أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - كأنّه أبي . الفصل الثّاني .4.














المزيد.....

كأنّه أبي . الفصل الثّاني .4.


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5556 - 2017 / 6 / 19 - 18:24
المحور: الادب والفن
    


سوف أنتظر اليوم هنا لأرى إن كان أحدما يسأل عنّي
حاجتي كبيرة إلى أن يرنّ هاتفي، ويأتي منه صوت أعرفه
أرغب أن أسمع أحد ما يسألني: هل أنت بخير
يبدو أنّني مغفّل في انتظاري، وحواري
لا أعرف قواعد اللعب
لو سألت أحدا عن حاله، سوف يسألني
حتى هذا لم ينجح
. . .
أرى مسرحاً. النّاس يدخلون بحبّ
كأنّ الجميع عاشق
هل جميع رواد المسرح عاشقون؟
إن كان الأمر كذلك. كيف ستنجح مسرحيتنا؟
اشتريت آخر بطاقة
أطفئت الأنوار
على المسرح عتمّة
ظهر شخص، بيده فانوس
وصرة مليئة بالأشياء
سوف أقرأ أسم المسرحيّة
" حيّ الغرباء"
بدأ العرض
يقول الممثل:
باختصار. باختصار. كنت طفلاً يسكن في حيّ الغرباء، تقول لي أمّي أنّنا محظوظون لأنّنا نأكل ونشرب.
لم تسألني إن كنت فعلاً سعيداً
هذا القميص وجدته منشوراً على حبل. أعجبني فسحبته. لم ألبسه، وذلك الحذاء، وجدته في القمامة. غسلته ، خبّأته كي لا تسأل أمّي من أين لك هذا؟
هذه الأشياء جمعتها خلال سنوات قليلة. لا أريدها. خذوا ما يعجبكم.
يبكي الممثل على المسرح. هو لا يمثّل في هذه المرّة، ولكنّه يمثّل أيضاً.
هل تسمعون دقات قلبي
إنّها تجهش في البكاء
فليأت أحدكم ويوقفها.
قد يكون يطلب منّي أن أساعده
صعدّت إلى المسرح
-لا تبك. أرجوك
جرّد قلبك من الألم
سوف أمسكه
دلّني أين يكمن الوجع؟
-هنا
هل تسمع؟
-دعني أتلمّس قلبك بيدي
ضع يدك أنت على قلبي أيضاً.
دقات قلبك تكاد توقعني أرضاً
كن بخير
لا تبك أرجوك.
-دعني أرى
قلبك يشعر بالقهر
ينذر بالعصف
وفي عقلك مسّ
فقد كنت أمثّل على خشبة المسرح حكاية الحياة. الحكاية توجعني.
-أعتذر يا صديقي. عطّلت عملك بتدّخلي.
-صفقوا له. كان بكاؤه صامتاً، وجزء من المسرحية.
انحنيت للجمهور. جلست في مكاني وبدأ الدّمع ينزل دون سبب.
اليوم بكيت قدر حاجتي، استرخيت وأنا أشاهد العرض.
كأنّ البشر يأتون لمشاهدة حياتهم من خلال بطل مسرحيّ يجيد تمثيلها.
. . .
لم ينته العرض بعد
كأنّ المسرحية بدأت للتوّ
البطل يقول شيئاً ما:
لا قمر هنا، ولا ماء ، ولا عشّاق
الناس كثر
وفي الصف الأخير يجلس رجل مع زوجته
اعتقدت للحظة أنّها ابنته
لكنّه يبثّها الغرام علناً
يا للهول!
ذلك الرّجل هو أبي
لم أدعه لحضور مسرحيتي
أتى كي أراه، وكي أمتعض من قبلاته لتلك الجميلة التي أوقع بها.

يرغب أن أنقل الحدث. أن يغيظ أمّي.
هي! أيها الرّجل الواقع في الحبّ .اخرج من عالمي
أنت لم تأت كي تقول ما أروعك!
أتيت كي تقول أنّني أشبه أمّي
أنا أشبهها فعلاً
أيّها النّاس أخرجوه.
-ضجيج. يتساءل النّاس عن الشخص المطلوب، ويجلس البطل على كرسيه:
ليس موجوداً. أنتم تحضرون مسرحيّة. بعيدة عن الواقع
يقف البطل على المسرح مرّة أخرى
أيتها المرأة التي تجلس في حضن شاب هناك
هو لا يحبّك!
أنت تقدّمين له نفسك لقمة سائغة
توهمينه بالحبّ
قد تكونين رائعة من الدّاخل
وهذا لا يكفي
كوني حقيقيّة فقط، وعندما تشعرين بالوحدة في حضرة الحبيب. قولي وداعاً.
لماذا تنتظرين؟
هيّا.
-عن من تتكلّم؟
-هي مسرحيّة أردت أن تشاهدوها.
انتهى العرض الآن. الجميع يصفق، والبطل ينحنّي: سعدت بتقديم الحقيقة .
. . .
هذا المسرح مذهل
يبدو أن العمل يحتاج لجهد. استطاع الممثل أن يوهمنا أن شخصاً لا يستحق أن يحضر مسرحيته، وامرأة تتملّق رجلاً يدّعي حبّها لا ترغب أن تكون وحيدة، وهو يعرف ذلك لذا يستغلّها.
هل كان البطل أنا؟
قال كل ما تمنيت أن أقوله على الملأ. تحمّست كثيراً
فرّغت شحنات الألم.
المسرح كلمة ساحرة. الممثل يخرج
-لحظة من فضلك!
أرغب أن أسأل سؤالاً واحداً.
أدعوك لحضور أوّل عمل مسرحي لي يوم السبت مساء، ولكن قل لي كيف استطعت أن تمثّل أنّك تبكي؟
-لم أمثّل. كنت أبكي حقيقة ففي قلبي أوجاع تستحقّ البكاء، وهي مناسبة أن أفرّغ شحناتي من خلال المسرح. الممثلون يؤدّون أدوارهم، لكنّهم حقيقيون.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتكرّر أسطورة الأمازونيات
- - من يأكل من مال السّلطان يحارب بسيفه-
- أدمغتنا أمام المغسلة العربية، والإسلاميّة
- لهم الله والوطن، ولنا عذاب القبر
- كأنّه أبي. الفصل الثاني. 3.
- من نصادق، ومن نعادي؟
- كأنّه أبي. الفصل الثّاني-2-
- بعض أمراضنا الخفيفة
- هذا الشّرق- العظيم- يلزمه بعض التّواضع
- كأنّّه أبي. الفصل الثاني-1-
- أيا حبّي!
- كأنّه أبي -5-
- التّابع والمتبوع
- كأنّه أبي-4-
- الرّقابة الشّعبية على الفكر العلماني مستبدّة أيضاً
- صفّوا النّية
- لغة القلم
- كأنّه أبي-3-
- كأنّه أبي-2-
- كأنّه أبي-1-


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - كأنّه أبي . الفصل الثّاني .4.