كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 5556 - 2017 / 6 / 19 - 21:23
المحور:
الادب والفن
(وقع بعض الرعاة على جرة فيها لفيف من الرقاق، وقد كشفت دراستها عن نصوص آرامية من إنشاء أمية بن أبي الصلت. يزعم الراوي أنه اعتزل الناس ثلاث سنين في غار، لكنه حين حاول العودة إليه لم يجده. فظلت هذه الكلمات كما تركها. وهذا بعض ما ترجمه الباحث، مشيرا إلى كون ضمير الجمع يعود على المجانين.)
مَــا أَحْوَجَ الفَتَــى إلَى صَوَامِعِ الصَّدَى!
يَــلْهُو مَعَ الَّذِينَ لاَ تَنُوءُ أَكْبَـــادٌ بِذِكْرِهِــمْ
ولاَ يَــبُـــوءُ عَـــاقِلٌ بِــوَأْدِهِمْ،
فَــبَيْنَــهُمْ وبيْنَ جَــدْوَلِ الفُصُــولِ
سَــتَـــائِرُ الأَجْرَاسِ وَالأَسْفَـــارِ
تَسْــجُــرُ السَّبِيلَ بالوَسَــاوِسِ
وحَــسْــرَةِ الرِّيَـــاحِ
وتَـرْشُقُ الشُّرْيَــانَ بِــالنَّــوارِسِ
الغَــضْبَــى والصُّــدَاحِ،
فَــلاَ خَــرَائِطُ القَــوَافِلِ
تَــحُدُّهُمْ
ولاَ مَضــارِبُ السَّنَــابِلِ
تَــشُــدُّهُمْ،
قَــدْ مَــزَّقُــوا فِي ذُرْوَةِ الرُّمَّــانِ
بَوْصَـــلَــةَ المَــلاَّحِ
واسْتَـــمْطَــرُوا قَــمَــاقِمَ الإعْصَــارِ،
يُــفَـــتِّشُــونَ عَنْ جَــزِيرَةٍ
يُــقَـــالُ إِنَّـــهَــا أَرِيكَةُ النَّــيَـــازِكِ
الَّتِي تُطْعِمُ عَــنْقَــاءَ الرَّبِيعِ
مِنْ دَمْعِهَــا،
وَأَنَّـــهَــا نَـــافُــورَةُ الغِيَـــابِ
فِي أَظَـــافِرِ المَــلاَئِكِ،
جِبَـــالُهَــا كَبَسْــمَةِ الرَّضِيعِ
وأَرْضُهَــا تَنَـــهُّــدُ الضَّبَــابِ:
لَيْتَ الفَــتَى مِنْ طَلْعِهَــا!
يَـــلْهُــو مَعَ الَّذِينَ غَــاصُوا فِي دَمِ الفَــرَاشَاتِ
وَهَـــاجَـــرُوا إلَى مَــخَــابِزِ المَعَــادِنِ
يُــفَتِّشُونَ عَنْ مَــحَـــارَةٍ أسِيــرَةٍ
فِيهَــا يُخَــبِّئُ الإِلَهُ
عَــرَائِسَ البِحَــارِ
وَكُــوَّةً ضَوْئِيَّــةً
وَشَــهْقَــةَ النَّـــهَـــارِ،
مَـــا أَحْوَجَ الفَــتَى إلَى نَــوَافِذِ المَــدَى
يَـــلْهُــو مَعَ الَّذِيـــنَ أَنْكَــرُوا قَــرِينَــهُمْ
وَهْوَ يَرْبُــو فِي ضُــحَـــاهُ
قَــدْ أَنْكَــرُوا الظِّــلَّ الَّذِي تَحْتَلُّهُ المَـدَاخِنُ،
مَــا أَحْوَجَ الفَــتَى إلَى شَــذَى الظُّــنُونِ
أَنَّــى لَـــهُ وَوَشْمُ أُمِّــهِ تَلُوكُهُ المآذِنُ؟
لَيْسَ الذُّهُــولُ لِلشَّقِيِّ شَــقِيقَــا.
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟