد القضية . كانت إينيسا ترى عملها على الأغلب من أجل القضية البلشفية على أنه مثل حبها للينين .

التضحية بالحب و الحياة في سيبل المثال الثوري
بعد عدة سنوات مع اندلاع الحرب العالمية الأولى , انضمت إينيسا إلى لينين في منفاه مرة أخرى , هذه المرة في سويسرا . كانت المرة الوحيدة الني اقتربت فيها إينسا من القطع إيديولوجيا مع الرجل الذي طالما خدمته . اعتقد لينين أنه على روسيا أن تنهي مشاركتها في الحرب مهما خسرت من أراضي . بينما اعتقدت إينيسا بالعكس أنه يجب على روسيا أن تستمر بمحاربة ألمانيا لإنقاذ الوطن الأم . هذا وضعها في معارضة لينين , الشيء الذي تجرأ عليه قلة فقط من حلقته الداخلية الصغيرة . في رسالة إلى إينيسا كتب لينين "أما فيما يتعلق بالدفاع عن الوطن , سيكون من المؤسف جدا بالنسبة لي ألا نتفق . دعينا نتفق هنا" . الاتفاق كان يعني قبول إينيسا بموقف لينين . عندها تراجعت إينيسا عن موقفها . كانت قد كرست كل حياتها للينين و قضيته . ولاءها المطلق له كان يعني أنها ستكون في القطار الذي خصصته ألمانيا للينين لكي يعود إلى الوطن لينظم الثورة هناك . كانت تلك ذروة علاقة إينيسا بلينين . بعد الثورة أصبح لينين منشغلا بالحرب الأهلية . منذ عودته إلى روسيا في 1917 حتى نهاية حياته لم ينفصل لينين و كروبسكايا أبدا . أما بالنسبة لإينيسا فإنها قد ركزت كل جهودها في الثورة كمدافعة عن حقوق المرأة . ليس من المستغرب أن تقضي إينيسا , المخلصة جدا للينين , السنة الأخيرة من حياتها في تنظيم المؤتمر العالمي للنساء الشيوعيات في موسكو . كان نجاحها نذير شؤم , لأنه أصابها بالإرهاق . و لم تنقذها إجازة كانت تحتاجها بإلحاح . لقد دمرت سنوات المنفى و السجن و السفر و العمل صحتها . أصيبت إينيسا بالكوليرا و سرعان ما ماتت و هي بعمر 46 سنة . ماتت وحيدة و بعيدة عن الرجل الذي أحبته و اعتبرته مثلها الأعلى . قرر لينين أن يعاد جسد إينيسا أرماند إلى موسكو حيث دفنت في حائط الكرملين قرب الساحة الحمراء . في النهاية ضحت إينيسا بحبها و حياتها في سبيل المثال الأعلى الثوري . و لم تكن وحدها , فبعد ثلاثة سنوات و نصف مات لينين أيضا

نقلا عن
https://europebetweeneastandwest.wordpress.com/2014/11/15/lenins-mistress-revolution-before-romance-inessa-armand/



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الروسية المضادة - غريغوري بيتروفيتش ماكسيموف
- ملاحظات على ملاحظات ياسين الحاج صالح إلى إسلاميين حسني النية
- حدث ذات يوم
- ترامب و الإسلاميون و أطياف الثورة السورية
- القيامة الآن , أو نهاية العالم
- نصوص سوريالية
- الشهيدان
- السعيد
- المرأة العربية : جسد مهدد , إنسان مسجون – ماجدة سلمان
- اعتقال هيربيرتو باديلا و بلقيس كوزا مالي
- كان سان : الثورة البروليتارية الثقافية العظمى
- مسألة التكتيكات – إيريكو مالاتيستا
- الماركيز دي ساد و التنوير
- حفيد غيفارا الأناركي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ...
- التوليتارية و الأدب – جورج أورويل
- هل يمكننا تغيير العالم من دون الاستيلاء على السلطة ؟ جون هول ...
- 1نيتشه و الأناركية – شاهين
- تأسيس الأممية الأولى
- الدكتور فيصل القاسم و الدواعش و العلمانجيون


المزيد.....




- استمرار الحراك في مدينة مالمو/ السويد تضامنا مع الشعب الفلسط ...
- كيف تصدّى المسلمون والشيوعيون لمحاولات طمس البوسنة؟
- ترامب ونتنياهو: عدُوَّان فتَّاكان للشعوب في الشرق الأوسط و ف ...
- حرب أمريكا وإسرائيل على ايران وتداعياتها. ندوة سياسية لمنظمة ...
- حزب التقدم والاشتراكية يستقبل وفداً من المنظمة المغربية لحقو ...
- تحركات في الكونغرس الأميركي لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية ...
- غدًا تجديد حبس القيادي العمالي شادي محمد وشباب قضية “بانر فل ...
- النظام المصري يواصل حبس المتضامنين مع فلسطين
- احتجاج بلا تصعيد، وغضب بلا قيادة: وقفة نقابة المحامين تكشف ع ...
- بيان لصحفيين مصريين: الاعتداء الأمريكي على إيران من أرض عربي ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - عشيقة لينين - الثورة قبل الحب : إينيسا أرماند